عندما نتكلّم عن جبيل، نتخيّل أنها امرأة لبنانية، انتظرت طويلاً ليأت فارس أحلامها، ليساعدها على تحقيق كلّ ما تتمنّاه لابراز جماليّاتها التي ورثتها عن أجددها الفينيقيين منذ القدم.
انتظرته طويلاً محاولة بكلّ جهدها أن تحافظ على ما لديها من مزايا وصفات حسنة، ولم تقبل أن ترضخ للاغراءات التي عرضت عليها من عمليات تجميل، الى امحاء معالمها الجميلة، واستملاكها لتبقى منغلقة على نفسها، فلا تخرج عن حدودها ولا يسمع باسمها أحد كي لا يتمتّع بجمالها سوى القريبين, حتّى أنهم حاولوا اقناعها بان تنتمي الى دين واحد علماّ أنها لم تفرّق يوم بين الأديان وتميّزت بصدرها الرحب الذي يحب الجميع ويتعايش مع كلّ الناس.
وأخيراً وصل، ولو بعد حين. لكن لا شيء مستحيل، فعندما تكون النيّة موجودة لا يقف عامل الوقت في المرصاد. وصل زياد الحواط، الشاب الذي عشق جبيل وفعل كل ما يمكن ان يفعله من أجل ابراز جمال معشوقته وتحقيق طموحها وايصالها الى النجومية والعالمية، فآمن بقدراتها، وأخذ منها روح التفاؤل والطموح وأعطاها العشق والأمل في المستقبل.
من جائزة “التفاحة الذهبيّة” الى جائزة “أفضل مدينة سياحية عربية لعام 2013″، حصلت بيبلوس على لقب “ثاني أقدم مدينة مأهولة في العالم”، فأراد حبيبها الحواط ان يهديها ثوب جديد في عيد الميلاد، لكنّه لم يكن يعرف أن هذا الثوب الذهبي سيسحر قلوب العالم بجماله وأناقته، لتصبح شجرة الميلاد الجبيليّة من بين أجمل أشجار الميلاد في العالم.
الأمجاد التي حقّقت في جبيل في السنوات الأخيرة لا تعدّ وهي على الأصعدة كافة، فرفضت المرأة الحالمة أن تتكاسل في القيام بأي نشاط من ثقافة الى فنون الى بيئة الى سياحة فعصريّة حسدتها عليها مدن عدّة. وهل يمكن ان نجد امرأة كاملة متكاملة لهذه الدرجة؟ فتجمع بين الرقي القديم الحضاري والعصريّة في الانجازات والتطوّر؟
ها هي جبيل اليوم تحصد لقب جديد وهو “عاصمة السياحة العربية للعام 2016” فرفعت اسم لبنان عالياً مرّة جديدة. فأعلنت المنظمة العربية للسياحة فوز مدينة جبيل عاصمة للسياحة العربية لسنة 2016. وأوضحت المنظمة أن “اختيار عاصمة السياحة العربية يخضع لمعايير محددة أعدتها المنظمة وأقرها مجلس وزراء السياحة العرب وتمنح للجهة التي تطبق هذه المعايير”. وهنأ رئيس المنظمة العربية للسياحة لبنان ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام ووزير السياحة ميشال فرعون على حصول مدينة جبيل على اللقب. واعتبر ذلك “انجازاً” متميزاً للبنان الشقيق ويؤكد أن لبنان ما زال وجهة سياحية متميزة حيث حقق نموا سياحيا بلغت نسبته 12 % في الاشهرالثلاثة الاولى من عام 2015. وأشار الى ان المنظمة ستضع بالتنسيق مع وزارة السياحة اللبنانية برامج لاحياء السنة السياحية.
وكانت وزارة السياحة اللبنانية قد رشّحت مدينة جبيل للمشاركة في إختيار عاصمة السياحة العربية للعام 2016 من قبل جامعة الدول العربية والوزراء العرب، في إطار دعم القطاع السياحي وتشجيعه، ونظرًا لمكانة جبيل على الخارطة السياحية.
وللمناسبة هنّاً رئيس بلدية جبيل – بيبلوس زياد الحواط الجبيليين واللبنانيين بفوز مدينة جبيل بلقب
عاصمة السياحة العربية لعام 2016، معتبراً جبيل تشكّل رسالة سياحية
رائدة في لبنان والعالم، وهي بمؤهلاتها ومعالمها الأثرية والسياحية تستحق هذا اللقب
بجدارة الذي لا بدّ أن يستقطب السياح العرب والأجانب واللبنانيين المغتربين. كما ولفت
أن البلدية باشرت بوضع خطط إستراتيجية لإستقبال الزائرين الى المدينة وتأمين أفضل الخدمات
لهم. وأشار الحوّاط الى أن هذا الإختيار هو فخر لكل الاقتصاديين والصناعيين والعاملين
في كل القطاعات الحيوية الخاصة والعامة باعتبار أن مدينة جبيل الصغيرة بمساحتها هي
كبيرة بتاريخها وثقافتها وأهلها. وشكر الحوّاط معالي وزير السياحة الأستاذ ميشال فرعون
لدعمه وترشيحه المدينة لنيل هذا اللقب الذي سيرفع إسم لبنان عالياً.
يذكر أنّه سيتمّ الاعلان عن الجائزة رسميا في 10 حزيران المقبل على ان يلي ذلك احتفال في جبيل في 11 حزيران لاعلان هذا الحدث من المدينة.