اتسم الكلام الذي نسب الى الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في شأن التلويح بامكان اعلان التعبئة العامة “على كل الناس” بخطورة استثنائية أطلقت العنان للاجتهادات والتفسيرات السياسية والامنية المختلفة حيال الدوافع التي أملت على السيد نصرالله هذا الموقف، مما لا يترك مجالا على الاقل في الظن ان تطورات شديدة الجسامة حصلت على ارض الميادين التي يخوض عليها “حزب الله” معاركه في سوريا خصوصا عقب الانسحابات المفاجئة لقوات النظام السوري من مناطق استراتيجية.
لكن البعد الداخلي لهذا الموقف بدأ ينذر بمزيد من الاحتدام السياسي باعتبار ان قوى “١٤ آذار” تحديدا، ووفق مصادر بارزة فيها تحدثت الى ” النهار”، نبهت الى خطورة هذا الاتجاه الجديد لدى الحزب الذي رأت فيه امعانا في مصادرة قرار السلم والحرب العائد للدولة وتحديدا لمجلسي الوزراء والنواب محذرة من ان يكون الحزب في وارد التهويل على الجميع لحمل الحكومة على الانصياع للضغط الذي بدأ يمارس عليها في الايام الاخيرة لحملها على اتخاذ قرار سياسي يزج بالجيش في معركة استباقية في جرود عرسال وعرسال.
وقالت: “ان المعطيات الميدانية المتصلة بالمعارك في سوريا والعراق والانهيارات الحاصلة امام تقدم تنظيم داعش تظهر ان المنطقة دخلت مقلبا جديدا غير مسبوق في خطورته لكن ذلك يستدعي في لبنان أقصى درجات الحكمة وعدم اقحام لبنان في مغامرات مخيفة خصوصا متى كانت إيحاءات بعض المواقف التي يعلنها الحزب تترك انطباعات بان مناخا انقلابيا قد يكون على الأبواب. وهو الامر الذي يستدعي من الحزب توضيح مقاصده وما اذا كان يعتزم المضي في خطوات أحادية من دون الأخذ في الاعتبار مواقف المؤسسات الدستورية وحتى العسكرية والامنية والقوى السياسية الاخرى مع ما ترتبه من خطورة عالية”.
وفي ايّ حال، تنتظر الاوساط السياسية على اختلافها الكلمة التي سيلقيها عصر اليوم الاحد السيد حسن نصرالله من ساحة النبطية في الذكرى الـ١٥ لتحرير الجنوب والتي قد تضيء بوضوح على الاتجاهات المقبلة للحزب خصوصا بعدما اصدر الحزب مساء امس بيانا قال فيه ان بعض ما نشر على مواقع التواصل وبعض الصحف عن حديث نصرالله جاء مجتزأ ويخرج عن السياق الطبيعي للخطاب .