Site icon IMLebanon

الملف اللبناني في طريق مسدود.. إلى ما بعد “النووي”

 

ثريا شاهين – جريدة المستقبل

 

هل من اهتمامات دولية خاصة بالملف الرئاسي اللبناني مع اقتراب موعد الاستحقاق الدولي الإيراني في 30 حزيران المقبل، بتوقيع الاتفاق وما سيلي ذلك من التحضير للحوار حول ملفات المنطقة؟

على الصعيد الفرنسي، تكشف مصادر ديبلوماسية غربية أن ليس هناك من تحرّك فرنسي محدّد في المرحلة الراهنة حول الملف الرئاسي. مع أنّ هذا الملف يشكّل أهمية لدى باريس، وهي ترغب بحصول الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت.

وتشير المصادر إلى أنّ فرنسا ربما تفكر في طريقة جديدة في مساعدة لبنان على الوصول إلى انتخاب رئيس من دون أن تتدخّل مباشرة في المسألة. والطريقة تبدو غير واضحة المعالم. وقد تلجأ باريس إلى تغيير شكل المهمة وكيفية مقاربة الملف من جديد، بعدما كانت خصّصت سابقاً للمهمة موفداً ديبلوماسياً من قصر الاليزيه، ولم ينتج عن تحرّكه أي تقدّم على الرغم من الجهود الاقليمية التي بذلها.

فرنسا تُعدّ متخصّصة بالشأن اللبناني وهي أول مَن يبذل جهوداً لتذليل العقبات التي تواجه مسائل لبنانية داخلية، لا سيما إذا كانت في مستوى ملف رئاسة الجمهورية. ولدى باريس نيّة لمساعدة لبنان، إنّما من غير الواضح السبل الآيلة إلى ذلك. ومن المؤكّد أنّه إذا حظي لبنان بأولوية دولية من بين الأولويات المطروحة، فيمكن أن يتحرّك الملف الرئاسي دولياً، بعد توقيع الاتفاق الدولي المنتظر مع إيران. أما إذا تأكد أنّه لم يحظَ بأولوية، فإنّ الوضع اللبناني يجب أن ينتظر مرحلة بعد من غير المعروف مداها.

على أن أيّ تحرك فرنسي محتمل يحظى دائماً بغطاء أميركي.

أمّا روسيا الاتحادية، فهي أيضاً تعير اهتماماً لموضوع الرئاسة، وهي تشدد، وفقاً لمصادر قريبة من موسكو على أنّ إنجاز الاستحقاق هو السبيل الوحيد أمام الاستقرار والسلم واستقامة الحياة الدستورية. وموسكو تقوم بنشاط مع كل الدول المهتمة بالرئاسة غرباً وإيرانياً، لإيجاد الحل في هذا الموضوع. وليس هناك من طرف يستطيع وحده إيجاد حل، إنّما هذه المسألة هي كناية عن تضافر جهود اقليمية دولية، بما فيها واشنطن وباريس والخليج وإيران والفاتيكان، تساهم كلها في الحلحلة.

على خط موازٍ، كان اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، مهماً، وفق مصادر ديبلوماسية، من حيث انه كسر الجليد في العلاقات بين الطرفين والذي ساد طوال الاشهر الماضية. وجرى بحث كل القضايا العالقة لا سيما في الشرق الأوسط، وحلّ هذه القضايا يحتاج إلى تعاون أميركي روسي، جرى الاتفاق على إعادة العمل به بعد التشنّج الذي ساد. وزار مسؤولون أميركيون من وزارة الخارجية مطلع هذا الأسبوع مسؤولين روساً في الخارجية وبحثوا سلة متكاملة من الملفات في المنطقة، وإعادة التنسيق بين الطرفين من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الحلحلة في هذه الملفات ومن بينها الملف الرئاسي اللبناني.

ذلك أنه كلما اقترب استحقاق 30 حزيران على المستوى الغربي الإيراني، كلما جرت إعادة العمل بالأخذ والردّ، من الدول الكبرى حول المنطقة وملفات دولية أخرى. إذ ان بعد التوقيع على الاتفاق بين الغرب وإيران، بحسب ما هو متوقع، ستبدأ ملامح التسوية الدولية بالتبلور.

أي ان الحوار الأميركي الإيراني من جهة، والأميركي الروسي من جهة ثانية، سيؤسسان لمرحلة جديدة من مقاربة الملفات العالقة، ما ينعكس على لبنان، لأنّ أية تسويات ستطال كل الملفات. وكشفت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع ان الحوار الأميركي الروسي بدأ بإيجابية كبيرة، وهناك اصداء مهمة حوله، يؤمل في أن يأتي بنتائج على المنطقة. على أن الملف اللبناني حتى الآن لا يزال أمام طريق مسدود داخلياً وخارجياً. ويلزم الجهود الدولية على المستويين الأميركي الإيراني، والأميركي الروسي، جهود على المستوى الخليجي الإيراني، لا سيما وأنّ لبنان يتأثر جداً بالتعقيدات التي تحيط بهذه العلاقات.

باتت كل ملفات المنطقة ومن بينها لبنان مرتبطة باستحقاق 30 حزيران المقبل. والقوى الدولية لا ترغب في تسجيل اختراق في أي اتجاه إلا بعد هذا التاريخ. وبالتالي، ان توقيع الاتفاق الغربي مع إيران حول برنامجها النووي سيُدخل المنطقة برمّتها في التحضير لانتاج حلول وسط معينة، لأن الحوار الغربي الأميركي حولها بات مسألة أكيدة بعد التوقيع.