أطلق رئيس اتحاد غرفة التجارة الصناعة والزراعة في لبنان رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، نداء للقوى السياسية، دعاهم فيه الى تحمل مسؤولياتها التاريخية، لـ«انقاذ البلد الذي بات على شفير الانهيار على المستويات كافة، لا سيما اقتصاديا واجتماعيا»، معتبرا ان «الخلاص الوحيد يتمثل الآن بالاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية يعيد الثقة بلبنان في الداخل والخارج».
كلام شقير جاء خلال جولة له أمس، في اسواق المتن الشمالي، يرافقه نائبا رئيس الغرفة غابي تامر ونبيل فهد، بدعوة من رئيس اتحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل، للاطلاع على اوضاع المنطقة التجارية وللوقوف الى جانب التجار ومساندتهم لتمرير هذه المرحلة الصعبة.
المحطة الاولى في الجولة، كانت في برج حمود، حيث زار شقير بلديتها، وكان في استقباله رئيس البلدية انترانيك مصرليان واعضاء المجلس البلدي والهيئة الادارية لجمعية تجار برج حمود برئاسة بول ايانيان.
وعقد للغاية اجتماع تم خلاله عرض اوضاع منطقة برج حمود الاقتصادية والانمائية والسبل الكفيلة في دعم صمود التجار في ظل التباطؤ الاقتصادي الذي يشل البلاد.
بداية، رحب رئيس البلدية بشقير والوفد المرافق، ثم تحدث ايانيان، مشيدا بمواقف شقير التي «تعبر أفضل تعبير عن كل التجار في البلد».
من جهته، أكد الجميل الشراكة الاستراتيجية بين اتحاد تجار جبل لبنان وغرفة بيروت وجبل لبنان والتي هي «شراكة من أجل الدفاع عن الاقتصاد الوطني، والعمل على النهوض بمؤسساتنا الاقتصادية، وكذلك من أجل انماء منطقة جبل لبنان ورفع شأن تجارها».
أما شقير، فقال «ان زيارتنا اليوم تهدف بالدرجة الاولى لنكون سويا جنبا الى جنب في ظل الاوضاع الصعبة التي تمر فيها كل القطاعات الاقتصادية خصوصا القطاع التجاري الذي تراجعت اعماله بشكل كبير في السنوات الاربع الماضية»، معتبرا ان «الازمة طالت وهي مستمرة بشكل متواصل منذ العام 2011 من دون ان يكون لدينا اي متسع لالتقاط الانفاس». وتابع «الاعمال على الانخفاض، وانتم تعلمون ان الحركة التجارية انخفضت بمعدل فاق الـ20 في المئة سنويا خلال الاربع سنوات الماضية، ما يعني اننا بتنا عند الحدود الدنيا، ولا يمكن القطاعات الاقتصادية على اختلافها خصوصا القطاع التجاري تحمل المزيد». واشار الى «اننا على ابواب موسم الصيف، لكن يبدو ان الآمال المعقودة عليه لأخذ جرعة اوكسيجين تقي المؤسسات شر السقوط ستبقى بعيدة المنال، في ظل كل الاوضاع الامنية والازمة السياسية التي تمر فيها البلاد، وفي مقدمتها الفراغ المدوي في رئاسة الجمهورية».
وقال «منذ يومين انهينا زيارة قمنا بها الى كل من الدوحة وأبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان، فعلا انها زيارة ناجحة بكل المقاييس حيث تمكنا من اعادة الحرارة الى العلاقات معهم، ووضعنا خارطة طريق سنتابعها سويا لتطوير علاقتنا الاقتصادية الى مستويات جديدة».
وناشد شقير «القوى السياسية بتحمل مسؤولياتها التاريخية، فالبلد على شفير الانهيار، واقول لهم: أسرعوا بانتخاب رئيس الجمهورية، رئيس يعيد الهيبة للدولة، ويعيد المؤسسات الدستورية الى عملها الطبيعي، ويعيد الثقة بلبنان في الداخل والخارج». وخاطب شقير تجار برج حمود، قائلا «انا اليوم بينكم في برج حمود، هذه المنطقة العزيزة المبدعة التي يفتخر بها كل لبناني، لاقول لكم انني معكم وسأبقى على الدوام الى جانبكم، وان غرفة بيروت وجبل لبنان ستكون على الدوام في خدمتكم».
وطرح شقير خلال اللقاء انشاء فرع لمركز التدريب على سلامة الغذاء التابع لغرفة بيروت وجبل لبنان في برج حمود بالتعاون مع بلديتها لتدريب كل العاملين في مجال الغذاء في هذه المنطقة. وابدى رئيس البلدية ترحيبه بالفكرة. واتفق الجانبان على التواصل لافتتاح المركز خلال اسبوعين على ابعد تقدير.
ثم قام الجميع بجولة ميدانية في اسواق برج حمود، حيث التقى شقير عددا كبيرا من تجار المنطقة، واطلع منهم على اوضاعهم ومطالبهم.
بعد ذلك، انتقل شقير والوفد المرافق، والجميل، الى الزلقا، حيث عقد اجتماعا في مركز جمعية تجار الزلقا بمشاركة الهيئة الادارية للجمعية برئاسة السمراني، ورئيس بلدية الزلقا ميشال عساف المر، ونائب رئيس البلدية جان ابو جودة وحشد من التجار.
بداية رحب سمراني بشقير والوفد المرافق وبالجميل. اما المر، فرحب بشقير في منطقته وبين أهله، مؤكدا التعاون لما يخدم انماء المنطقة ومصلحة تجارها.
الجميل بدوره، أكد ان المؤسسات التجارية تعاني اليوم أوضاعا صعبة للغاية، محذرا من اقفال الكثير منها في حال استمرت الاوضاع بالبلد على ما هي عليه.
ثم تحدث شقير، فشدد على ضرورة «ان نتعاون ونتكاتف جميعا للدفاع عن الاقتصاد الوطني والمؤسسات الخاصة التي تتعرض لضغوط كبيرة غير معهودة». وأبدى أسفه الشديد لمرور سنة على الفراغ في سدة الرئاسة «رمز البلاد»، فيما القيادات السياسية لا تزال «تفتش عن جنس الملائكة». وكرر دعوته للاسراع بانتخاب الرئيس، واعادة الحياة للمؤسسات الدستورية، وقال «خلال زيارتنا الى دول الخليج والاجتماعات التي عقدناها مع الوزارات والمؤسسات الاقتصادية، رأينا التطور الكبير الذي تم تحقيقه في هذه الدول، فيما بلدنا يتراجع ويخسر كثيرا من قدراته التنافسية». وقال «يجب الا نيأس، وان نبقى مؤمنين بلبنان، وان نصمد ونكون سويا لتمرير هذه المرحلة الصعبة».
وبعدما طرح شقير، انشاء فرع لمركز التدريب على سلامة الغذاء التابع لغرفة بيروت وجبل لبنان في الزلقا بالتعاون مع بلديتها لتدريب كل العاملين في مجال الغذاء في هذه المنطقة، ابدى رئيس البلدية ترحيبه بالفكرة. واتفق الجانبان على التواصل لافتتاح المركز في القريب العاجل.
بعدها جال الجميع في سوق الزلقا، والتقى شقير تجار السوق واطلع على اوضاعهم واستمع الى مشكلاتهم ومطالبهم، مؤكدا الوقوف الى جانبهم ووضعهم امكانيات الغرفة بتصرفهم.