IMLebanon

ليسكو الليبية تواصل إنتاج الحديد في ظروف قاهرة

LISCO-Libya-Iron-Steel-Company
تواجه الشركة الليبية للحديد والصلب (ليسكو) صعوبات جمة كي تستطيع مواصلة عملياتها وسط استمرار الاضطرابات في البلاد، وهو أمر ليس بالسهل مع انقطاع الكهرباء كل ليلة وإحجام شركات الشحن عن التعامل مع الشركة بعدما أدار المقاولون الأجانب ظهورهم لها منذ فترة طويلة.
ويقع مصنع الصلب في مصراتة ثالث أكبر مدن ليبيا، ويبدو أشبه بقاعدة عسكرية إذ تحرس دبابة ورش الصهر والمصانع والأفران بينما يخضع الميناء القريب لحماية المدافع المضادة للطائرات.

وقال رئيس مجلس إدارة الشركة محمد عبدالملك الفقيه إن “وضع الشركة ليس جيدا بل ربما أسوأ مما كان عليه في العامين الماضيين لكننا نواصل العمل”. ولعل نقص الكهرباء والغاز أكبر مشكلة يومية تواجه صناعة الصلب كثيفة الاستهلاك للطاقة، وتوقف أكثر من عشرة حقول نفطية في أنحاء ليبيا بسبب الاحتجاجات والقتال وهجمات المسلحين.

وأجبرت وزارة الكهرباء في طرابلس ليسكو إحدى أكبر الشركات المنتجة للصلب في شمال أفريقيا على خفض الإنتاج إلى ثلث طاقتها لمدة 6 أشهر لتوفير الطاقة الكهربائية. هذا فضلا عن إغلاق الأفران كل ليلة.

والشركة من ضحايا الصراع المسلح الذي يعم البلاد، حيث تتنافس حكومتان للسيطرة على مقاليد السلطة بعد أكثر من أربع سنوات على الإطاحة بمعمر القذافي.

وقال الفقيه لوكالة رويترز إن “المشاكل الرئيسية تتمثل في نقص الغاز الطبيعي والكهرباء”. ومع ذلك تأمل الشركة في أن يكون لإنتاج هذا العام قرب مستويات 2014. وتعتزم إنتاج ما بين 500 و600 ألف طن من الصلب السائل، وهو منتجها الرئيسي، وهو ما يتماشى تقريبا مع إنتاج العام الماضي الذي تأثر فعليا بنقص الغاز.

وقال الفقيه إن الإنتاج في مصانع الحديد سيصل إلى 700 ألف طن أو نصف الإنتاج السنوي المستهدف. وبلغ إنتاج العام الماضي 800 ألف طن أي نصف الكمية المستهدفة.

ويشمل هذا نحو 300 ألف طن من الحديد المقولب على الساخن، وهو أحد مكونات صناعة الصلب، وسيكون ذلك أقل من الإنتاج المستهدف البالغ 500 ألف طن.

وتوقع الفقيه أن يبلغ إنتاج الشركة منحديد التسليح 350 ألف طن وهو ما يقل عن الخطة الأصلية لإنتاج 485 ألف طن. أما انتاج الشرائط الساخنة فسيصل إلى 250 ألف طن مقابل 332 ألفا هو حجم الإنتاج المستهدف.

وتبذل ليسكو أقصى جهودها لإقناع شركات الشحن الأجنبية بالرسو في مصراتة، بعد أن تعرض الميناء التجاري في المنطقة الحرة لقصف الطائرات الحربية في يناير الماضي. ويقول الفقيه إنه “أحيانا يكون من الصعب تثبيت السفينة لكننا ننجح في نهاية الأمر”.

ونجحت ليسكو في تعويض نقص الطلب من أسواقها الرئيسية في مصر من خلال بيع المزيد إلى الصين، بينما حافظت على حضورها في تركيا وأسواق شمال أفريقيا مثل تونس والمغرب.

ويؤكد الفقيه أن “الطلب من مصر ليس كبيرا لهذا الحد، لكننا لا نزال نصدر الحديد المقولب على الساخن والأسلاك المدرفلة على الساخن”.

ومع ذلك فالتصدير ليس بالأمر الهين. فقد أبعدت الغارات الجوية شركة الخطوط الجوية التركية آخر ناقلة أجنبية كبيرة كانت تسير رحلات إلى ليبيا، بينما مقاعد الشركات المحلية محجوزة لأسابيع مما يجعل من الصعب استمرار التواصل مع الشركاء الأجانب.

وفي ضوء خطط الشركة لزيادة الإنتاج من خلال مصنع جديد تبلغ طاقته الإنتاجية 800 ألف طن وفي ظل نقص العمالة الأجنبية، ما يعني أن أعمال التطوير ستتم عن بعد من خلال مهندسين يقيمون في إيطاليا.

ويقدم متعاقدون أجانب من شركة دانيلي الإيطالية يد العون في المصنع الجديد الذي تبلغ تكلفته 2.5 مليار دولار، بعد أن غادروا مصراتة لدواع أمنية.