نشرت هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الأموال التابعة لمصرف لبنان المركزي على صفحتها الاعلانية يوم الثلثاء تقريراً عن تجارة الالماس وعلاقتها بتمويل الارهاب، حيث يتمّ تضخيم سعر الالماس لتحويل أكبر كمية ممكنة من الأموال. امّا المسرح الجغرافي فهو بين الهند ودول شرق أوسطية.
تراقب الشرطة الهندية تجارة الالماس مع دولة أخرى، مع الشكوك بأنّ عائدات هذه التجارة تعود لتمويل الارهاب. وقد لفت التقرير الى الارتفاع الهائل لحجم تجارة الالماس ومعادن اخرى بين الهند ودولة خليجية. ويبدو انّ الهند أصبحت بين الدول الخمس الأكثر تسجيلاً لتجارة الالماس، الى جانب كلّ من اسرائيل وبلجيكا وكندا والولايات المتحدة الاميركية، حيث تصبّ العائدات من هذه التجارة لصالح تمويل المنظمات الارهابية.
وتتمّ المبالغة في تقييم سعر الإلماس بهدف إيصال أكبر كمية ممكنة من الاموال الى المنظمات الارهابية. وقد جرى استعراض عدد من الملفات التي تندرج ضمن هذا النوع من العمليات، خصوصاً أن لا أسعار رسمية للإلماس في الهند. وقد عمد بعض المستوردين الهنود لشراء الالماس من هونغ كونغ والصين واستيراده الى مدينتي ممباي وسيراط الهندية.
وكشف تحليل ذكي للاستيراد في الهند من احدى الدول الخليجية انّ المجوهرات والاحجار الكريمة والمعادن والنفط التي كانت تشكّل 63 في المئة من الاستيراد بين عامَي 2000 و2001 ارتفعت الى 90,4 في المئة بين عامي 2012 و2013.
وكان التركيز الأكبر للاستيراد على الالماس والاحجار الكريمة والمجوهرات. وفي الاتجاه المعاكس ايضاً كانت الصادرات الهندية الى الدولة الخليجية تتركّز على الالماس والمجوهرات، أي بأكثر من 50 في المئة في الاتجاهين.
واستمر هذا الاتجاه في التجارة الخارجية بين الدولتين منذ العام 2007، مع التركيز على الالماس بدلاً من النفط. ويشكّك المسؤولون بأنّ هناك مرحلة دائرية لتجارة الالماس والمجوهرات، حيث تعود البضائع الى المكان الذي انطلقت منه في البدء بعد ان أدّت دور ناقلة الاموال بين دولة واخرى لتجِد هذه الأموال طريقها في النهاية الى منظمات إرهابية.
عودة الدولار القوي
جاء ارتداد الدولار نحو الصعود مجدداً في أسواق الصرف العالمية ليقلب الاتجاهات على مستوى الاسعار ايضاً في اسواق المعادن الثمينة والاسواق النفطية. ولقي الدولار دعماً من بيانات القطاع الاسكاني الايجابية، على رغم ترقّب الاسواق لمحضر اجتماعات الاحتياطي الفدرالي لاستقراء الاتجاهات المقبلة على مستوى تحريك أسعار الفائدة الاميركية نحو الارتفاع بعد سنوات من اقتراب هذه الفوائد من الصفر في المئة.
وتأثّر اليورو بدوره من تعليقات لمسؤولين في البنك المركزي الاوروبي كشفت نيّة البنك في زيادة مفاعيل سياسات التحفيز الاقتصادي التي تُعتمد أولاً في إضعاف العملة. فكان اليورو منخفضاً 0,60 في المئة الى 1,1083 دولار كما تراجع الجنيه الاسترليني الى 1,549 $ والأوسترالي الى 0,7893 $، وبقي الدولار الاميركي قرب مستوى 121 يناً على رغم تراجعه بشكل طفيف أمس.
أمّا بالنسبة للذهب فكان يصارع تداعيات عودة الدولار للارتفاع ومفاعيل تحسّن البيانات الاقتصادية الاميركية، فكان منخفضاً عند مستوى 1206,10$ للأونصة كما تراجعت الفضة 0,38 في المئة الى 17,05$ للأونصة.
في أسواق النفط بقيت مفاعيل زيادة المعروض عن الحاجة والطلب تضغط على الاسعار وسط ضبابية من ناحية توقعات الطلب في المستقبل المنظور.
امّا في بورصة بيروت الرسمية للأسهم فقد سجّلت امس عودة أسهم سوليدير للتراجع بفئتيها (أ) و(ب) وسط تراجع في حجم التداول والنشاط الاجمالي للبورصة اللبنانية التي تبقى من أضعف البورصات نشاطاً في منطقة الشرق الاوسط، في حين ما زالت تتلقى الدعم من وجود مجموعة من الأسهم المصرفية الممتازة الى جانب أسهم شركة سوليدير وشركة هولسيم لبنان الصناعية.