Site icon IMLebanon

ناقلات أميركا لن تكسب أي دعوى قضائية ضد الشركات الخليجية

emirates-plane
لا يبدو أن الناقلات الأميركية الثلاث، أمريكان ويونايتد ودلتا، محقة في ادعاءاتها بشأن حصول الناقلات الخليجية على دعم حكومي يحد من تنافسيتها في مواجهة شركات الطيران الخليجية، فالناقلات الأميركية لن تكسب دعاوى قضائية قد ترفعها ضد الشركات الخليجية، لعدم وجود أي أساس أو سند قانوني يعزز هذه الادعاءات، وأنه من المستحيل أن تستمع أي محكمة لمثل هذه المزاعم، ناهيك عن إصدار السلطات الأميركية حكماً قاطعاً.

الأجواء المفتوحة

من جهتها، تنظر حكومة الولايات المتحدة في اتهامات الثلاث الكبار ضد الناقلات الخليجية، خاصة من الإمارات وقطر، وقد بذلت عملاً دبلوماسياً عمره عشرون عاماً أو يزيد، في بناء شبكة عالمية من معاهدات الأجواء المفتوحة التي بسطت مبادئ خدمات السفر الجوي إلى أقصى حد، وأفادت المستهلكين في كل مكان أن التوجه نحو حماية الاحتكار وحماية الناقلات الأميركية ضد المنافسة المشروعة يخالف كل هذه التوجهات والمبادئ، ويتناقض مع تحرير التجارة والخدمات، ولا يحقق الحماية للمستهلكين من الركاب الباحثين عن أفضل الخدمات بأرخص الأسعار.

وهناك قرابة 112 اتفاقية مماثلة للولايات المتحدة، في وقت لا تؤثر فيه المعاهدات مع الدول الخليجية مباشرة سوى أقل من 2% من إجمالي السفر العالمي من وإلى الولايات المتحدة.

وحوش احتكارية

لا مجال إطلاقاً لفوزها في أي منطق معقول، وستعتبر في محكمة الرأي العام لا محالة «وحوشاً احتكارية»، سواء كسبت الدعاوى أم لا.

وهي في الواقع تسعى جاهدة للاحتفاظ بأكثر من 50% من حركة السفر الدولي، أمام أدنى تهديد تمثله الناقلات الخليجية الحديثة العهد، وهي تسمية تستحق عليها الثناء على أوسع نطاق، لأنها قامت بعمل أفضل بكثير من «الثلاث الكبار»، عندما يتعلق الأمر بخدمة العملاء، وإدخال السعادة على قلوبهم.

فالناقلات الخليجية كانت تعلم علم اليقين أن امتدادها التوسعي في الأسواق العالمية سيهدد شركات الطيران الأوروبية الكبرى أولاً، وفي النهاية عمالقة النقل الأميركية.

موقع مثالي

وكمحصلة طبيعية لكل من الجغرافيا، ومخاطر الطيران فوق أعالي جبال شمال شرق آسيا الممزقة، فإن منطقة الخليج هي المكان المثالي لبناء وجهة سفر دولية تربط أوروبا بالأميركتين مع إفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا وأستراليا وحتى الصين.

ولقد خلقت شركات الطيران الخليجية الثلاث وجهات قريبة مختلفة في منطقة الخليج، ما يعد شاهداً على قوة وجاذبية تلك المرايا وتلك الخطة الاستراتيجية.

فما السبب في حدوث هذا النزاع، ولماذا الآن؟

لعل الناقلات الأميركية رأت مقدار خسارة شركائها الأوروبية أمام الناقلات الخليجية، وهي تصارع لمنع تكرار هذا الأمر معها، لا سيما أن الأخيرة تتوسع خدماتها بقوة في المدن الأميركية الكبرى.

وإن الناقلات الأميركية تعمل دفاعاً عن حليفاتها الأوروبيين بفتح جبهة جديدة من العلاقات العامة ضد توسع الناقلات الخليجية.

كما أن رئيس أمريكان ويونايتد سمحا لنفسيهما أن يقودهما ريتشارد أندرسون، رئيس دلتا التنفيذي الذي كان المشتكي الأول والأعلى صوتاً.

فرضيات فاشلة

غير أن أياً من هذه الفرضيات غير مقنع ولن يكتب له النجاح، لأن كل فرضية تعتمد علو أناس آخرين من قضاة وبيروقراطية وساسة ومستثمرين وقادة عماليين، أو عامة المسافرين الذي يمكن إقناعهم بسهولة بتجاهل ذلك.

ولا تفسر تلك الفرضيات سبب انشقاق إي إيه جي، الشركة الأم للخطوط البريطانية وإيبيريا، عن الناقلات الأوروبية الكبرى والناقلات الأميركية الثلاث، وأنها لن تكون طرفاً في الهجوم على الناقلات الخليجية.

ادعاءات

كحلاصة، فالمعركة حول المساعدات المزعومة والمنافسة غير العادلة ليست أكثر من مجرد ادعاءات جوفاء لا معنى ولا أساس لها على مستوى واسع وعالمي. هذه المعركة التي بدأتها الثلاث الكبرى في يناير قد تمتد حتى نهاية العام، عندها سيكون معظم الأميركيين قد نسوها، أو أصابهم الضيق من المسألة برمتها.