Site icon IMLebanon

شكر: غزالة أصيب بجنون العظمة ولا أدري إن كان كنعان انتحَرَ أو انتُحر

يعتبر الوزير السابق فايز شكر نفسه اميناً قُطريّاً لـ”البعث”في لبنان رغم قرار إقالته الذي أكّده قانصوه، ويستذكر شكر بداية انخراطه في العمل الحزبي والتدرّج من قعد طُلاّب”البعث”مروراً بالمراكز المُتعدّدة ووصولاً إلى أمين قطري ووزير ممثل لحزبه في الحكومة اللبنانيّة في حكومة الرئيس رفيق الحريري الثانية.

ويتحدّث عن ولائه للحزب وعن إصابته في رجله أثناء دفاعه عن مكاتب”البعث”في بيروت، كذلك عن استشهاد والده في سبيل حزبه جرّاء سقوط صاروخ اسرائيلي بقربه أثناء غارة اسرائيليّة على منزله في البقاع خلال عدوان تموز 2006.

الشاب فايز شكر الذي تعرّض لمحاولة إغتيال العام 1977 في احدى قرى البقاع على يد المعارضة السوريّة، لم تكن تربطه بحسب قوله أي علاقة مع أي شخصيّة أمنيّة مخابراتية سورية، بل على العكس، فهو يعتبر أنّه كان”مُحارَباً”من تركيبة كانت تضم أمنيين وسياسيين لبنانيين وسوريين لدرجة منعته من تلبية خدمات الناس حتى في الوقت الذي كان يشغل فيه منصب وزير.

وعن تلك الحقبة يقول لـصحيفة ”الراي” الكويتية:”كان أسهل على الدكتور سمير جعجع (رئيس حزب القوّات اللبنانية) في ذلك الوقت ان يُلبيّ مطالب الناس من داخل زنزانته في الوقت الذي عجزتُ فيه عن ذلك”. ويضيف:”كانت هناك تركيبة أمنيّة سورية تتحكم بالبلد، لا تكّن الودّ لي. كانت هذه التركيبة تُريد أخذ المسار السياسي في البلد باتجاه مغاير لسياسة سورية العربية وتحديداً لفكر الرئيس حافظ الاسد الذي لا أدّعي معرفتي الشخصيّة به، لكنّه سأل ذات يوم اللواء محمد ناصيف عن شخصيّة تتولى قيادة فرع “البعث” في لبنان فأجابه: “يوجد فايز شكر”. ومنذ ذاك الوقت بدأ التداول بإسمي في سورية ولبنان.

ويتابع:”في تلك الفترة كُنت اوّل مَن تنبّه لمُخطّط مجموعة كانت تُدير السياسة بشكل خاطىء وكانت مؤلّفة من حكمت الشهابي وعبد الحليم خدّام وغازي كنعان وبعض السياسيين اللبنانيين والسوريين. وكان لهذه التركيبة مسار خاص من دون علم الأسد الأب الذي كان يقارع يومها الغرب وخصوصاً الاميركي بعقله نظراً لعدم وجود تكافؤ بالشقّ العسكري. وكانت هذه التركيبة تدير اللعبة بالشكل الذي تريده، ولذلك لاحظنا التخّبط و”التخبيص” في اكثر من مكان في التركيبة التي تركت بعملها الكثير من الإرتدادات السلبيّة على صعيد لبنان وسورية. ولا بد من القول هنا ان الرئيس بشار الأسد اصطدم بعد مجيئه الى الحكم بهذا العقل الذي تمثلّه التركيبة نفسها، لأنّه وفي ظل الإنفتاح لن يكون لهم مكان، ولذلك حاربوه وحاربوا مشروعه.

يدخل شُكر في حديثه الى التركيبة الامنيّة السوريّة التي حاربته والتي كانت في رأيه رأس حربة في المشروع المناهض لسياسة سورية في عهد الأسد الاب والإبن أيضاً ومن ضمنها غازي كنعان الذي يقول عنه:لا ادري إن كان انتحر او انتُحر، وأنا شخصيّاً كُنت أشرت في العام 1996 إلى احد المعنيّين الأساسييّن في القيادة السوريّة إلى خطورة “التركيبة” وقد أخذ برأيي حينها، لكن الكل يعلم أن للقيادة السوريّة طريقة خاصّة بها في التعامل مع قضايا مصيرية كهذه. وفي رأيي أن كنعان وصل الى طريق مسدود بعدما عجز عن تحقيق مشروع “التركيبة” ولم يستطع إنجازه بالشكل الذي كانوا يتوقعونه، فقرّر الإنتحار بعدما فُضح أمرهم.

واذ يشير في ما خص مقتل اللواء جامع جامع الى ان الأخير قُتل في أرض المعركة، يلفت في موضوع لغز موت غزالة إلى أن الاخير”كان مُحرّضاً أساسياً داخل “التركيبة”، وفي رأيي أنه مات نتيجة أمراض عدّة كان يُعاني منها مثل: القلب والضغط اضافة إلى مرض جنون العظمة الذي كان يُسيطر عليه بحيث ظن أنّه وصل الى مكان لا يُمكن ان يصله غيره، وهنا اتكلّم عن المركز الأمني الحسّاس الذي كان يتولّاه في لبنان ولاحقا في سورية”.

ويُنهي شكر حديثه في الموضوع المُثار المُتعلّق باللواء علي مملوك، فيؤكد ان”لا صحة لكل ما يشاع عن مملوك. الرجل مكسب للأمن في سورية. وبالفهم الحقيقي هو رئيس كل الاجهزة الأمنيّة السوريّة”.

ويوضح شكر انه بعد شيوع خبر وضع اللواء علي مملوك تحت الإقامة الجبريّة”إتصلتُ به في مكتبه وتحدثتُ اليه مطوّلاً عبر الهاتف. هو شخصيّة مُحبّبة وهناك علاقة شخصيّة مهمة بيننا، وهو الوحيد بين كل هذه القيادات الذي يملك الجرأة والقُدرة على طلب أي امر منّي”. وهنا يستدرك شُكر مُسارعاً الى القول:”كذلك لديّ الجرأة والقدرة على القبول او التمنّع”.