حضرَت تطوّرات لبنان والمنطقة وخطر الإرهاب وملفّ النازحين السوريين، إضافةً إلى عمل الكتيبة الألمانية المشاركة في قوات حفظ السلام في جنوب لبنان، في زيارة وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير القصيرة إلى لبنان، والتي التقى خلالها رئيسَ الحكومة تمّام سلام ووزيرَ الخارجية جبران باسيل.
وأكّد شتاينماير أنّ ألمانيا “لن تتركَ لبنان لوحده، وتحاولُ تقديمَ أكبر مساعدة ممكنة للدوَل التي تستقبل اللاجئين السوريين” وأوضَح أنّ مجملَ المساعدات المقدّمة من ألمانيا، سواءٌ للنازحين أو للدوَل المستقبلة لهم، بلغَ مليونَ دولار.
وكشفت صحيفة “الجمهورية” أنّ سلام أسفَ لعدمِ انتخاب رئيس جمهورية جديد، مؤكّداً أنّنا نقوم بكلّ ما يمكن لإنجاز هذا الإستحقاق، مبدِياً قلقَه لعدم وجود أيّ مبادرة جدّية في الأفق. وشاركَ شتاينماير سلام قلقَه، لافتاً إلى أنّه لم يستوعب بعد أن يكونَ بلدٌ ديمقراطي كلبنان بلا رئيس منذ عام، مؤكّداً أهمّية أن ينجزَ اللبنانيون هذا الاستحقاق بما تفرضه الأصول الديموقراطية التي يُتقنها اللبنانيون وحدَهم في هذه المنطقة كما نفهمها جميعنا.
وتحدّثَ سلام عن ضغوط كبيرة حالت دونَ هذا الإنجاز إلى اليوم، متخوّفاً ممّا قد يؤدّي إليه غياب الرئيس من تداعيات بدأت تَظهر في صعوبة العمل الحكومي الحالي، ولا نعرف الى أيّ مدى يمكن أن تؤدّي هذه القضية.
وتناولَ سلام الوضعَ الناجمَ عن النزوح السوري وما ترَكه من تردّدات سلبية على كلّ نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، وصولاً إلى الملف الأمني، عدا عن المخاطر التي لا حدود لها والتي ترَكها الوضع في سوريا.
وأبدى شتاينماير تقديرَه الكبير لِما يقدّمه لبنان للنازحين بحجمٍ يَفوق قدرات الدولة اللبنانية. وأكّد أنّ بلاده التي تعهّدَت في مؤتمرات سابقة، ومنها مؤتمرا ميونيخ والكويت، بتقديم العون للبنان، ستلتزم بما قرّرَت تقديمَه لصالح النازحين السوريين في دوَل الجوار. لافتاً إلى أنّ الحصة الكبرى من التزامات ألمانيا ستكون للبنان أوّلاً ومن بعده للأردن، وبنسبةٍ أقلّ بكثير للعراق وتركيا. عِلماً أنّها تعهّدَت بتقديم ما يوازي 155 مليون يورو حتى اليوم، 55 مليون منها في مؤتمر ميونيخ، و100 مليون في مؤتمر الكويت.