IMLebanon

العراق: مؤتمر دولي لإعمار المناطق المحررة من «داعش»

iraq1
يعتزم العراق عقد مؤتمر دولي في بغداد لإعادة إعمار المدن العراقية التي تضررت من العمليات الإرهابية الأخيرة، تشارك فيه الجامعة العربية و «منظمة المؤتمر الإسلامي» وعدد من الدول المانحة والاتحاد الأوروبي.

ويأتي ذلك ليكمل دعوات رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي طالب خلال مؤتمر دافوس الاقتصادي، المجتمع الدولي بمساندة العراق في عمليات إعادة إعمار المدن التي تعرضت لهجمات إرهابية من «داعش».

ونقل عن نائب الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي، فرهاد نعمة الله قوله: «لدى الحكومة استراتيجية وطنية كبيرة لإعادة إعمار المناطق المحررة وإعادة العائلات النازحة وتأمين كل مستلزمات الحياة لها،» لافتاً إلى أن المناقشات مازالت مستمرة بين الحكومة والأمم المتحدة في شأن طريقة تنظيم المؤتمر، وآليات صرف المبالغ المخصصة للإعمار، مشيراً إلى وجود رؤيتين في شأن آليات صرف المنح المالية التي ستقدمها البلدان المشاركة في المؤتمر، تتلخص الأولى في إيداع المبالغ في صندوق الأمم المتحدة التي تتولى الإشراف على عملية إعادة إعمار العراق، فيما تمثلت الرؤية الثانية بوضع كل المساعدات في صندوق إعادة إعمار العراق وتتولى الحكومة عملية توزيعها وصرفها.

وقال نعمة الله: «إن زيارة رئيس الوزراء الأخيرة إلى واشنطن بحثت ملف الإعمار وإعادة النازحين ومضاعفة دعم المجتمع الدولي للعراق،» موضحاً أن لدى الأمانة العامة معلومات عن وجود نية أميركية لتقديم منحة مالية للعراق بقيمة 200 مليون دولار مخصصة لإعمار المناطق المتضررة من العمليات العسكرية، ولدعم ملف النازحين.

وعن الإجراءات الحكومية المتبعة للنهوض بالواقع الاقتصادي، قال: «هنالك تكتيكات وترتيبات حكومية لمواجهة العجز في الموازنة والحد من تداعيات الأزمة المالية التي تواجه البلد جراء تذبذب أسعار النفط والتي أفقدت الدولة ثلثي وارداتها». وأوضح أن الحكومة تقود استراتيجية إصلاحات اقتصادية من خلال تطبيق آلية لتنظيم النفقات التي تثقل كاهل الدولة مادياً، ومن بينها ما يتعلق برواتب أعضاء مجلس النواب والمسؤولين الحكوميين، خصوصاً أن ما يتقاضاه النائب شهرياً يبلغ 36 مليون دينار (نحو 27 ألف دولار)، تتضمن مخصصات الحماية والسكن، في حين يبلغ الراتب الاسمي للنائب 13 مليون دينار.

إلى ذلك، تداعت المصارف العراقية الخاصة إلى تنظيم نفسها في إطار حملة إعمار المدن المحررة وتقديم الدعم اللازم لأكثر من مليوني نازح، وتبني خطة تساند هذه الخطوات خصوصاً أن العمليات الإرهابية زادت نسبة الفقر والبطالة وتدني الأداء الاقتصادي.

وأعلن رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية وديع نوري الحنظل في تصريح إلى «الحياة»، التأييد الواسع من القطاع المصرفي الخاص لمبادرة الرابطة في تنظيم حملة «أهلنا» التي استجابت لفكرة إغاثة النازحين مقرونة بخطة إعمار المناطق المحررة.

ولإتاحة المجال للمواطنين كافة في التبرع، أشار الحنظل إلى فتح حساب في مصارف عدة معرباً عن ثقته بأن تكون مساهمة المواطنين معبرة عن روح المسؤولية العالية التي يتمتع بها الشعب.

ودعا الخبير المصرفي صادق الشمري، إلى مشاركة دولية في إعمار المدن المحررة على غرار مشروع «مارشال»، لافتاً إلى أن الضرورات تتطلب العمل على تنفيذ مشروع إعمار تساهم فيه كل دول العالم لدعم العراق، باعتباره يتحمل حالياً جزءاً كبيراً من أعباء الدفاع عن العالم بحربه ضد إرهاب «داعش».