هل تخيلتم يوماً ما عالماً خاصاً بالرجال فقط، فيه كل ما قد يحتاج الرجل إليه، كل ما يهواه، وكل ما يحلم باقتنائه؟
ثلاث نساء علمن ما يجول في بال كل رجل وبنوا له عالماً فيه يخوت، سيارات، دراجات نارية، أدوات إلكترونية، ثياب، مستحضرات تجميل خاصة به، مجوهرات، أدوات صيد، أدوات طبية إلخ. ففي عالمٍ تتسلط فيه الأضواء على المرأة في كل ما يختص بالتجميل، الموضة، الثياب، والمقتنيات التي تحتاج لها، جاء معرض «Men’s world 2015» وللسنة الاولى ليكسر القاعدة ويؤكد أن للرجل أيضاً مساحة في هذه الشؤون.
في الهواء الطلق، الى جانب البحر في مجمع المارينا انطلق أمس الأول هذا المعرض ويستمر حتى الأحد برعاية «وزير السياحة» ميشال فرعون. على مساحة 3500 متر مربع تتوزع 80 شركة لتعرض ما هي مختصة فيه، بدءاً من السيارات الى الزوارق والمنتجات الخاصة بالطيران والملاحة الى الدراجات النارية، الى جانب أحدث المنتجات في عالم الاتصالات والتكنولوجيا، ناهيك عن خيارات واسعة من المنتجات المعدنية وأحواض السباحة والأدوات الرياضية والمعدات الخاصة بالصيد، وصولاً الى المنتجات الصحية وأدوات العناية الشخصية للرجل والألبسة والهدايا والساعات والأكسسوارات. كما يشارك في المعرض مصارف ومؤسسات تطوير عقارية وشركات تأمين وسياحة وسفر. ويمكن للزوار أخذ استراحة في المقاهي التي تتوزع على المعرض.
«لينا الحاج»، «جويل غنام» و«بريجيت خوري» هن المنظمات للمعرض تحت إدارة شركة «FEW»، لحرصهن على الاهتمام بالرجل العصري وتأمين حاجاته، فتشير بريجيت خوري في حديثٍ خاص لـ«الديار»، الى أن «فكرة المعرض تراودنا منذ سنوات ولكننا كنا مترددين بسبب الأوضاع الاقتصادية، وشهد لبنان معارض لليخوت وأخرى للسيارات أو للدراجات النارية أو غيرها، فتساءلنا لم لا يأخذ الرجل حصة من المعارض، فغالباً ما نسمع عن معارض خاصة بالمرأة، ومن هنا انطلقت فكرتنا، فالرجل يتمتع بقدرة شرائية عالية وهناك أمور يستهويها وهي تدعى «ألعاب الرجل الكبيرة» كاليخوت والسيارات، فقررنا تنظيم معرض يحتوي على كل ما يخصه ويشكل جزءاً من اهتمامه»، مشددةً على أن «إقبال الشركات على المشاركة كان مرتفعاً وفي كل مرة طرحنا فكرة المعرض على إحدى الشركات العارضة كان الجواب يأتينا ايجابياً، فالفكرة استقطبت كل من لديه أمور يعرضها على الرجل، ومن تردد في المشاركة كان بسبب الوضع الاقتصادي أو بسبب ضعف ميزانيته المالية، ولكن بفضل مشاركة الشركات الكبرى أكانت للسيارات أو الدراجات النارية أو حتى الطبية منها، والتي تقدم مروحة خدمات تجميلية للرجل الذي يزداد اهتمامه بشكله يوماً بعد آخر، يمكننا اعتبار أن هذا المعرض ناجح».
وأبدت خوري تفاؤلاً من ناحية قصد الناس لهذا المعرض موضحةً «أننا نستهدف كل الأعمار فيه، بدءاً من الـ20 وما فوق، فلكل عمر يوجد ما قد يهمه، ولا يمكننا تحديد المنتجات التي تستقطب العدد الأكبر من الرجال فهذا يعود لحاجة كل منهم».
وعن الوجود اللافت للنساء في المعرض، تساءلت خوري «عما يساويه عالم الرجال من دون المرأة؟ والدليل أن إعلان المعرض هو كناية عن امرأة ترتدي ملابس رجل فهي تشكل جزءاً أساسياً من عالمه، والعديد من الرجال يشترون سيارات لنسائهم، حتى أن المرأة دخلت عالم الدراجات النارية، هي تختار له ملابسه في بعض الأحيان كذلك، أي أن رأيها له أهمية في ما قد يشتريه الرجل»، موضحةً أن «هذا المعرض سيكون خطوة أولى لمعارض مستقبلية والتي ستكون عالمية أي أنها ستأتي بشركاتٍ أجنبية كذلك، أما هذه السنة فالوقت غدرنا، إذ أن هكذا معرضاً يحتاج لسنة تحضيرات ونحن جهزناه في ثلاثة أشهر وهذا إنجازاً بحد ذاته».
} ثلاث نساء }
عن سبب قيام ثلاث نساء بتنظيم معرض خاص بالرجال وعن كيفية إدراكهن لاهتماماته، أجابت خوري «لايوجد من يعرف اهتمامات الرجل أكثر من المرأة»، كاشفةً عن «إضاءتنا في افتتاح المعرض على قضية مهمة جداً، فصودف أنه قبل يوم من الافتتاح هزت لبنان جريمة قتل زوج لزوجته، لذلك دعمنا جمعية «كفى» وأعطينا لكل رجل يدخل المعرض شريطة بيضاء للتنديد بالعنف ضد المرأة».
وختمت قائلةً أنه «بالرغم من الوضع الاقتصادي السيء وبرغم عدم وجود رئيس للجمهورية، تحدينا الصعوبات لنثبت كم أن إرادة حياة الشعب اللبناني قوية، إضافة الى ايمان الشركات العارضة بلبنان، فهي أيضاً بمشاركتها تسجل موقفاً للتحدي، إذ أنها إضافة لتكبدها تكاليف المشاركة، تدفع للموظفين ولزينة المكان الخاص فيها في المعرض، فلن تفعل ذلك لولا إيمانها بالنتيجة التي نتمنى أن تحمل كل خير».