Site icon IMLebanon

“عرسال” نحو أزمة وطنية..و”حزب الله”: لن ننتظر طويلاً!

 

ذكرت صحيفة “الجمهورية” أنّ موضوع عرسال سيُشكّل مدخلاً لأزمة وطنية كبرى في حال إصرار “حزب الله” على مواصلة ما بدأه في القلمون باتّجاه عرسال، ولن تنجحَ الحكومة ولا الحوار بالصمود في وجه هذه العاصفة، خصوصاً أنّ ما انطبقَ على “نهر البارد” و”عبرا” و”طرابلس” وسجن رومية من غطاء سنّي لن ينسحبَ على عرسال.
وفي هذا الوقت تتّجه الأنظار إلى كلمة السيد حسن نصرالله غداً في مناسبة عيد التحرير، خصوصاً لجهة ما إذا كان سيتطرَّق إلى موضوع عرسال مجدداً، فضلاً عن مبادرة عون التي كان دعا أمينُ عام “حزب الله” القوى السياسيةَ إلى التجاوب معها.

 

ونَقلت مصادر نيابية عن الرئيس نبيه برّي قولَه في هذا السياق “إنّ الجيش يقوم بمهمّاته في عرسال، ويؤكّد أنّه يُمسِك بزمام الأمور في المنطقة وعينُه عشرة عشرة، ويَبقى علينا أن نتابع موضوع النازحين في عرسال في ضوء ما طُرِح في شأنه على طاولة الحوار في الأسابيع الأخيرة، وإنّني شخصياً أنوي متابعة هذه القضية لإيجاد الحلول المناسبة التي تؤدّي إلى نقل هذا العبء الكبير من النازحين على البلدة لتأمين سلامة عرسال وأهلِها بحِمى الجيش وحماية ظهرِه”.

ولاحظَت المصادر النيابية أنّ كلام الرئيس سعد الحريري عبر “تويتر” عن عرسال، وأنّها “ليست مكسَر عصيان حزب الله” جاءَ بعد 24 ساعة من إثارة باسيل موضوعَ عرسال في مجلس الوزراء، كذلك جاء أيضاً في ضوء بعض الأخبار والتحليلات التي تحدّثَت عن إستكمال معركة القلمون في اتّجاه بلدة عرسال واحتمال إقدام المسلحين على احتلالها كلّياً. عِلماً أنّ كلام باسيل في مجلس الوزراء جاءَ أيضاً في ضوء حديث ومعلومات عن احتمال مهاجمة المسلّحين عرسال واحتلالها.

وفي هذا الإطار نَقلت المصادر عن برّي قوله «إنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة قائمة في كلّ لحظة عندما تكون الأرض محتلة أو مهدَّدة، سواءٌ مِن العدوّ الإسرائيلي أو مِن الإرهاب التكفيري، وهنا لا يبقى مِن مكان للتوصيفات والحديث عن المعادلة الخشبية والحديدية أو التنَكية. فعندما يكون الخطر على البلاد داهماً تصبح هذه المعادلة قائمة تلقائياً.

 

شخصية بارزة في قوى “8 آذار” تؤكّد أنّ “حزب الله” ليس في وارد فتح معركة في عرسال أو معها، لكنّه في الوقت عينه لن يسكتَ على استمرار بقاء البلدة الحدودية وجرودها خارجَ سلطة الدولة.

وتقول: “إستطاعَت الحمايات السياسية، والحملات الإعلامية منعَ الدولة من دخول عرسال منذ العام 2011. وساهمَت الضغوط على القرار السياسي في تحويل عرسال منطقة آمنة يَدخلها المسلّحون متى شاؤوا لتَزَوّد المازوت والمواد الغذائية ولشِراء السلاح وتجنيد المسلّحين”.

وتضيف: “مَضبَطة الاتّهام حيالَ ما شهدَته تلك البلدة طويلة، ليس آخرها ما حصلَ مع النقيب الشهيد بيار بشعلاني، والرقيب الشهيد ابراهيم زهرمان، ولا اجتياح المسلحين البلدةَ في العام الماضي، والهجوم على مواقع الجيش اللبناني، وقتل وجَرح وأَسر عددٍ من عناصرِه وعناصر قوى الأمن الداخلي. كلّ هذا يَبقى ضئيلاً في تصنيف البلدة وتشخيص المخاطر الكامنة داخلها على كلّ الأمن اللبناني”.

وتَلفتُ هذه الشخصية إلى أنّ معظم السيارات المفخّخة التي دخلت إلى لبنان مرَّت عبر عرسال، ولا يزال المسلّحون قادرين على استخدام بعض مخيّمات النازحين للاعتداء على الجيش اللبناني والأراضي اللبنانية. والأمر بسيط جدّاً ولا يحتاج إلى تعقيدات، فلتقُم الدولة بواجبها، وليَسمح البعض للقرار السياسي أن يكون جريئاً، عندها لن يكون “حزب الله” مَعنيّاً بالأمر، وسيكون أوّلَ المرحّبين بقيام الدولة بوظيفتها ودورها في الحفاظ على أمن الحدود”.

وفي هذا السياق، تُعرِب الشخصية نفسُها عن تشاؤمِها حيال تحرير الجيش من الضغوط والمساومات في شأن عرسال وجرودها، الأمر الذي يُذكّر بحقبة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني عام 1978. يومَها تخَلّت الدولة عن واجباتها حيال منطقةٍ لبنانية تعرّضَت للاجتياح، ما اضطرّ أبناء المنطقة لتنظيم أعمال عسكرية بغية تحرير قراهم وبلداتهم ومدنِهم.

وبالتالي يَصحّ هذا المَثل على عرسال، فإمّا أن يسمحَ القرار السياسي للدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية باستعادة هذه المنطقة اللبنانية والسيطرة عليها، وإمّا أن يُنظّم “ابناء المنطقة” الذين ذاقوا الأمَرَّين أعمالاً عسكرية للدفاع عن قراهم.

وتؤكّد الشخصية أنّ “حزب الله” ليس في وارد عملية عسكرية في جرود عرسال الآن. والسبب معروف، وهو يُراعي الحساسيات الكامنة وراء الموضوع، ولكنّه لن يَسمح باستمرار هذه الحالة طويلاً، وسيَنتظر قرار الدولة ومجلس الوزراء قبل أن يبادرَ إلى أيّ موقف في هذا الشأن.