حلَّ النائب وليد جنبلاط أمس ضيفا محاضرا في باريس عن “لبنان في مواجهة الأزمة السورية” أو كما أوضح “لبنان في مواجهة اللعبة الكبيرة في الشرق الأوسط لانه لا يمكن فصل لبنان عن الشرق الاوسط”.
وصف جنبلاط الواقع الذي نعيشه في الشرق بالقول: “بعد مئة عام نشهد اليوم انهيار الدول التي أنشأها اتفاق سايكس بيكو وخصوصاً سوريا والعراق، ونعيش اليوم حروباً طائفية ومذهبية بين الشيعة والسنة وصراعات عرقية بين العرب والأكراد والفرس وطرداً جماعياً للمسيحيين، وتصفية للأقليات وتهديماً للتراث الثقافي والآثار تقوم به الدولة الاسلامية وآخرون، ومستقبلاً غير مضمون في سوريا للعلويين والدروز”. وأضاف: “انه صراع مفتوح وثمة نشوء لقوة فارسية كبيرة في الشرق الأوسط على حساب العرب أو ما تبقى منهم”.
وعن موقف الأقليات اللبنانية من التطورات الإقليمية قال: “نشهد خلافاً حاداً داخل الأقلية المسيحية على حساب مصالحها، ورمزية وجود رئيس ماروني مهمة ولكن الازمات بينهم والاحقاد تمنع فك الكوابح لانتخاب رئيس، فمن جهة الفريق المؤيد لـ”حزب الله” ومرشحه الجنرال ميشال عون ومن جهة أخرى فريق سمير جعجع، والنتيجة ان سلبيتين لا تصنعان رئيساً”.
أما في شان التوصل الى مخرج ما للشغور الرئاسي فقال: “انني لا ارى اي حل لهذا المأزق و لا أتوقع ان يتفق عون وجعجع على مرشح رئاسي، انه أمر مؤسف لان انتخاب رئيس مسيحي عملية مهمة في شرق أوسط مسلم”، وكرر: “لا أرى اي حل وأي أمل، فلننتظر وهذا بالطبع ضد مصالح المسيحيين”.
وردا على سؤال لـ”النهار” عن تشاؤمه من انتخاب رئيس وهل سيكون هناك رئيس مسيحي في المستقبل قال: “لدينا مصلحة في ان ينتخب رئيس مسيحي في لبنان ولكن يجب إقناع عون وجعجع للتوصل الى توافق من اجل استمرارية الرئاسة وإني آسف لقول ذلك. لقد نسينا تقريبا ان ثمة شغورا رئاسيا لقد بدأنا نتعود ذلك!”
واعتبر “ان المصالحة عام 2001 في المختارة مع البطريرك صفير أنتجت ثماراً فخففت حدة الكراهية بين الموارنة والدروز قبل عصرين”. واضاف: “إنني ادعم الشعب السوري، والدروز في لبنان متخوفون على مصير الدروز في سوريا الذين تدعم أكثريتهم النظام السوري، وألاحظ أخيراً بعض التغييرات لرفضهم التطوع في الجيش السوري”. وأوضح ان منظمة “النصرة” الذي يرفض وصفها بالإرهابية “تحمي الدروز في منطقة أدلب” وقال: “على المدى الطويل عندما سيسقط النظام سيلتحق الدروز بالأكثرية السنية. أما “حزب الله” فهو يدعم النظام السوري، فيما أنا أدعم الشعب السوري ولكننا نتفهم بَعضُنَا بعضا. ولا أريد ان أتشاجر مع الحزب وقد امضيت وقتا طويلا بعد احداث 8 أيار لتطبيع الوضع. اما رئيس المجلس نبيه بري فانه يحاول المحافظة على الحوار الداخلي بين “تيار المستقبل” و”الحزب”.
ولفت إلى أن “لدى كثير من الشيعة مخاوف على مستقبلهم خصوصاً بعد طرد أعداد منهم من الخليج. واشار إلى “أنني ضد تدخلهم في سوريا كما أنني أنتظر من الدولة ان تكون هي صاحبة قرار السلم والحرب ولكن نشهد انهيار الدولة وانشاء منظمات مسلحة غير حكومية”.
واعتبر “أننا نعيش في مأزق ولا يمكن اجراء تعديل داخل الطائف الذي يجب المحافظة عليه” وسأل: “مَن يمكنه اليوم تعديله؟” واشار الى “انه سيتم التوافق على التعيينات الأمنية”.
وفي شأن انتقال السلطة الى نجله تيمور قال: “انها المرة الاولى التي تحصل قبل اغتيال، كما حصل مع والدي وجدي وعليه ان يجدد الحزب”.
وختم : “أنا متفائل لن تكون هناك حرب أهلية جديدة في لبنان. لدى أكثرية اللبنانيين ذاكرة ولذلك ان الحوار منتج”.