كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الى قناة “الميادين” حمل تهديداً واضحاً، إنما مؤجلاً، بحق الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري. لكنّ التهديد الأخطر والمبطّن والفوري كان لوزير العدل اللواء أشرف ريفي.
قال رعد: “ريفي أنشأ دويلته في طرابلس وآخر من يحق له التحدث عن الدويلة هو وزير العدل، وأحمد الحريري حسابه بعدين لانه أعلى مستوى من أشرف ريفي”.
ماذا يعني أن أحمد الحريري “حسابه بعدين”؟ هل لأن الوقت الآن لحساب أشرف ريفي؟
مما لا شك فيه أن التهديد في كلام رعد ثابت وعلني. لكنّ ما لا يعرفه رعد جيّدا أنه أخطأ بالعنوان. أحمد الحريري هو ابن شقيقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والعائلة التي تقدّم شهيدا بمستوى رفيق الحريري تتخطى حاجز الخوف وتكمل المسيرة مهما بلغت التضحيات.
أمّا أشرف ريفي فهو من خاض المواجهات المباشرة مع “حزب الله” باللحم الحي. بلحم رفيق الحريري المحروق بألفي كيلوغرام من المتفجرات، كما بلحم النقيب الشهيد وسام عيد المتطايرأشلاء في الحازمية، وبرفيق دربه اللواء الشهيد وسام الحسن الذي تبخّرت أشلاؤه بفعل شدّة الانفجار والحقد.
أشرف ريفي هو من خاض المواجهات المباشرة مع وفيق صفا الذي زاره مراراً وتكراراً أيام المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، لمحاولة إخضاعه بالترغيب بالتمديد مرةً وبالترهيب المبطّن بالاغتيال مراراً أخرى كثيرة.
أما أجوبة أشرف ريفي فكانت دائما بحجم الوطن والدولة ضد منطق الدويلة: رداً على محاولة إقناعه بلفلفة ملف محمود الحايك مقابل القبول بالتمديد له أقام التكريم للمخبر ميلاد الكفوري الذي ساعد شعبة المعلومات على إنقاذ لبنان من مخطط سماحة- المملوك، وقال: لا أريد أن أبقى ولو لثانية بعد انتهاء خدمتي العسكرية. وردّاً على كل التهديدات بالتصفية كان ريفي يعلّي السقف سياسياً ويقول ما لا يجرؤ الآخرون على قوله: “اغتيال الحريري تمّ بقرار إيراني- أسدي وبتنفيذ من “حزب الله”!
محمد رعد، بتهديده المبطن والخطير لأشرف ريفي، إنما يبيّن عن غباء لدى حزب إيران الذي أخطأ العنوان حتما. أشرف ريفي لا يهاب تهديداتكم بالأمس ولن يهابها اليوم وغداً.
أشرف ريفي بقي ثابتاً في مكتبه في المديرية وأعدّ العدّة للدفاع عنها عسكرياً يوم هدّد “حزب الله” باقتحامها في مرحلة محاصرة الرئيس فؤاد السنيورة في السراي الحكومي. وهو من أمّن الغطاء اللازم لشعبة المعلومات بقيادة العميد سمير شحادة أولاً ومن ثم بقيادة اللواء الشهيد وسام الحسن بعد تعرّض شحادة لمحاولة اغتيال،
لتحقق الإنجاز الأكبر في اكتشاف دور مسؤولي “حزب الله” الأمنيين في اغتيال رفيق الحريري. وأشرف ريفي بنى شعبة المعلومات التي أقلقت راحة “حزب الله” وكشفت الكثير من جرائمه والكثير الكثير من العملاء في صفوفه.
واليوم، يتابع أشرف ريفي من موقعه في وزارة العدل قيادة المواجهة السياسية مع “حزب الله” سواء داخل مجلس الوزراء أم في الإعلام.
الى محمد رعد ورفاقه، ألم تدركوا أن من يحمل أمانة الشهداء أمثال وسام الحسن ووسام عيد ورفاقهما كما أمانة دماء رفيق الحريري وجميع شهداء “ثورة الأرز” ويضع دمه على راحته ويكمل مواجهته مرفوع الجبين لا يخشى إرهابكم؟
يبدو أن “حزب الله” بات في مأزق فعلي في القلمون كما في كل مناطق تواجده في سوريا، وفي مأزق بفعل تورّطه في حروب إيران في العراق واليمن، وفي مأزق بفعل كثرة النعوش التي تعود الى لبنان خدمة للأجندة الإيرانية. وأمام هذه المآزق التي يعانيها، يبدو حزب الولي الفقيه بصراخه وتهديداته كالثور الجريح الهائج الذي يتراقص يميناً قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة!