أعلنت مصادر محلية وأمنية في محافظة الأنبار، غربي العراق، أمس، عن توقف حركة النقل البري والتجارة مع الأردن بشكل كامل بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على مدينة الرمادي عاصمة المحافظة وقطع الطريق الدولي الرابط بين بغداد وعمّان بالكامل.
وأكد مسؤولون في قطاع الشحن أن مئات السيارات والشاحنات المحملة بالبضائع لا تزال متوقفة عند منفذ طريبيل على الحدود بين البلدين.
وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح الكرحوت، من مقر إقامته المؤقتة في العاصمة بغداد،إن “سيطرة داعش على الرمادي واحتلاله الطريق الدولي وتفجير عدد من الجسور الحيوية الرابطة بين بغداد وعمّان أدى إلى قطع الطريق بشكل كامل وتوقف التجارة وحركة الاستيراد والتصدير بشكل نهائي منذ فجر الجمعة الماضية”.
ولفت في حديث لـ “العربي الجديد” إلى أن “الأنبار بحاجة سريعة لإرسال تعزيزات من قوات الجيش والشرطة الاتحادية لإعادة السيطرة على الأوضاع لأن التنظيم بات يفرض سيطرة على أجزاء كبيرة من المحافظة وقطع الطريق بين العراق وعمان يعني ضررا واسعا في التجارة والاقتصاد في عموم العراق لأهمية هذا المنفذ الوحيد مع الأردن.
وحذر الكرحوت من أن استمرار سيطرة تنظيم داعش على الأنبار سيعزل العراق عن دول المنطقة ويضيع المنافذ الحدودية المشتركة مع الأردن أحد أهم روافد الحركة التجارية للعراق.
وسجل العراق انخفاضاً كبيراً في المبادلات التجارية مع الأردن وسورية، قدر بنحو 23 مليار دولار عام 2014، حسب تصريحات سابقة للخبير الاقتصادي محمد نبهان، لـ “العربي الجديد”.
من جانبه قال أحد ضباط حرس الحدود العراقي، النقيب محمد عبد الجبار، لـ”العربي الجديد”، إن “العشرات من الشاحنات متوقفة في الجانب الثاني عند حدود طربيل مع الأردن، وأن حركة الدخول والخروج إلى المنفذ الحدودي، معطلة بسبب سيطرة داعش على عموم مفاصل الطريق الدولي، مطالباً الحكومة ووزارتي الدفاع والداخلية، بتحريك قوات إضافية لاستعادة السيطرة على هذه المحافظة التي تعتبر شريان حركة النقل مع الأردن وسورية.
وأضاف أن “الجميع ينتظر ما ستؤول إليه الأوضاع في المحافظة خلال الساعات المقبلة، ولاسيما في ظل التحرك السريع من قبل داعش للسيطرة على مناطق أخرى ليكمل سيطرته تماماً على الأنبار”.
من جهته قال عضو جمعية النقل والشحن العراقية خالد هاشم، في حديث لـ “العربي الجديد”، إننا “نجري اتصالات مع المنفذ الحدودي لغرض إيجاد طرق بديلة لخط النقل البري مع الأردن، لكن داعش يفرض سيطرة تامة على الطرق الأخرى ولا يمكن لنا إدخال الشاحنات من الجانبين، بسبب مخاوف قتل السائقين أو سرقة الشحنات الداخلة إلى البلاد والتي تقدر بملايين الدولارات”.
وأشار هاشم، إلى أن “جمعية النقل والشحن العراقي، تحاول الاعتماد على منافذ بديلة في الأيام المقبلة، لأن استعادة الاستقرار بالمنطقة أصبح صعباً وسيأخذ وقتاً طويلاً، وهو ما سيؤدي إلى تفاقم خسائر التجار وأصحاب الشاحنات العراقيين والأردنيين.