IMLebanon

رئيس «آريس» يقلص الامتيازات الضريبية للاستيلاء على «بيس»

ARRIS

مراد أحمد وآراش مسعودي
دافع بوب ستانزيونه، رئيس شركة آريس، المصنعة لمعدات ربط الشبكات الأمريكية، عن استحواذ شركته بمبلغ 1.55 مليار جنيه استرليني على شركة “بيس” المنافسة البريطانية، متجاهلا المخاوف بأنها محاولة للتهرب من الضرائب المفروضة على الشركات الأمريكية. قال بوب ستانزيونه، المدير والرئيس التنفيذي لشركة آريس، التي يوجد مقرها في سواني، في ولاية جورجيا، “إن الاستحواذ على شركة بيس كان مدفوعا أساسا بمنطق استراتيجي”. إلا أنه اعترف بأن الاعتبارات الضريبية كانت طريقة مهمة تسعى شركة آريس بها إلى “تعظيم الصفقة من أجل تحقيق العوائد لحملة الأسهم”.

عملية الاستحواذ – التي كشف عنها النقاب أخيراً – تعتبر الانعكاس الضريبي الأحدث، الذي بموجبه تستخدم شركة أمريكية مقتنيات أجنبية لتأسيس مقر جديد للشركات خارج الولايات المتحدة، من أجل تخفيض معدل الضريبة الإجمالي.

بعد سلسلة من صفقات الانعكاس ذات المكانة البارزة والقيمة الضريبية الأصغر، تحركت الحكومة الأمريكية نحو إبطاء معدل الشركات التي تقوم بالسعي وراء تلك الصفقات في العام الماضي. انتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما مثل تلك الصفقات الصيف الماضي، واصفا إياها بأنها “غير وطنية”، واتخذت وزارة الخزانة الأمريكية خطوات في أيلول (سبتمبر) من أجل كبح هذا التوجه.
صرح ستانزيونه لصحيفة الفاينانشيال تايمز: “لا أعتقد أن من غير الوطني في أي شكل من الأشكال، أن نجعل الشركة أقوى…. أنا أعمل من أجل حملة الأسهم وهم يتوقعون منا هيكلة الشركة بطريقة تحقق أعلى العائدات”.

قالت شركة آريس، التي لم تكشف عن مقدار الوفورات في التكاليف التي تتوقع أن تحققها من خلال هذه الصفقة، “إن معدل الضريبة الشامل لديها ينبغي أن ينخفض من 35 في المائة إلى ما بين 26 و28 في المائة، في أول سنة كاملة بعد عملية الاستحواذ”. قفزت أسعار تداولات أسهم شركة آريس، التي ستبقي على تسجيلها في البورصة الأمريكية، بنسبة 20 في المائة لتصل إلى 36.67 دولار في آخر تداولات الأسبوع الماضي في نيويورك، عندما أيّد المساهمون الصفقة وقدموا لها الدعم، خاصة بعد أن منحتها المكاسب رسملة سوقية بلغت 5.3 مليار دولار.

كما ارتفعت أسهم شركة بيس بمتوسط 35 في المائة لتصل إلى 447 بنسا، في آخر تداولات الأسبوع. سيتلقى حملة الأسهم لدى الشركة التي مقرها في يوركشاير 132.5 جنيه نقدا و0.1455 كأسهم جديدة، وهو ما يعطي عرض شركة آريس تقريبا قيمة بأسعار السوق الحالية بمبلغ 1.55 مليار جنيه استرليني.

تمت هيكلة العرض النقدي والأسهم بحيث يمتلك مساهمو شركة بيس ما نسبته 24 في المائة من الأسهم في الشركة الجديدة المندمجة، ما يساعد على تلبية المتطلبات التي تسمح لشركة آريس بمتابعة الانعكاس.

تأتي صفقة الحصول على شركة بيس في الوقت الذي يقوم فيه أكبر العملاء لدى الشركتين بإبرام شركاتهما المدمجة الضخمة الخاصة بهما.شركة آريس تصنع معدات الشبكات التلفزيونية لشركات من أمثال شركات كومكاست وتايم وورنر كيبل، التي تسعى إلى تأمين الترخيص التنظيمي الأمريكي من أجل إنهاء صفقاتها، وذلك لكي تنشئ شركة لتشغيل كيبل تكون مهيمنة في الولايات المتحدة. تخدم شركة بيس كلا من إيه تي أن تي ودايركت تيفي، اللتين تعملان أيضا على إنهاء اندماجهما، إضافة إلى شركة أوي البرازيلية مع سكاي الإيطالية.

قال ستانزيونه “إن الشركة المدمجة قد تكون قادرة على التنافس الجيد ضد منافسيه الأكبر مثل أنظمة سيسكو، في وقت تتعرض فيه صناعة أجهزة استقبال التلفزيون للضغط من قبل مزيد من الناس، الذين يشاهدون التلفاز عبر الإنترنت والأجهزة النقالة”. وأضاف “نحن نعيش في أعمال تجارية عالمية. من المهم للشركات مثل شركتنا أن يكون لديها المال الكافي للفوز في السوق العالمية. باندماجنا مع شركة بيس، سيكون لدينا النطاق اللازم للاستمرار في التنافس والنمو في تلك السوق العالمية”. كانت كل شركة من الشركتين في السابق تميل إلى الاستحواذ في محاولاتهما الحصول على حصة في السوق. في عام 2012، تفوقت شركة آريس على شركة بيس، في صفقة من أجل شراء قسم أجهزة استقبال التلفزيون لدى شركة موتورولا مقابل مبلغ 2.4 مليار دولار.

وفي عام 2013، حصلت شركة بيس على الشركة الأمريكية المصنعة للمعدات (أورورا للشبكات) من خلال صفقة قيمتها 310 ملايين دولار. الصفقة مشروطة بالحصول على موافقة أجهزة مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، وعلى الأقل خمس من مناطق اختصاص قضائية أخرى. وقال محللون لدى بنك آر بي سي “إنهم لا يتوقعون أن تواجه هذه الصفقة قضايا تنظيمية كبرى، لأنه قد يكون لدى الشركات المندمجة أقل من 50 في المائة من حصة السوق، في صناعة أجهزة استقبال التلفزيون”.

وأضاف المحللون “تمتلك آريس سجلا من الصفقات الكبيرة المدمجة، لذلك نحن واثقون من أن مبلغ ثمانية مليارات دولار يفترض أن يؤدي إلى التآزر”.