Site icon IMLebanon

تسجيلات مصوّرة قريباً تظهر زيف ادعاءات “حزب الله”!

 

 

 

شرح مصدر ميداني واسع الاطلاع أجواء معركة القلمون لصحيفة “الشرق الأوسط”، مشيرا إلى أن “حزب الله” حشد عدداً كبيرا جدا من المقاتلين والعتاد لهذه المعركة التي أرادها – مع النظام – معركة لإعادة المعنويات، بعد نكستي بصر الحرير وجسر الشغور وإدلب.

وأشارت المصادر إلى أن النتائج التي حققها الحزب خلال اليومين الأولين للمعركة أدت إلى عزل منطقة القلمون عن مدينة الزبداني، حيث تم قطع الإمداد العسكري واللوجستي عن مقاتلي “جيش الفتح”.

وتشير المصادر المتابعة للمعركة ميدانيا، إلى أن حزب الله انطلق في معركته من الجهة اللبنانية والسورية في الوقت نفسه، فيما كان النظام يؤازره من الجهة السورية. وأوضحت أن الحزب استطاع السيطرة على كامل المناطق اللبنانية خارج مدينة عرسال وجرودها التي تجنب الاقتراب منها، ما جعل هذه المنطقة المكان الطبيعي للمعارضين السوريين. وشددت المصادر على أن الجيش لم يتحرك لقصف أو مهاجمة المنسحبين، خلافا لما كان يتوقعه منه “حزب الله”، الذي استمر في عملياته العسكرية أمس محاولا ترسيخ المواقع التي وصل إليها والتمدد أكثر في محيطها.

وأوضحت المصادر أن الحزب والنظام حققا من خلال هذه العملية الأهداف التي أرادوها، وأبرزها تأمين طريق دمشق – حمص – اللاذقية من جهة، وطريق بيروت – دمشق من جهة أخرى، بالإضافة إلى إبعاد خصومه عن مناطق نفوذه في البقاع اللبناني.

إلى ذلك، تقول صحيفة “الأخبار”: “إن مجريات الميدان تفتح الباب أمام أكثر من سيناريو: تسوية لانسحاب المسلّحين أو “معركة عرسال 2” بتوقيع تنظيم “داعش”.

وتضيف: “حقّق مقاتلو حزب الله تقدماً غير متوقع في جرود القلمون. خلال أيام قليلة، تمكنوا من السيطرة على معظم الجرود. لم يثبت مسلّحو الفصائل المسلحة في أي من معاقلهم. أخلوا مراكزهم في المنطقة الجنوبية من جرود القلمون حيث كانت بقعة سيطرتهم وانهزموا سريعاً من دون أي مقاومة تُذكر. تخلّوا عن نقاط استراتيجية، حتى بدت معركة جرود القلمون، التي طُبّل لها وزُمِّر، أقرب إلى كذبة لا يمكن مقارنتها بمعركة القصير أو يبرود”.

لا تزال «النصرة» تؤكّد أن مجريات الميدان في صالحها وأن انتصارات الحزب إعلامية فقط. مصادر مقربة من «الجبهة» تصرّ على أن المعركة لم تُحسم بعد، وأنها معركة استنزاف لا حسم. وتقلل من أهمية التلال التي خسرتها، متحدثة عن عشرات التلال الأخرى ومئات الكيلومترات من الجرود التي لا تزال تحت سيطرتها. حتى تلة موسى، تقول المصادر إنها تبعد أربع تلال عن الجبة.
وتلفت مصادر المعارضة المسلّحة إلى إن ورقة القوة، أي العسكريين المخطوفين، لم تُستخدم بعد، بل اكتُفي بالتلويح بها مع بدء المعركة. وهذا خير دليل أن المبادرة لا تزال في أيدينا.

مصادر “جيش الفتح” تبرّر إخلاء مراكز استراتيجية بالقول: “كُنّا ننسحب حيث نجد أنفسنا نُستنزف”. ويؤكد أبو مصعب اللبناني، من “جبهة النصرة”، بأن تسجيلات مصوّرة ستنشر قريباً “توثّق كميناً للنصرة لعناصر مهاجمة من الحزب وقع على مساحة ثلاثة كيلومترات تم تفخيخها من جرود بريتال باتجاه الجبة يظهر زيف إعلان الحزب عن خسائره”.
ومع اندلاع القتال بين الفصائل المسلحة في الجرود، وأمام الواقع المستجد جرّاء خسارتهم نقاطاً استراتيجية، بات مسار المعركة مختلفاً. فقد انسحب المسلّحون باتجاه الشمال، أي لناحية جرود عرسال. وبدأ الحديث عن «معركة عرسال 2».

ففي هذه الناحية، يبسط تنظيم «الدولة» سيطرته على جرود قارة. ومن جهة الشمال، يُسيطر على وادي ميرا وصولاً إلى جرود عرسال. وهذه البقعة لا تزال هادئة. وإزاء ذلك، برزت فرضية تقول إن «حزب الله دفع المسلّحين نحو الجرود اللبنانية بهجومه عليهم من الجنوب، ولو أراد إبعادهم عن عرسال لشنّ هجوماً معاكساً». علماً أن مصادر «النصرة» تؤكد أن الهجوم الذي شُنّ على الجبة جنوباً بدأه مقاتلوها، وأن الحزب، بالتالي، لم يختر فتح الجبهة، كي يُقال إن غاية الهجوم حشر المسلّحين في جرود عرسال.
على الأرض، وبحسب “الأخبار”، يضيق الخناق على الفصائل المسلّحة، وبات مسلّحوها محصورين في بقعة جغرافية تصغر تدريجياً. وبالتالي، يجري تداول سيناريوات عدة للأيام المقبلة. أحدها يستند إلى معلومات تتحدث عن مفاوضات بدأت للوصول الى تسوية تفتح الطريق لانسحاب المسلّحين إلى العمق السوري بضمانات من حزب الله. وهنا يُحكى عن انقسامات في الفصائل بين مؤيد ورافض. وإذا فشل هذا الخيار، فإن السيناريو الثاني يتمثل بدخول عرسال مجدداً، وهو ما ترفضه «النصرة»، رأس حربة المجموعات المقاتلة في القلمون، باعتباره خطيئة ارتكبتها بدخولها في آب الماضي إلى جانب مسلّحي «الدولة» الذين اجتاحوا البلدة اللبنانية.

مصادر إسلامية تشير الى معلومات عن استعداد مسلحي «الدولة» للهجوم على عرسال مجدداً لأكثر من اعتبار، أحدها ضمان خط الإمداد، والثاني تحقيق نصر مواز لتقدّم حزب الله عبر السيطرة على بلدة لبنانية، وبالتالي، استدراج الحزب الى مواجهة داخل عرسال لتقديرهم بأن الجيش سيكون عاجزاً عن مواجهتهم، ما يعني اشعال فتنة طائفية في الداخل اللبناني.
على الصعيد الميداني، سيطر الجيش السوري ومقاتلو حزب الله على غالبية سلسلة تلال الباروح الإستراتيجية، التي ترتفع 2450 متراً عن سطح البحر، وهي عبارة عن مجموعة تلال تبلغ مساحتها التقريبية 20 كلم مربع، من بينها «مرصد الزلازل»، بعد اشتباكات استمرت منذ أول من أمس. كذلك سيطرت القوات المهاجمة على كامل مرتفع ضهر الهوا شمال شرق بلدة يونين اللبنانية، والذي تبلغ مساحته 6 كلم مربع. ويتضمن المرتفع تلالاً عدة، أهمها تلة الراية (2330 م) التي تشرف بشكل مباشر على جرود عرسال، إضافة إلى بعض معابر المسلحين غير الشرعية من جرد عرسال إلى جرود راس المعرة السورية.