اكدت مصادر ميدانية معنية لصحيفة ”الأخبار” أن “نسبة نجاح عمليات حزب الله والجيش السوري في القلمون والكلفة البشرية المنخفضة نسبياً التي تتكلّفها القوات المهاجمة فاقت التوقّعات”. وتؤكد استمرار المعارك “حتى تطهير باقي الجرود المحيطة بجرد عرسال”، مؤكّدة أن “مقاتلي حزب الله والجيش السوري لن يتقدّموا إلى جرود عرسال اللبنانية”.
وأكد مصدر معني بالمعركة لـ”الأخبار” أن “التقدّم الميداني في الأيام الأخيرة هو ضربة قاسية للسعودية وتركيا والدول الداعمة للإرهابيين، تحت مسميات جيش الفتح وغيره”، مشيراً إلى أن “الدور الذي كانت تضطلع به المجموعات المسلحة للضغط على قرى البقاع الحاضنة لحزب الله انتهى، وكذلك الوصول إلى الزبداني وتهديد طريق دمشق بيروت انتهى أيضاً”.
غير أن المصدر يجزم بأن “القضاء نهائياً على المسلحين في الجرود اللبنانية وحماية عرسال ورأس بعلبك والقاع، أو حصار المسلحين لدفعهم إلى ترك الجرود نحو البادية، لا يتمّ من دون تنسيق جدّي وفعلي بين الجيش اللبناني والسوري”. ويلفت المصدر إلى أن “القرار السياسي الذي منع الجيش اللبناني من المشاركة في المعركة والتقدّم باتجاه الأراضي اللبنانية المحتلة، رفع من نسبة الخطورة على القرى اللبنانية الحدودية في الشرق الشمالي، وأن المسألة باتت الآن في عهدة تيار المستقبل لحلّ أزمة الجماعات التكفيرية التي تحتل جزءاً من الأراضي اللبنانية، وتهدّد بلدة عرسال تحديداً”.
وبينما ذكرت مصادر المقاومة أنه سقط العشرات من المسلحين قتلى في المعارك، جرى الحديث عن أسر عدد من قيادات “النصرة” في المنطقة. وفي المقابل، أعلن استشهاد أربعة من عناصر “حزب الله” خلال المواجهات.
بدورها، تؤكّد مصادر أمنية لبنانية أن “الجيش اللبناني رفع من جهوزيته لمواجهة أي عمليات تسلل أو اعتداءات على القرى اللبنانية ومواقعه على الحدود”، لافتةً إلى أن “داعش بقواه الحالية لا يستطيع هزيمة النصرة، وهو يسعى إلى جلب إمدادات من البادية لقلب المشهد والسيطرة على الجرود”.
وتفيد مصادر أمنية رسمية إلى أن المناخ السائد في داخل عرسال اليوم هو على غير ما كان عليه في وقت سابق، وأن الأهالي يعبّرون عن تذمرهم من المسلحين، ويظهرون خشية من انتقالهم إلى داخل البلدة، ما يؤدي إلى اشتداد النزاعات أو إلى صدام مع القوى الأمنية الرسمية.