تقرير خالد مجاعص
هل يتوّج نادي الرياضي غداً مساء بطلاً للبنان في كرة السلّة؟ وهل يحتفظ باللقب للسنة الثانية على التوالي، فارضاً نفسه الفريق رقم واحد من دون منازع على الساحة اللبنانيّة حاليّاً؟
كلّ الدلائل تشير إلى ذلك، وكلّ المعطيات تؤكّد بما لا يدعو إلى الشّك أنّ فريق المنارة هو الأبرز والأفضل على كلّ الصعد. فعندما كنّا نتناول على مدار الموسم بأنّ الفارق الشاسع بين الرياضي وبقيّة الأندية العريقة كالحكمة والشانفيل والمتّحد، وغيرها يأتي فقط من خلال الاستقرار الماليّ والإداريّ في فريق المنارة، كان البعض يتفاجأ كيف أنّ المستوى الفنّي يأتي من الجوانب الإداريّة، إلى أن كشف فريق الرياضي عن تكامل أثمر عن سيطرة كاملة له على البطولة. نعم، الفارق في المستوى الفنّي بين الرياضي والآخرين هو من خلال الثبات الإداريّ والاستقرار الماليّ، ومن هنا يبدأ كلّ الفرق بين فريق المنارة وبين الآخرين.
فها هو اليوم فريق الرياضي يقترب من الاحتفاظ بلقب البطولة، بعدما تغلّب على ضيفه الـ”يو بي إي” بفارق 6 نقاط وبنتيجة 88-82 بعد التمديد (الوقت الأصليّ 77-77)، ليتقدّم عليه 3-0 من أصل سبع مباريات، في المباراة الثالثة من السلسلة النهائيّة للبطولة والتي جمعتهما في قاعة صائب سلام في المنارة. وقد جاءت المواجهة مثيرة ومتقاربة بين الفريقين، حيث بدا الـ”يو بي إي” مصمّماً على تحقيق إنجاز الفوز ولو بمباراة واحدة، وإسقاط الرياضي على أرضه، لكنّ بطل لبنان عرف بخبرته الكبيرة وبنجوميّة قائده فادي الخطيب مع 22 نقطة وصاحب السلّات الحاسمة في الوقت الإضافيّ، إضافة إلى الـ25 نقطة للعملاق الأميركيّ هولمان ملك منطقة تحت السلّة، كما في المباراة الثانية كيف يستغلّ الخبرة للتفوّق على العصبيّة الزائدة عند لاعبي الضيف، وفي شكل خاصّ محمّد ابراهيم الذي اعترض في شكل عنيف على قرارات حكّام المباراة قبل دقيقة من نهاية الربع الأخير، عند احتسابهم خطأ غير واضح لمصلحة الأميركيّ هولمان. فتوقّفت المباراة لدقائق، حيث هدّد إداريّو الفريق الجبيليّ بالانسحاب قبل أن يتدخّل رئيس الاتّحاد وليد نصّار لإعادة الأمور إلى نصابها، ومتابعة المباراة لينتهي الوقت الأصليّ متعادلاً بنتيجة 77-77، ويحسم الرياضي اللقاء في الشوط الإضافي بنتيجة 88-82.
وعند الخاسر، كان واضحاً أنّ فريق الـ”يو بي إي” قدّم أفضل عروضه في النهائيّ، حيث ظهر ذلك جليّاً من خلال مشاركة لبنانيّي الفريق في تسجيل النقاط إلى جانب الثنائيّ الأجنبيّ يونغبلاد ورادكا. فكان محمّد ابراهيم الأفضل بـ16 نقطة، فيما سجّل وليام فارس 15 نقطة، والأميركيّ جاي يونغبلاد 14 نقطة و14 تمريرة حاسمة، أكّد من خلالها أنّه يستحقّ عن حقّ أن يكون اللاعب المجنّس في صفوف منتخب لبنان، وأنّ المنتخب اللبنانيّ في إمكانه أن يذهب بعيداً جدّاً من خلاله في مشواره الآسيويّ.
ويلتقي الفريقان عند الساعة 18:00 من مساء غد الثلاثاء في جبيل، وفي حال فوز الرياضي فإنّه سيحتفظ باللقب ليحقّق النادي البيروتيّ “ثنائيّة” ثانية على التوالي. ويبقى السؤال: هل سيتمكّن الفريق الجبيليّ من منع فريق الرياضي من الاحتفال في مدينة جبيل، أم أنّ الفريق الأصفر لن ينتظر موعد المباراة الخامسة للاحتفال مع جماهيره العريضة في ملعب المنارة؟ ما هو أكيد أنّ الرياضي هو بطل لبنان في موسم الـ2015، ويبقى عليه تحديد موعد رفع كأس البطولة بين اختياره ملعب الـ”يو بي إي”، أو انتظار التتويج في ملعبه في المنارة.