يبدأ وفد من “تكتل التغيير والاصلاح” الاثنين جولة على عدد من القيادات والمراجع والكتَل النيابية والأحزاب السياسية هدفها طرح الاقتراحات التي تقدم بها العماد ميشال عون في مؤتمره الصحافي الاخير من اجل انتخاب رئيس للجمهورية والتي يقتضي معظمها تعديلات دستورية.
صحيفة “النهار” أشارت إلى أنه الجولة اليوم تشمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، ورئيس حزب “الكتائب اللبنانية” الرئيس امين الجميل، على ان يلتقي الوفد الاربعاء المقبل كتلة “المستقبل” النيابية ولاحقا رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط بعد عودته من فرنسا.
ويتألف الوفد وفق ما ذكرت صحيفة “اللواء” من النواب، إبراهيم كنعان، آلان عون، وسليم سلهب. وكشف مصدر عوني لـ”اللواء” ان حصيلة اللقاء مع القيادات المسيحية الروحية والحزبية ستحضر امام اجتماع تكتل “الاصلاح والتغيير” غداً ان لجهة تقييمها أو مناقشة ما يترتب عليها ولا سيما في ما خص الحوار مع الكتل الإسلامية.
صحيفة “النهار” أشارت إلى أنه عشيّة تحرّك ممثلي العماد عون باتجاه القوى السياسية من اجل انتخاب رئيس للجمهورية والتي يقتضي معظمها تعديلات دستورية، لفتت مصادر وزارية لصحيفة “النهار” إلى ان “هناك مستحيلين أمام هذا التحرك هما: لا حظ لعون في إنجاز الاستحقاق الرئاسي لمصلحته وفق الآلية الدستورية الحالية ولا إمكان لاعتماد الآلية الجديدة، نظراً الى عدم توافر فرص تعديل الدستور.
واوضحت أن الدول المؤثرة أبلغت عون هذا الأمر نظراً إلى خطورة الأوضاع في لبنان في هذه المرحلة، مشيرة الى أن فكرة الوفود لم تكن واردة عند عون لكن تمني حلفائه عليه وخصوصاً من “حزب الله” التهدئة جعلته يتريث في إعلان مقاطعته الحكومة.
واكدت مصادر نيابية بارزة في قوى 14 آذار إن الجواب الذي ستسمعه وفود عون هو الدعوة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ولا إمكان لأي تعديل دستوري من دون وجود رئيس للجهورية الذي هو صاحب الصلاحية في توقيع مشاريع التعديل الدستوري.
نواب تكتل “التغيير والاصلاح” شرحوا الجوهر الذي انطلقت منه المبادرة، فقال النائب إبراهيم كنعان، لـ”الأخبار”: “إن الفكرة التي تركز عليها المذكرة هي “أن الشراكة اليوم قد اختلّت على مستوى النظام منذ الطائف، ووصلت الى مكان تهدّد فيه بتداعياتها كل المنظومة الدستورية والميثاقية”. وأضاف: “إن القوى المسيحية معنية تماماً بما طرحه عون، والأجواء تدل على رغبة هذه القوى في التفاهم رغم الاختلافات”.
من جهته، أوضح الوزير الياس بوصعب لـ”الجمهورية” إنّ عون “جدّيّ في مبادرته، وأنّ العدّ العكسي بدأ. ونبَّه إلى أين يمكن أن نصل، وعرضَ حلولاً وأعطى فرصةً لها، ولم يعطّل الحكومة، لكنّه أكّد أنّنا لن نقبلَ هذه المرّة أن تستمرّ في عملها وكأنّ شيئاً لم يكن، أي أن نكسر كلّ القوانين والدساتير ونمدّد بلا منطق وقانون”.
صحيفة “اللواء” لفتت إلى معلومات تفيد بعدم شمول قضية التعيينات في الأجهزة الأمنية والعسكرية أو التمديد للقادة الحاليين مهمة الوفود التي شُكلت لزيارة القيادات والأحزاب والكتل النيابية.
ولفتت الى ان المواقف تكاد تكون معلنة قبل بدء الجولات. فمعظم الكتل البرلمانية، باستثناء كتلة “الوفاء للمقاومة” لا ترى إمكانية للأخذ بأي اقتراح من الاقتراحات الأربعة التي قدمها رئيس “تكتل التغيير والاصلاح”، وأن الأولوية الآن هي للاتفاق على صيغة توافق تسرّع الانهاء من الشغور الرئاسي في ظل استحقاقات مقبلة لا تتعلق فقط بالتعيينات الأمنية أو الموازنة أو قانون الانتخاب أو ملء الشواغر الإدارية أو تحصين الوضع عند الحدود الشرقية من دون انتخاب رئيس أولاً”.