Site icon IMLebanon

بعلبك ترفض التهجير القسري لمهرجاناتها


كيلومترات قليلة تفصل الحروب في سوريا المجاورة عن بعلبك الضاربة في التاريخ التي تستمر مهرجاناتها رافضة التهجير القسري إلى العاصمة بيروت ومفتتحة موسمها هذا الصيف بعمل لبناني جامع تحية إلى مدينة الشمس- بعلبك.

وكانت المدينة الواقعة شرق البلاد والقريبة من الحدود مع سوريا عرضة لصواريخ وانفجارات بسيارات مفخخة أزهقت أرواحا على امتداد سهل البقاع خلال الاعوام الماضية.

وتأثرت بعلبك ذات الاغلبية الشيعية وهي أحد معاقل حزب الله بالصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات. ويخوض حزب الله والجيش السوري مواجهة في منطقة القلمون على الحدود اللبنانية-السورية ضد جماعات مسلحة من بينها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.

ويقول حزب الله الداعم الأساسي للرئيس السوري بشار الاسد في حربه المستمرة ان المكاسب التي حققها مع الجيش السوري في القلمون من شأنها أن تبعد الخطر جزئيا عن مناطق عدة في شرق لبنان.

وكانت لجنة المهرجانات قد اضطرت خلال العامين الماضيين إلى نقل الفعاليات للعاصمة بيروت لكن هذا العام بدت اللجنة مصممة على إقامة جميع حفلاتها في مدينة الشمس الرومانية باستثناء حفلة موسيقية تقام في العاصمة بيروت.

وأعلنت لجنة المهرجانات في مؤتمر صحفي عقدته الاربعاء في وزارة السياحة ببيروت عن برنامجها الحافل الذي ستكون أدراج معبد باخوس الشاهدة عليه.

ويشير البرنامج إلى إن الانطلاقة تكون في 31 يوليو/تموز في عرض لبناني احتفالي موسيقي وغناء وشعر مهداة الى المدينة التي احتضنت الفعاليات منذ 59 عاما تحت عنوان “إلك يا بعلبك” وهو من إنتاج مهرجانات بعلبك الدولية ومن إخراج نبيل الأظن.

وعن هذا العمل قالت رئيسة اللجنة نايلة دو فريج “لقد تم الاتصال بعدد من الكتاب والموسيقيين والفنانين اللبنانيين الذين رفعوا عاليا اسم لبنان في العالم بالإضافة إلى مبدعين. وطلب منهم أن ينجزوا أعمالا أدبية وفنية تكون بمثابة تحية إلى بعلبك”.

وأضافت “سيتم جمع هذه الأعمال الفنية في باقة يجري تقديمها في قلعة بعلبك”. وستتولى الأوركسترا الفيلارمونية اللبنانية أداء هذه الأعمال الموضوعة خصيصا لهذه المناسبة. ومن المشاركين فيها “في الموسيقى عبد الرحمن الباشا غدي الرحباني مرسيل خليفة إبراهيم معلوف زاد ملتقى. وفي الشعر والنثر أدونيس طلال حيدر إيتيل عدنان. وفي الأداء الأوركسترا الفيلارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو هاروت فازليان فاديا طنب الحاج ورفيق علي أحمد.”

وأكدت دو فريج “صحيح ان المنطقة تعيش بعض صراعات ولكنني شخصيا أزور بعلبك باستمرار كما أن العديد من أعضاء اللجنة يقطنون بعلبك وهم يعيشون في المدينة حياة طبيعية. أعتقد أن بعض وسائل الاعلام يعظمون الأمور. أؤكد أننا على تواصل مستمر مع كافة الأجهزة الأمنية لتأمين سير الأمور. وإذا تبدلت الخريطة الأمنية خلال الأسابيع المقبلة نأخذ عندئذ الإجراءات الضرورية”.

وأضافت “لا بد من أن يعود الناس إلى بعلبك. والأجدر أن نقول لا بد للناس من أن يعتادوا مجددا زيارة مدينة الشمس. الناس هناك يعيشون بطبيعية مئة في المئة”.

وفي التاسع من أغسطس/آب تشارك الفنانة المغنية والممثلة الفرنسية المغربية هندي زهرة في حفل موسيقي يندرج في إطار موسيقى “وورلد”. ووصفتها دو فريج بانها “صاحبة الصوت المبحوح والدافئ الذي يتم تشبيهه دائما بصوت الأسطورة بيلي هوليداي” الذي يصادف هذا العام الذكرى المئوية لميلادها.

كما يستضيف المهرجان حفلا للجاز مع الفنان المولود في الكاميرون ريتشارد بونا بالاضافة الى حفل أمريكي يمزج بين الأنغام الكلاسيكية والديسكو والسول وفرقة رباعية تعزف على الآلات الوترية.

وللمرة الاولى تشارك المطربة السورية ميادة الحناوي في مهرجانات بعلبك الدولية حيث ستقدم أعمالا من تأليف أحمد رامي ورياض السنباطي وبليغ حمدي.

وفي كلمته قال وزير الثقافة روني عريجي إن اتخاذ لجنة مهرجانات بعلبك الدولية قرار تقديم الحفلات في مدينة الشمس “دليل على الأجواء الإيجابية التي تهيمن على البلد حاليا. هذا قرار مفرح وشجاع. وألقي التحية على اللجنة لتمسكها بإقامة فعاليات المهرجان في مدينة الشمس في الهيكل والأدراج التاريخية”.

وقال محافظ بعلبك -الهرمل بشير خضر “مع إصرارنا لإقامة فعاليات المهرجان في بعلبك نحن لا نغض الطرف عما يحصل على بعد كيلومترات في القلمون وجل ما في الأمر أننا نتفاعل مع الواقع الذي نجد أنفسنا فيه”.