أفراد عائلة من أصل لبناني، ممن بعضهم مناصر لـ”حزب الله” وفق ما ذكرت عنهم بعض وسائل الإعلام الأميركية، معتقلون منذ الأربعاء الماضي بتهمة تهريب أسلحة وذخيرة بطرق احتيالية عبر البحر إلى لبنان، حيث يقيمون ويملكون مطعما للبيتزا في مدينة “سيدار رابيدز” الصغيرة بولاية “أيوا” الأميركية.
كلهم ولدوا في لبنان، وهم علي عفيف الحرز (50) وابنه آدم (22) وشقيقه باسم عفيف الحرز، وعمره 29 سنة، إضافة إلى زوجة باسم، وهي سارة ماجد زعيتر البالغ عمرها 24 عاما، ممن تبدو صورهم منشورة، نقلا عن وسائل إعلام أميركية نشرت تفاصيل عنهم منذ اعتقالهم، كما وصورة عن مطعمهم Pizza Daddy الذي اتصلت “العربية.نت” بهاتفه أمس الجمعة، علها تجد فيه من تتحدث إليه ويفيدها بالمزيد، إلا أن أحدا لم يرد عبر الجانب الآخر من الخط.
مشتريات بأكثر من 100 ألف دولار
وفي التفاصيل أن أفراد العائلة الذين لم يكتفوا بإيرادات مطعم البيتزا للحصول بها على لقمة العيش، بل طمعوا بالمزيد، حاولوا شحن 152 قطعة سلاح، مع توابعها من قطع غيار وذخيرة عددها بآلاف الطلقات المتنوعة، لنقلها عبر الأطلسي بوثائق شحن وشهادات منشأ مزورة وغير قانونية.
كما تعاقدوا على حاويات “كونتينر” للشحن من دون الإبلاغ عنها، ولا أبلغوا أيضا أن ما ينوون شحنه إلى مرفأ بيروت يتضمن أسلحة، طبقاً لما طالعته “العربية.نت” من تفاصيل عنهم في وسائل إعلام أميركية راجعتها اليوم السبت، علما أن ما كانوا ينوون شحنه ليس لحزب الله، غير المحتاج لبنادق، إلا أن أحد المعتقلين، وهو كبيرهم سنا علي الحرز “من الأنصار العلنيين” للحزب المصنف بإرهابي في أميركا، وفق ما أكد الادعاء العام.
وثبت من تحقيق منفصل وبمراجعة السجلات وبيانات النقل، كما وعبر مساءلة المعتقلين، أنهم اشتروا 113 قطعة سلاح متنوعة من محلات مرخصة ببيعها في ولاية “أيوا” خلال 17 شهرا مضت، ودفعوا ثمنها أكثر من 100 ألف دولار، واشتروا أيضا 20 قطعة بأواخر 2014 من معرض للأسلحة، ومثلها بالعدد من متجر شهير.
صفحة “فايسبوك” تؤكد التأييد لحزب الله
ومن أحد أصحاب تلك المحلات علمت أجهزة الأمن بمدينة “سيدار رابيدز” في فبراير الماضي بما اشتروه، فراقبتهم واكتشفت أنهم سبق وشحنوا بعض الأسلحة في أغسطس الماضي، وكانوا يحضرون في مارس هذا العام لشحن كمية ثانية، إلا أن السلطات في مدينة نورفولك بولاية فيرجينيا اعترضتها.
وبعد الاعتراض كثفت الأجهزة الأمنية من التدقيق أكثر في سجلات المرافئ الأميركية، فعثر عناصرها في إحدى الحاويات المنتظرة دورها للشحن على 53 قطعة سلاح و6800 طلقة ذخيرة، كما عثروا الأسبوع الماضي في حاوية ثالثة كانت معدة للشحن أيضا على 99 قطعة سلاح و9500 طلقة، وما زالوا يبحثون لعل وعسى يعثرون على المزيد المعد للشحن إلى بيروت.
ومما أفرجت عنه سلطات “أيوا” من معلومات حتى الآن، أن كبير المعتقلين سنا، علي عفيف الحرز، هاجر في 1984 من لبنان الى الولايات المتحدة، وفيها تخلى عن ديانته “لكثرة ما شاهد من صراعات في الشرق الأوسط خلال عقود” على حد ما ذكرت محامية الدفاع عنه وعن الآخرين آن لافرتي، في إشارة منها إلى أنه غير ملتزم بأي دين ليتهم اتهامه بالإرهاب أو مساندة الإرهابيين.
أما الادعاء العام فاستند إلى معلومات أدلى بها “عميل خاص” اسمه دانيال تيغز، وفيها نقل عن لسان علي الحرز أن شحنات الأسلحة كانت ستدر على مهربيها أرباح صافية مقدارها 380 ألفا من الدولارات “نصفها له، والنصف الآخر لابنه وشقيقه” ثم عرض “العميل الأمني” على الادعاء ما يثبت مناصرة الحرز لحزب الله، وهي صفحته المكتظة في “فايسبوك” بتمجيد الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله.