تقرير خالد مجاعص
وجّه نجم فريق الـ”يو بي إي” جاي يونغبلاد (المجنّس نهاية الأسبوع الماضي لتدعيم منتخب لبنان في بطولة غرب آسيا للمنتخبات نهاية الشهر الحاليّ)، رسالة إلى جمهور كرة السلّة المشكّك في قدرات فريقه قبل لاعبي فريق الرياضي، أنّه وفريقه الجبيليّ لم ينته مشوارهما في نهائي كرة السلّة، وأنّهما جاهزان لقلب معطيات السلسلة النهائيّة رأساً على عقب، ولو من أمام عملاق كرة السلّة أي فريق الرياضي. فالأميركيّ المجنّس يونغبلاد سرق كلّ الأضواء عن جميع اللاعبين الآخرين على أرض الملعب، وقاد الفريق الجبيليّ إلى تحقيق انتصاره الأوّل في نهائي بطولة لبنان على الرياضي بنتيجة 83-73 بفارق عشر نقاط، ليقلّص الفارق في السلسلة النهائيّة إلى 1-3، ويؤجّل تتويج الرياضي إلى موعد آخر قد يطول جدّاً في حال لم يتمكّن لاعبو المنارة من لملمة صفوفهم قبل موعد المباراة الخامسة ليل الجمعة المقبل.
فتلك المعادلة التي وضعها يونغبلاد منذ مباراة المنارة الأخيرة، والتي حسمها فريق الرياضي في الوقت الإضافي بعد تعادلهما في الوقت الأصليّ من اللقاء، لم يدركها حينها المدرّب الثعلب في المنارة سوبوديتش، ولا نجوم الفريق وفي مقدّمتهم قائد منتخب لبنان فادي الخطيب الذي اعتبر قبل انطلاق مباراة الأمس أنّ “الأفضل هو من سيفوز في جبيل وأنّ الأفضل هو الرياضي وسيتوّج فور نهاية اللقاء”.
ومن هنا، يطرح السؤال التالي: ألم يلاحظ مدرّب الرياضي ونجومه أنّ حامل اللقب نجا من خسارة شبه محكمة في لقاء المنارة ليلة الأحد؟ وكذلك، ألم يلاحظ مدرّب الرياضي سوبوديتش أنّه من أنقذ فريق المنارة من الخسارة على أرضه هو فادي الخطيب الذي أخذ الشوط الإضافي كلّه على عاتقه لمنع سقوط الفريق الأصفر؟ الأكيد، أنّ الجهاز الفنّي في الرياضي أخطأ في حساباته ليل البارحة الثلاثاء عندما وضع فادي الخطيب طويلاً على مقاعد الاحتياط في الربع الأخير، وكذل أخطأ أيضاً الجهاز الفنّي في المنارة عندما استبدل اللاعب الناشئ الموهوب وائل عرقجي في الجزء الأخير باللاعب غير الموفّق في هذا اللقاء أمير سعود، ولم يخرجه، إلى أن انهار الرياضي في الدقيقتين الأخيرتين، وسقط بفارق عشر نقاط، ليكون قد تلقّى بانهياره في اللحظات الأخيرة صفعة معنويّة، سيعمل على أثرها بجهد الجهازين الإداريّ والفنّي في الرياضي على تجاوزها قبل فوات الأوان.
فما صنعه يونغبلاد ليل أمس بتسجيله 36 نقطة لفريقه، من بينها أربع ثلاثيّات ناجحة كان كفيلاً في التغيير، في مباراة دفاعيّة صرف لم يحتج لأحد من زملائه لأن يسجّل أكثر من ثماني نقاط، ممّا جعلهم يركّزون في شكل كبير على الخطط الدفاعيّة التي رسمها بنجاح مدرّبهم الصربيّ نيناد فوسينيتش، حيث لم تتعدّ نقاط فريق المنارة حتّى انطلاق الربع الأخير الـ85 نقطة، ليكون الربع الأخير الدقائق التي أجهز فيها يونغبلاد على فريق المنارة.
وما كان لافتاً من ناحية فريق المنارة، أنّه وباستثناء تألّق عملاق المنارة الأميركيّ إيليجا هولمان الذي سجّل 21 نقطة، لم يتتمكّن أي لاعب لبنانيّ من اجتياز عتبة الثماني نقاط، وهو عدد النقاط التي سجّلها فادي الخطيب، فلم يسجّل جان عبد النور سوى خمس نقاط وعلي محمود سوى ستّ نقاط ووائل عرقجي سوى ثماني نقاط، بينما اكتفى جيريمايا ماسي بتسع نقاط واسماعيل أحمد بـ11 نقطة في ليلة كانت فيها نسبة التسديدات عن الرميات الثلاثيّة عند نجوم المنارة متدنّية جدّاً مع 6 رميات ناجحة من 23 محاولة. وبهذا، يبقى السؤال: كيف سيردّ فادي الخطيب وزملاؤه داخل قلعتهم، وكيف سيتعامل جاي يونغبلاد مع الخطط الدفاعيّة التي ستُرسم له في ملعب المنارة؟ الإجابة لن تكون ممكنة قبل موعد انطلاق المباراة ليل الجمعة عند التاسعة والنصف مساء.