أكّد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، سيطرة حزب الله على تلة موسى الاستراتيجية في القلمون، لافتا إلى أنّها “أهم وأعلى تلة بالمنطقة والوصول إليها يعني تحقيق تقدم كبير في المعركة”.
وقال عبد الرحمن لصحيفة ”الشرق الأوسط”: “يبلغ علو التلة التي تحوي مستودعات أسلحة، 6 كلم وهي الأعلى في سلسلة لبنان الشرقية وكانت بوقت سابق خاضعة لسيطرة حركة فتح ومن ثم الجبهة الشعبية القيادة العامة وأخيرا تحت سيطرة النصرة”.
وأوضح عبد الرحمن أن “الكثافة والقوة النارية التي استخدمها النظام وحزب الله في الساعات الماضية أدّت للسيطرة على التلة”، مشيرا إلى أن “الحزب قد لا يتمكن من السيطرة طويلا على هذه التلة نظرا لطبيعة المنطقة الوعرة”، وأضاف: “من ينتصر في هذه المعركة هو الذي ينجح بالحفاظ على مواقع سيطرته”.
ولم يستبعد عبد الرحمن أن يكون “انشغال جبهة النصرة بقتال داعش أضعف جيش الفتح بمعركته بوجه حزب الله”، مرجحا أن “تلملم النصرة وداعش صفوفهما ويعودان لمواجهة حزب الله سويا بعدما كانا على وفاق طوال الفترة الماضية في القلمون الغربي”.
وتحدث مدير “مكتب القلمون الإعلامي” ثائر القلموني لـ”الشرق الأوسط” عن “قصف مدفعي وصاروخي عنيف رافق المواجهات في تلة موسى ومحيطها”، لافتا إلى أن “الثوار أعدوا كمينا للحزب في محيط نقطة تلة موسى أدّى إلى مقتل العشرات منهم”. وأضاف: “بعد الكمين عاد الحزب إلى القصف العنيف لمحاولة سحب جثث مقاتليه”.
ونفى خالد سلطان، صاحب أحد المتاجر في وسط عرسال المعلومات التي تحدثت عن فرار مسلحين من جبهة القلمون إلى داخل البلدة اللبنانية نفيا قاطعا، مؤكدا أنه “لا تواجد على الإطلاق لمسلحين داخل عرسال، حيث الوضع لا يزال طبيعيا”. وأعرب سلطان في حديث لـ”الشرق الأوسط” عن تخوفه من “أن يكون هناك ما يتم تحضيره للبلدة”، التي تستضيف أكثر من 80 ألف لاجئ سوري.
وأوضح سلطان أن المعلومات التي ترد من القلمون تفيد بـ”انسحاب تكتيكي للمقاتلين من بعض النقاط تحت وطأة الكثافة النارية”، لافتا إلى أن “جبهة النصرة لا تزال الطرف المسيطر على معظم النقاط في القلمون”.
ونفت مصادر ميدانية أخرى لـ”الشرق الأوسط” أن يكون هناك حالات فرار للمسلحين من القلمون إلى عرسال، لافتة إلى أن “معظم العمليات التي تحصل هي عمليات كر وفر”.