Site icon IMLebanon

“حزب الله” يحاكي في القلمون … معركة “اصبع الجليل”

kalamoun

…حتى أيام مضت، كانت إسرائيل تشكك بقوة بقدرات “حزب الله” في تنفيذ معركة واسعة تشترك فيها اذرع مختلفة للتقدم نحو اصبع الجليل، الا ان هذه الشكوك تحولت قلقاً جدياً بعد رؤية اداء هذا الحزب في ايامه الاولى للمعركة التي يخوضها في القلمون السورية وعلى الحدود اللبنانية – السورية بمساحة اوسع بكثير من اصبع الجليل وبتضاريس وعرة ومكشوفة ذات ارتفاعات مختلفة وهضاب متعددة وقاسية ليس فيها مستوطنات ولا بساتين، كالجليل، تسهل التخفي فيها والمناورة السهلة للقوى الارضية.

وفي معركة القلمون الدائرة حالياً، وهي معركة اخذ تماس مع القوى الاكبر، حيث لم تبدأ بعد المعركة الكبرى والحقيقية التي يريد من خلالها “حزب الله” طرد المسلحين من المنطقة دون تحديد الاهداف المسبقة او المدة المتوقعة لتحقيقها، يشارك ذراع الجو حيث تستخدم الطائرات من دون طيار والمزودة بصواريخ ليزرية، ويشارك فيها سلاح البر حيث تتقدم القوات داخل مناطق ومسرح عمليات مقطع الى مربعات محددة، اضافة الى سلاح المدفعية الذي يقوم بقصف تمهيدي ومركز تحت غطاء جوي من سلاح ارض جو، تحسباً لاي تدخل اسرائيلي محتمل تضعه قيادة “حزب الله” ضمن الاحتمالات، لأن هذه القيادة قررت تحويل معركة القلمون مناورة حية وحقيقية وكأنها تحاكي معركة محتملة يتقدم عبرها “حزب الله” الى اصبع الجليل، اذا ما فرضت الحرب المقبلة مع اسرائيل، وبغية نقل المعركة الى الداخل الاسرائيلي، لا ان تقتصر على الاراضي اللبنانية كما كان يحصل حتى الحرب الاخيرة عام 2006.

واعلنت مصادر قيادية في حزب الله في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية ان “مسرح العمليات في القلمون السورية وعلى الحدود اللبنانية – السورية تقطّع الى ثلاث مناطق: الشرق، الجنوب والغرب وذلك وفق خطة منهجية تغطي في المرحلة الاولى منطقة بعرض 15 كيلومتراً وطول 70 كيلومتراً وتطال قلب منطقة جرود القلمون، بالتزامن مع الخط الخلفي لمنطقة الدفاع التي تتمركز فيها مجموع قوى جيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة والقوى المسلحة الاخرى، لتنتهي بشمل حافة منطقة التماس مرحلة اخيرة من المعركة المرتقبة”.

وأوضحت المصادر ان “هذا السيناريو يصح إستخدامه في السيطرة على “اصبع الجليل”، حيث تستهدف الجبهة الداخلية خلف خطوط الدفاع، بحيث يتم قصف كافة المراكز والثكنات والحشود وتمتد الى خط التماس المباشر من خلال استهداف المستوطنات الاسرائيلية والمواقع العسكرية مباشرة، وتنظر قيادة حزب الله لكل الاجراءات المتبعة في معركة القلمون وكيفية انتشار القوى وادائها لاستخلاص العبر وتحسين الاداء وتطوير احتياجات القوى المشاركة ونوعيتها، اذ يشارك في هذه الحرب آلاف عدة من المقاتلين من المناطق اللبنانية المختلفة مدعومين بسلاح الهندسة والسلاح الالكتروني والتنصت، دعماً للقوى البرية المتقدمة تحت غطاء جوي تؤمنه منظومات مختلفة منها البانتسير (الذي اسقط الطائرة الاميركية من دون طيار منذ اشهر قليلة اثناء تحليقها فوق اللاذقية). وتجري تقييمات يومية لمسرح العمليات لتعديل الخطط المناسبة بما يحاكي ارض المعركة والواقع”.

وأكدت المصادر ان “هذه التجربة التي يخوضها حزب الله هي الاولى على مستوى ادارة حرب على مساحة الف كيلومتر مربع مفتوحة ومكشوفة ضد قوات تمتلك ليس فقط الخبرة العسكرية اللازمة ومعرفة الارض التي تمكث فيها منذ اعوام، ولكنها ايضا تتسلح بعقيدة تدفعها للقتال حتى الموت على عكس الجيش الاسرائيلي. وهذا ما يجعل معركة القلمون اصعب واشد شراسة لانها عسكرية وعقائدية”.

وبدأ “حزب الله” يدك احد اهم معاقل المسلحين في تلة موسى التي استولى عليها ما يعطي اشارة الى بدء معركة القلمون المنتظرة بمراحلها الاولى رغم قضم القوى المهاجمة لتلة الحرف وضهر الهوى وضهور ياعوس، مما يبشر باشهر ساخنة على هذه الجبهة لم تحدد فيها الاهداف النهائية ولا السقف الزمني لصعوبة الارض وكثرة الكهوف والمخابئ الطبيعية واعداد المسلحين التي تقدر ببضعة آلاف.