عقدت مساء الثلثاء جولة جديدة من الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله” وسط استغراب المتابعين لاستمرار الحوار في ظل اجواء التناقض بين الطرفين في مجمل الملفات الداخلية والاقليمية.
وتردد ان المعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، حسين الخليل تغيّب لدواع صحية.
وقالت مصادر مشاركة لصحيفة “النهار” إن “الطرفين لم يقدما على تأجيل جلستهما حفاظاً على استمرارية الحوار ومنعاً للتأويلات”.
صحيفة “الأخبار” قالت: “إنه مع اختتام جلسة الحوار الـ12 بين تيار المستقبل وحزب الله، تنحصر خيارات الفريقين في استمرار الجلسات وتفاهم الحدّ الأدنى، في ظلّ الصراع المحتدم في المنطقة. ويصبّ البيان الذي صدر بعد جلسة الثلثاء 19 أيار 2015 في سياق متابعة اللقاءات والتشاور، حيث أكد المجتمعون، في خلاصة مختصرة، أنه جرى البحث في التطورات الأمنية وعمل الحكومة، والتشجيع على متابعة الحوارات المفتوحة بين مختلف الفرقاء، لمعالجة القضايا كافة”.
غير أن الحوار الذي بدأ تحت عنوان “تخفيف الاحتقان في البلاد” و”خفض مستوى التوتّر السنّي ــ الشيعي”، رافقته تطوّرات محلية وإقليمية، فباتت الأهداف التي انطلق على أساسها في أسفل جدول الأعمال، وحلّت محلّها ملفّات أخرى، تمحورت في جلسة أمس حول نقطتين: الأولى “ضرورة منع وقوع فراغ في الأجهزة الأمنية، لا سيما قوى الأمن الداخلي”، والثانية “المخاطر التي يشكّلها وجود المسلحين التكفيريين على أراضٍ لبنانية في جرود عرسال، وما ورد في كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول التحرّك نحو جرود عرسال”.
حتى الآن، يتفق الطرفان، بحسب مصادر مستقبلية، على أن الحوار ضروري، على الأقل لناحية تأمين التواصل المباشر، على الرغم من تبدل الأجواء منذ بدئه، بعد أن فرضت أحداث اليمن وعاصفة الحزم السعودية نفسها عليه، وانتقال العلاقة الإيرانية ــ السعودية من خانة البحث عن مساع للحوار إلى خانة الاشتباك السياسي.
وبين جلسة أمس والجلسة التي سبقتها، أضيف ملفّان جديدان هما ملفّ عرسال والحكم القضائي بحق الوزير السابق ميشال سماحة.
وأشارت المصادر لـ”الأخبار” إلى أن وزير الداخلية نهاد المشنوق دخل إلى عين التينة حاملاً في جيبه خطاب السيد حسن نصرالله، وتحديداً ما تضمّنه من تلميح بالدخول إلى جرود عرسال.
وأوضحت أن ما قاله نصرالله يعني “جرّنا إلى المواجهة الكاملة، لأن المعركة انتقلت إلى أرض لبنانية، لن نقبل بجرّ الجيش إليها من دون موافقة قيادته أو التنسيق معها”. وأكثر ما استفزّ “المستقبل” في الخطاب هو تأكيده خوض المعركة في جرود عرسال برضى الدولة أو عدمه. ومع أن مصطلح “احتلال أرض لبنانية من قبل جماعات مسلّحة” الذي استخدمه نصرالله، يلقى صدى عند بعض المستقبليين، “لكننا لن نقبل بتحرير الأرض إلا على أيدي عناصر الجيش وقوى الأمن، لأن استبعادهم سيفتح مشكلاً مع الجوّ الإسلامي في كل مكان، وحينئذٍ لا يمكن أن نضمن كيف ستنتهي هذه المعركة”، كما تقول المصادر، التي جزمت بأن هذا الملف لا يُمكن تجاوزه كما حصل مع ملفّي سوريا واليمن. كذلك لن يستطيع أحد إسكات الأصوات المستقبلية التي طالبت بتأجيل الحوار وتجميده، كما حصل حين بدأت المملكة العربية السعودية معركتها في اليمن.
وقالت الصحيفة: “رغم عدم وجود بوادر إيجابية لهذا الحوار في ما يتعلق بالنقاط الخلافية، تقول المصادر إنه “مستمر ما دامت الرغبة الإيرانية ــ السعودية مستمرة في تحييد لبنان عن الاشتباك الواقع بينهما في كل مكان، وما دام المجتمع الدولي مُصرّاً على حفظ الساحة اللبنانية من أي تفجير. وهو إصرار له علاقة بمليون ونصف لاجئ سوري موجودين على الأراضي اللبنانية، لن تستطيع أي جهة داخلية أو خارجية، في حال انفلات الوضع، تحمّل تبعات تهجيرهم أو انخراطهم في أحداث أمنية”!.
من جهته، أشار مصدر مشارك في جلسة الحوار لصحيفة “اللواء” ان “كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله، في ما خص القلمون، استأثر بالحيز الأكبر من النقاش. وذكّر وفد “المستقبل” “حزب الله” بأنه سبق له وطرح إقامة مراكز ايواء للنازحين يمكن ضبطها ومعرفة من يدخل إليها ويخرج منها، لكن الحزب رفض.
ولفت وفد “المستقبل” “حزب الله” إلى أن مبادرة الحزب إلى فتح معركة جرود عرسال يطيح بالانجازات الأمنية التي تحققت وسيوتر الأجواء السياسية وربما الأمنية في البلاد.
ووفقاً للمصدر نفسه، فإنه جرى التطرق للتعيينات في المراكز الأمنية من دون التوصّل إلى أي تفاهم حولها.