Site icon IMLebanon

من تدمر إلى الأنبار وحدود الأردن..”داعش” يوسع دويلته!

da3ech-map

 

كتبت صحيفة “السفير” أنه بفارق ساعات قليلة من الزمن، تمدد تنظيم “داعش” على أكثر من جبهة. وبعدما أحكم تنظيم “داعش” سيطرته على مدينة تدمر السورية، بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات عسكرية، واصل سعيه الحثيث للربط بين مدينتَي الرمادي والفلوجة في العراق عندما حقق تقدما مفاجئا جديدا بالسيطرة على منطقة الحصيبة مقتربا من قاعدة الحبانية الإستراتيجية، فيما تولت قوات أخرى تابعة له الانقضاض على معبر التنف الحدودي، عند نقطة التقاء أراضي العراق وسوريا مع الأردن.
لم يعد خبرا استثنائيا أن يتقدم “داعش” كل يوم، ويبادر بخلاف ما يردد حول انكساره. وها هي “دولة الخلافة” (أنظر الخريطة المرفقة) تتمدد، تحت أنظار “الحرب الكونية” المفترض أنها معلنة منذ نحو تسعة شهور، بقيادة الولايات المتحدة! المفارقة باتت أكثر مدعاة للسخرية وشكوك أكبر. في الأيام الماضية، تقدمت جحافل عصابات “داعش” إلى تدمر في عمق البادية السورية مسافة 70 كيلومتراً، وأسقطت أحد رموز الحضارة السورية والإنسانية، كما فعلت سابقا في الأراضي العراقية، وتفعل كل يوم، والآن يقول البيت الأبيض إنها انتكاسة.
ورغم الخسارة التي تمثلها تدمر، بالنسبة إلى سوريا، إلا أن مخاوف أخرى رافقت المعركة التي استمرت يومَين من أن يكون ما يجري مقدمة أولية لخريطة نفوذ جديدة، ستقسم البلاد إلى خطوط تماس أكثر رسوخا.
وجاء سقوط تدمر بعد أيام من تقدم مجموعات “جبهة النصرة”، فرع “القاعدة في بلاد الشام”، وحلفائها في “جيش الفتح” في ريف إدلب، واستيلائهم على معسكر المسطومة. ويجد المسؤولون في دمشق صعوبة في فصل المسارَين، رغم حالة الاشتباك التي تحصل بين “النصرة” و”داعش” أحياناً، حيث تبدو الصورة، وكأن خطوط تماس جديدة يراد لها أن ترسم.
وأبدى مراقبون قلقاً من أن يتحمس “داعش”، الذي أصبح يسيطر على نحو نصف مساحة سوريا، للاستحواذ على مطار دير الزور العسكري والمناطق المحدودة وسط المدينة التي تقع تحت سيطرة الجيش، أو مهاجمة مطار “تي فور”، الذي لا يبعد سوى 60 كيلومتراً عن تدمر. ويؤمن مطار “تي فور”، الذي شن “الدولة الإسلامية” هجمات سابقاً عليه، حوالي 80 في المئة من الحركة الجوية في سماء سوريا، وتنفذ قاذفات “سوخوي”، وأخرى من نوع “ميغ”، وقاذفات أخرى ليلية، طلعات جوية ليل نهار، لتعزيز خطوط الهجوم أو الدفاع لقوات الجيش، وعلى شكل غارات مباغتة أحياناً أخرى.
ويخالف تمدد داعش في سوريا والعراق كل توقعات الدول الغربية، التي كانت تحدثت عن احتوائه. وسيطر “داعش” أيضاً على معبر التنف الذي يقع على مثلث الحدود السورية ـ العراقية ـ الأردنية.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم سيطر على آخر معبر حدودي سوري مع العراق بعد انسحاب القوات السورية منه. وأكد مقاتل في الدولة الإسلامية لوكالة “رويترز” سيطرة التنظيم على معبر التنف الذي يبعد 240 كيلومترا عن تدمر. ويقع معبر التنف، الذي يعرف في العراق باسم معبر الوليد، في محافظة حمص.

إلى ذلك، أكّد نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم لوكالة “رويترز” أنّ المعارضين المسلحين لن يتمكّنوا من إسقاط حكومة الأسد، على رغم المكاسب الأخيرة في المعركة بما في ذلك استيلاء “داعش” على مدينة تدمر.
وقال: “إنّ حلفاء الأسد – إيران وروسيا وحزب الله – سيُساندونه مهما طال الأمَد وإنّه لا يمكن أن يكون هناك حلّ لهذه الحرب من دون الأسد وإنّ الوقت قد حان أمام العرب والعالم لتحقيق ذلك”.

الى ذلك، رأى المتحدث باسم البيت الأبيص جوش إيرنست في استيلاء “داعش” على تدمر “انتكاسة” لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، مؤكداً أن أوباما يختلف مع الجمهوريين الذين يدعون لإرسال قوات برية لمحاربة التنظيم.

قبل ذلك كان أوباما يتحدث عن سقوط مدينة الرمادي بأنه “انتكاسة تكتيكية”، لكنه قال في مقابلة نُشرت أمس “لا أعتقد أننا نخسر” الحرب.