يتحرك عالم الأزياء في اتجاهين جديدين: جعل الملابس التي نرتديها أكثر ملاءمة لأجسادنا، بفضل الانتشار الواسع للأجهزة الذكية المستخدمة كماسحات ضوئية تقوم مقام الخياطين. كذلك إدراجها ضمن مسار المنتجات الذكية، إذ إن الشركات الناشئة والباحثين يحاولون الآن دمج الدارات الإلكترونية وحسّاسات الاستشعار بالأقمشة.
ومن الشركات التي تشق طريقها ضمن هذين المجالين معاً شركة (إس أو إل إس– SOLS).
وهي شركة ناشئة مقرها نيويورك، وتستخدم طابعات ثلاثية الأبعاد في صناعة البطانة الداخلية للأحذية المخصصة حسب طلب الزبون. وفي حين تتراوح كلفة البطانة الداخلية من 300 إلى 700 دولار عند شرائها من الطبيب المختص، تصنعها هذه الشركة مقابل 125 دولار. فيما تسعى مؤسستها (كيغان شاونبيرغ) إلى تخفيض هذا السعر حتى 50 دولار في نهاية المطاف.
وتعمل الشركة حالياً مع حوالى 350 أخصائياً ومقوم عظام، ممن يستخدمون التطبيق الذي أطلقته الشركة لإجراء المسح الضوئي لأقدام مرضاهم، ليتم بعد ذلك طلب البطانة المناسبة وإرسال الصور إلى مقر الشركة في نيويورك، ثم إلى شركة الطباعة ثلاثية الأبعاد في ولاية تكساس لإتمام عملية الإنتاج.
وتقول شاونبيرغ: “إذا فكرت بمجال التصنيع حسب الطلب، ستجد أنه أقل تعقيداً للمصنّع، فهو يُنتج حسب رغبة الفرد ويكون أقل تمحوراً حول الموضة الدارجة.”
فيما تستخدم شركات ناشئة أخرى كاميرات الهواتف كماسحات ضوئية، لتصنيع أحذية خاصة حسب الطلب، ومن هذه الشركات ( فوليومينتال– Volumental) في السويد، والتي تصنع أحذية خاصة من صور المسح الضوئي التي يمكن الحصول عليها في المنزل، باستخدام لوح ذكي أو جهاز حاسوب محمول.
وهناك أيضاً شركة ( ثري أوفر سيفين– Three Over Seven) ومقرها نيوزلندا. وتنتج أحذية الركض الصوفية ( المصنوعة من الصوف) من خلال طباعة صورة كاميرا الهاتف عن طريق تقنية ثلاثية الأبعاد، ومن ثم شحنها إلى الزبون في غضون 24 ساعة.
لكن هذا النوع من الصناعة، يضع الشركات المصنِّعة حسب الطلب مثل شركة “إس أو إل إس” في مأزق مشابه للذي يواجهه مطورو التطبيقات، من حيث مدى الحاجة إلى المزيد من التطوير. وحتى الآن لا يتجاوز عدد زبائن شاونبيرغ بضع آلاف، مع احتمال تزايد قاعدة المستخدمين، فالشركة تتجه نحو بيع الزبائن بشكل مباشر ومن دون تدخل الأطباء.
وتصرح شاونبيرغ بأن فريقها يؤسس علاقات جيدة مع علامات تجارية عدة، بالإضافة إلى أنه في المراحل الأولى من التعاقد مع متجر ( زابوس–Zappos ) المختص ببيع الأحذية والملابس من خلال الإنترنت، والذي تعود ملكيته لشركة أمازون.
كذلك تخطط شركة “إس أو إل إس” التي تمكنت مؤخراً من جمع 11 مليون دولار من الشركات المستثمرة ( فاوندرز فند– Founders Fund ولوكس كابيتال– Lux Capital)، إلى إطلاق تطبيقها الأول الخاص بالمستهلك خلال شهر مايو/ أيار الحالي.
ولعل التحدي الأكبر الذي يواجه هذه الشركة الآن، هو إضافة حساسات الاستشعار إلى البطانات التي تصنعها، مما سيجعل الأحذية “أكثر ذكاء” بكل معنى الكلمة. بينما تتوقع شاونبيرغ بأن تبدأ إدخال هذه التقنية إلى منتجاتها خلال عام واحد.
ويمكن لهذه التقنية أن تكون مفيدة جداً في إعادة التأهيل، كالسماح للأطباء بمراقبة طريقة المرضى في المشي عن كثب، لدراسة إصاباتهم بدقة والمساعدة على تجنب المزيد من المخاطر المحتملة مستقبلاً. تقول شاونبيرغ: “لقد استمعنا لآراء أطباء الجراحة في هذا الشأن، وأكدوا على أنه يمثل فرصة كبيرة”.
أما المستهلكون فيمكن لتدفق البيانات الصادر من أحذيتهم، منحهم تغذية راجعة حول وضعية وقوفهم أو توازنهم. فيما تضيف شاونبيرغ التي ظهرت في قائمة فوربس لأفضل 30 رائداً دون سن الثلاثين هذا العام: “إن الامر لا يتعلق بإحصاء عدد السعرات الحرارية فقط بل بوضعية الجسم أيضاً، ومراقبة كيفية الجري”.