Site icon IMLebanon

ماذا وراء الإقبال الكثيف على الذهب في ألمانيا؟

GermanMoneyStock
طوني رزق
فوجئت الأسواق المالية بالأخبار التي تناولت وجود إقبال جنونيّ من قبل ألمانيا على شراء الذهب رغم انّ اقتصادها هو الأقوى في منطقة اليورو. فهل هي مخاوف من نسبة التضخم أو من الملف اليوناني أو من طبع العملات؟ أم انّ الألمان يخافون على الاتحاد الاوروبي، وبالتالي على انهيار اليورو…؟
يتساءل المراقبون لماذا يُقبل الالمان بما يشبه الهستيريا على شراء الذهب، فهل يُنذر هذا بمخاوف بشأن المستقبل؟ وهل يخاف الالمان من تدهور الاوضاع الاقتصادية أم انهم يتوقعون ارتفاعاً كبيراً لأسعار الذهب؟

وكان مجلس الذهب العالمي نشر تقريراً يوم الخميس الماضي كشف فيه ارتفاع الطلب على الذهب في ألمانيا بنسبة 20 في المئة خلال الفصل الاول من العام الجاري، وليس من المعتاد أن يكون الطلب قوياً على الذهب في اقتصاد قوي مثل ألمانيا، لا سيما انّ النمو الاقتصادي يسجّل تحسّناً لافتاً في منطقة اليورو.

امّا الاسباب الاقتصادية المتوافرة فهي ثلاثة، وأوّلها المخاوف من التضخّم نتيجة سياسة البنك المركزي الاوروبي القاضية بضَخّ 1,3 تريليون يورو واستخدامها لإعادة شراء السندات المالية.

ويعتقد الكثيرون انّ مسألة إقدام البنك المركزي الاوروبي على طبع العملة سوف تؤدي الى رفع اسعار الذهب بقوة، ويتذكّر قسم كبير الخسائر التي تكبّدوها في عشرينات القرن الماضي عندما ارتفعت نسبة التضخم بجنون بالتوازي مع طبع العملة. وهذا ما يدفع الكثيرين حاليّاً لشراء الذهب.

والسبب الثاني يكمن في الملف اليوناني وفي حالة التوتر بين روسيا وأوكرانيا، ولقد دفعَ ذلك، ليس الالمان فقط، بل ايضاً الفرنسيين والسويسريين والنمساويين لزيادة مشترياتهم من الذهب بنسَب تجاوزت العشرة في المئة… كما سجّل ارتفاع في الطلب من قبل دول أخرى خارج أوروبا.

امّا السبب الثالث فهو التأجيل المتواصل لقرارات رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الاميركية، علماً انّ قسماً كبيراً من تباطؤ شراء الذهب في الولايات المتحدة بنسبة 12 في المئة في الفصل الاول، كما أعلن مجلس الذهب العالمي، يعود الى تراجُع ضخم في شراء السبائك الذهبية وقطع النقود الذهبية بنسبة 10 في المئة في الفصل الاول من العام 2015.

وتمكّن الذهب من الارتفاع هذا العام بنسبة 3,5 في المئة الى 1225 دولاراً للأونصة. لكن مع استمرار نسبة التضخم متدنية على المستوى العالمي يبقى الذهب أضعف من استعادة أسعاره المرتفعة السابقة عند 1900 دولار للأونصة، والتي سجّلها في العام 2011.

امّا مسألة ارتفاع الذهب فتتعلّق بمتى سوف يحدث ذلك. وقد يكون الأمر نتيجة حالة عدم الاستقرار مع عدم جدوى السياسات النقدية المعتمدة ونتيجة اسعار الفائدة السلبية التي تخيّم على تريليونات من السندات ونتيجة تقلبات اسعار صرف العملات التي يتمّ التدخل فيها من قبل المصارف المركزية في مختلف أنحاء العالم.

بورصة بيروت

تضررت بورصة بيروت الرسمية للأسهم أمس من الاجواء السلبية السائدة في البلاد على مختلف الصعد السياسية والاقتصاية وحتى القضائية مع دخول ملف الحكم على ميشال سماحة حلبة الصراع بين الافرقاء اللبنانيين، ممّا زاد التجاذبات سخونة، وألقى المزيد من المخاوف في أوساط المستثمرين، فتراجع سعر السبعة أسهم التي جرى تبادلها في البورصة أمس،

وهي:

* أسهم سوليدير الفئة (أ) التي انخفضت بنسبة 1,47 في المئة الى 11,34 دولاراً مع تبادل 40783 سهماً.

* أسهم سوليدير الفئة (ب) التي انخفضت 1,99 في المئة الى 11,29 دولاراً مع تبادل 15922 سهماً.

* أسهم بنك بيبلوس الفئة (2009) التي انخفضت بنسبة 2,53 في المئة الى 100 دولار مع تبادل 23079 سهماً.

* أسهم بنك بيبلوس الفئة (2008) التي تراجعت 2,53 في المئة الى 100 دولار مع تبادل 19220 سهماً.

* أسهم بنك بيبلوس العادية التي تراجعت 7,42 في المئة الى 1,62 دولار.

* أسهم بنك عودة التي تراجعت 1,45 في المئة الى 6,10 دولارات.

* أسهم بنك بيبلوس فئة (GDR) بنسبة 2,59 في المئة الى 75 دولاراً.

في آسيا، ارتفعت الأسهم الى مستويات جديدة بعد ان ترك بنك اليابان المركزي سياساته النقدية على حالها، والتي تهدف الى تعزيز النمو الاقتصادي. فلم تتأثّر الأسهم الاسيوية بضعف الإقفال السابق للأسهم الاميركية، مع استمرار التركيز على ارتفاع اسعار النفط وقوة الدولار الاميركي.

وارتفع الدولار من جهته الى 119,90 يناً كما ارتفع الدولار عن أدنى مستوياته في اربعة اشهر، والتي كان قد سجّلها بعد البيانات الاقتصادية الاميركية الضعيفة، فزاد 0,5 في المئة الى 1,1350 دولار مقابل اليورو وسط توقعات بصعوده الى 1,125 دولار قريباً وذلك بعد ان كان قد تراجع الى 1,1468 دولار في الاسبوع الماضي.

في أسواق النفط تابعت الاسعار ارتفاعها ليصعد برميل النفط الاميركي بنسبة 1,52 في المئة الى 60,60 دولاراً للبرميل، وبرميل نفط برنت الخام في لندن بنسبة 0,91 في المئة الى 67,42 دولاراً.

وكان وَضع الذهب أفضل مع استمرار تريّث الاحتياطي الفدرالي الاميركي في رفع اسعار الفائدة، فزاد سعر الأونصة منه أمس 0,05 في المئة الى 1225,90 دولاراً للأونصة، كما زادت أسعار الفضة بنسبة 0,35 في المئة الى 17,625 دولاراً.