IMLebanon

5 مليارات دولار عقوبة التلاعب في سوق العملات

eu-sm

طوني رزق

تعاونت أربعة مصارف عالمية كبرى في التلاعب بأسعار العملات بين العامين 2007 و2013، واعترفت أخيراً وللمرة الاولى بهذه الارتكابات. ويبلغ حجم هذه السوق 5,3 تريليون دولار وتعمل 24 ساعة في اليوم و7 ايام في الاسبوع على خلاف اسواق الاسهم والسندات. غير انّ قيمة العقوبة تبقى محدودة مقارنة مع الارباح الضخمة المحققة من قبل المصارف.

عترفت اربعة من أكبر المصارف العالمية بجرم التلاعب بأسعار الصرف في اسواق العملات، وهذه المرة الاولى التي تعترف فيها المصارف بالذنب في حين انها اعتادت على التوصّل الى تسويات مع الجهات القانونية في الملفات السابقة.

وقد وافقت المصارف الاربعة أمس الاول على دفع أكثر من 5 مليارات دولار كغرامة على التلاعب. وهي: جي بي مورغان تشايز، سيتي غروب، باركليز ورويال بنك اوف سكوتلند. وقد اعترفت هذه المصارف بالتعاون في ما بينها بأنها تلاعبت بالأسعار في اسواق العملات العالمية، حيث يجري يومياً التداول بمئات مليارات الدولارات واليورو.

هذا الأمر اعتبره الجميع انتصاراً لافتاً للحكومة الاميركية التي طالما تعرضت للاتهامات بأنها تغضّ النظر عن ملاحقة المصارف الكبرى.
وتضاف هذه الغرامات على غرامات أخرى تعرضت لها المصارف في الـ18 شهراً الماضية على خلفية التهرّب من الضريبة وخَرق لوائح العقوبات، والى غرامات أخرى على خلفية التسبّب بالأزمة المالية العالمية الكبرى في العام 2008.

غير انّ هذه المصارف الاربعة، وعلى رغم اعترافاتها بالتلاعب، سوف تستمر في العمل في اسواق العملات من دون ان يتمّ تغريم كبار المسؤولين في هذه المصارف، كما انّ قيمة الغرامات لا تتجاوز جزءاً بسيطاً من الارباح التي حققتها نتيجة التلاعب خلال السنوات العشر الماضية.

وكانت عمليات التلاعب على أوامر الزبائن وعلى حساباتهم تتمّ في غرَف التواصل في هذه المصارف، والتي وجد المحققون في إحداها كتابة لأحد المتداولين وفحواها: «اذا لم تكن تتلاعب فأنت لم تحاول».

وسوف تدفع المصارف الأربعة 2,5 مليار دولار كتعويض على التلاعب بالاسعار بين عامَي 2000 و2013 وزاد عليها الاحتياطي الفدرالي الاميركي 1,6 مليار دولار كغرامة، كما انّ مصرف باركليز سوف يدفع 1,3 مليار دولار اضافية للادارتين البريطانية والاميركية.

ومن جهة اخرى اعترف بنك خامس وهو UBS السويسري بارتكابه عمليات تلاعب مماثلة بأسعار الفائدة ووافقَ على دفع 203 ملايين دولار.
وكانت مجموعة من المصارف وافقت العام الماضي على دفع 9 مليارات دولار كغرامات على التلاعب بالأسعار في سوق العملات التي يصِل حجمها الى 5,3 تريليون دولار.

في المقابل والمقارنة بلغت مداخيل جي بي مورغان تشايز وحده 4,1 مليار دولار في الفصل الاول من العام 2015 الجاري من عمليّاته في سوق العملات السندات، أمّا سيتي غروب فبلغت مداخيله 3,48 مليار دولار. ومع توالي انغماس مصرف UBS السويسري في عمليات التلاعب بالاسعار، لم يعد من الممكن التغاضي عن هذه الارتكابات، على رغم انه حظي ببعض التساهل على خلفية انه كان اوّل مصرف يعترف بالخطأ.

وتعمل سوق العملات على مدار 24 ساعة في اليوم و7 ايام في الاسبوع، بخلاف دوام العمل في سوق الاسهم والسندات، غير انّ سوق العملات المذكورة تتوقف مرتين في اليوم حيث يتمّ تحديد الاسعار، وبالتالي الأرباح والخسائر.

امّا عدد المتداولين الذين انغمسوا في عمليات التلاعب المذكورة فكان محدداً عموماً، إذ أعلن جي بي مورغان تشايز عن طرد متداول واحد، في حين أقالَ سيتي بنك 9 موظفين، وطرد باركليز بنك 8. كما أبدَت هذه المصارف الاربعة تعاونها في استكمال التحقيقات مع الاشخاص الذين قاموا بعمليات التلاعب.

تحسّن نشاط البورصة

في بورصة بيروت تحسّنَ النشاط ليرتفع الى 262960 سهماً قيمتها 3,5 مليون دولار بدعم من التداول على أسهم بنك بيبلوس (122249 سهماً) وبنك بلوم (71149 سهماً) مع تداول 9 أسهم من خلال 44 عملية بيع وشراء. وارتفع سعر 6 اسهم واستقرّ سعر الثلاثة المتبقية، فزاد سعر اسهم بنك بيبلوس العادية 0,62 في المئة وسوليدير الفئة (أ) 1,04 في المئة وسوليدير الفئة (ب) 0,44 في المئة وبنك بيبلوس (2008) 0,09 في المئة.

وفي اسواق الصرف العالمية عاد الدولار للتراجع قليلاً بعد الارتفاع اللافت أمس الاول مع تركيز الاسواق على البيانات الاقتصادية الاميركية من دون غيرها. فزاد اليورو بنسبة 0,29 في المئة الى 1,1126 دولار، وارتفع الجنيه الاسترليني 0,80 في المئة الى 1,5661 دولار، وانخفض الدولار بنسبة 0,17 في المئة الى 121,14 يناً كما تراجع 0,27 في المئة الى 0,9347 فرنك سويسري.

وكان الذهب متماسكاً فوق مستوى 1200 دولار للأونصة، في حين تدعمت أسواق النفط بتراجع الاحتياطيات الاميركية فتراوحت أسعاره عند 59 دولاراً في نيويورك و65 دولاراً في لندن.