يعيش أهالي العسكريين المخطوفين حالة من الذعر والخوف نتيجة تطورات معركة القلمون الثانية وانعكاساتها السلبية على سلامة أبنائهم. فبعدما كانوا ينتظرون عودة الموفد القطري الى لبنان حاملاً معه الصيغة النهائية للحل، باتوا يتنسمون أي أخبار جديدة تطمئنهم الى صحة أبنائهم، خصوصاً في ظل المعارك التي تجري في جرود القلمون.
حالة الذعر والخوف هذه، طغت بالأمس على ساحة رياض الصلح، حيث خيم الأهالي، الذين شددوا في حديث الى صحيفة “المستقبل” على أن “التكتم الحاصل في ملف أبنائنا يخيفنا كثيراً، خصوصاً في ظل تطورات المعارك في القلمون”، متمنين “الانتهاء من هذا الملف بأسرع وقت وعلى خاتمة سعيدة، مع العلم أن خوفنا على أبنائنا لن ينتهي قبل أن نراهم بيننا أحياء”.
ولفت فادي مزاحم، عم العسكري المخطوف لامع مزاحم، الى أن “الأهالي في حالة من الترقب للأوضاع ومجريات المعارك في الجرود”، آملاً “أن يكون العسكريون في مأمن عما يحدث في الجرود وأن لا يكونوا قد تعرضوا لأي أذى نتيجة هذه المعارك”.
ووضع مزاحم التكتم الحاصل في الملف “في إطار نوع من الإيجابية، فالأمور على ما يبدو أصبحت في خواتيمها ولن يعلن عنها قبل الانتهاء من الملف بشكل كامل”، مشيراً الى أن “المعارك التي تجري في الجرود تخيفنا كثيراً، فنحن الآن جالسون في خيمنا وقلبنا على أبنائنا، وفي النهاية ما يحصل هناك ليس لنا أي دخل فيه ولا علاقة لنا به وليس ذنبنا ونرفض رفضاً قاطعاً أن يدفع أبناؤنا ثمن ما يحصل”.
بدوره، اعتبر حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف، أن “الخوف لدى الأهالي ليس بالأمر الجديد، فهو موجود منذ اختطاف الشباب وتفاقم بعد ثلاثة أشهر تقريباً، فأبناؤنا مع تنظيم داعش ولم نسمع عنهم أي خبر أو نتواصل معهم منذ أكثر من سبعة أشهر”، مشيراً الى أن “ما يحدث على الأرض من اشتباكات ومعارك، سواء بين جبهة النصرة وداعش من جهة، أو بين “جيش الفتح” والجيش السوري و”حزب الله” من جهة أخرى، والجيش اللبناني الذي يصد بعض محاولات التسلل الى داخل الأراضي اللبنانية، يجعلنا نعيش في حالة من القلق والخوف، لأنه ليست هناك أي تأكيدات أو معلومات تطمئننا الى مصير أبنائنا وأحوالهم في ظل هذه المعارك”.
وقال: “أملنا الوحيد كأهالي بالله الذي هو قادر على كل شيء، ولدينا إيمان كبير بأنه إذا جاء أجلهم فإنهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، وهذا ما يجعلنا اليوم متماسكين وقادرين على أن نكمل حتى نهاية مأساتنا”. وأوضح أن “الأهالي قاموا في الفترة السابقة بعدة اتصالات ووضعوا في أجواء إيجابية وحينها لم تكن هناك أي معارك، فكيف يضعوننا اليوم في أجواء إيجابية والمعارك في القلمون قائمة والراجمات والصواريخ تضرب من كل حدب وصوب؟، فهذه الحرب إن لم توقف المفاوضات إلا أنها أبطأتها وخففت وتيرتها في شكل كبير”.
وعن احتمال لجوء الأهالي الى التصعيد، أكد يوسف أن “التصعيد في هذا الوقت بالذات لن يفيدنا، ولن يوصلنا الى أي نتيجة، لأننا نرى كيف أن الدولة لا حول لها ولا قوة في هذه المرحلة، وغير قادرة على إحداث أي خرق جديد في المفاوضات، فكيف تفاوض والمعارك ما زالت مستمرة على الأرض؟”، متمنياً على المعنيين بهذا الملف “العمل من أجل إطلاق سراح أبنائنا في أقصى سرعة ممكنة وعودتهم سالمين إلينا من أجل أن ننتهي من هذا المأزق الذي نعيش فيه نحن ودولتنا العزيزة منذ أكثر من عشرة أشهر”.