أسدل أمس الأحد الستار على النسخة الـ68 من مهرجان كان السينمائي الدولي، أضخم وأشهر ملتقى سينمائي في العالم، والذي تستضيفه فرنسا.
وحظي المخرج الفرنسي جاك أوديارد بـ”السعفة الذهبية”، وهي كبرى جوائز “كان” عن فيلمه “ديفان” أو “Dheepan”، في حين تمكن اللبناني إيلي داغر من حصد السعفة الذهبية للفيلم القصير، وهي الجائزة الوحيدة التي حظي بها العرب في الدورة الـ68 من المهرجان، الذي اختتم فعالياته مساء أمس الأحد.
الأفلام الفائزة
و”موج 98″ العربي، الذي فاز بالسعفة الذهبية للفيلم القصير، هو فيلم صور متحركة للبناني إيلي داغر، ويروي قصة الشاب عمر الذي يشعر بالملل في بيروت ويخوض مغامرة غريبة.
ويدور فيلم “ديفان” الذي فاز بالجائزة الكبرى، وهو الفيلم السابع لمخرجه، حول محارب من التاميل في سريلانكا يقرر ترك الحرب والهروب إلى فرنسا، ويفر مع امرأة وطفلة ويبدأ حياته من الصفر بالحصول على عمل ومنزل، ويكتشف أن الحياة من دون قتال تحتاج إلى روح مقاتل أيضاً.
وفاز المخرج التايواني هو هسياو هسين بجائزة أحسن مخرج عن فيلم “القتلة المأجورين” أو “The Assassin”، وقدم هسين البطل التقليدي الصيني كما صوره الأدب الشعبي الصيني.
أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فكانت من نصيب فيلم “الجراد” أو ” The Lobster” للمخرج اليوناني يورغوس لانتيموس.
وقال المخرج الفائز بعد تسلمه الجائزة من الممثلة الفرنسية لاتيستا كاستا: “أود أن أشكر لجنة التحكيم وتييري فريمو، مدير المهرجان، على اختيارهم هذا الفيلم. وشكري أيضاً إلى كل الذين ساعدوني على إنتاج هذا الفيلم بالإضافة إلى كل الممثلين الذين فهموا نصه الصعب”.
وذهبت جائزة أفضل سيناريو إلى المكسيكي ميشال فرنكو لفيلمه “مزمن” أو “Chronic” الذي قال: “هذا الفيلم أبصر النور في كان منذ ثلاثة أعوام، عندما سلمني الجائزة تيم روث، وتحدثنا عن القيام بفيلم معاً وها هو Chronic”.
وحازت على جائزة أفضل ممثلة، الممثلة الأميركية روني مارا عن دورها في فيلم ” كارول ” أو “Carol ” إخراج تود هاينس، مناصفة مع الممثلة والمخرجة الفرنسية إيمانويل بيركوت.
وتسلم المخرج توود هاينس من يد الممثل الفرنسي، الطاهر رحيم، جائزة “أفضل ممثلة” عن مارا قائلاً: “باسم روني مارا أتوجه بالشكر لكم. أعتبر نفسي مخرجاً صاحب امتياز في تعاوني مع ممثلات على غرار روني”.
كما حصلت على الجائزة نفسها مناصفة مع روني مارا الممثلة والمخرجة الفرنسية إيمانويل بيركوت عن فيلم “ملكي” أو “mon roi”، وهي نفسها مخرجة فيلم الافتتاح “مرفوع الرأس”.
وفاز الفرنسي فينسان لاندون بجائزة “أفضل ممثل” عن دوره في فيلم “قانون السوق” لستيفان بريزيه. وقال لاندون عند تسلمه الجائزة: “هذه أول مرة في حياتي أحصل فيها على جائزة”.
وكان لاندون لم يظهر في “كان” منذ 2011 حين أدى دور رئيس حكومة، بين الحقيقة والخيال، في فيلم “الأب” لآلان كافالييه.
وعاد هذه السنة إلى المهرجان في دور عاطل عن العمل، في الأربعين من العمر، أمام خيار أخلاقي صعب ترغمه عليه الماكينة الرأسمالية.
وحصل على جائزة الكاميرا الذهبية فيلم “الأرض والظل” أو “La Tierra y l Sombra” إخراج سيزار أوغيستو أسيفيدو.
وبعد تسلمه الجائزة من يد الممثلة سابين آزيما، رئيسة لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية، بحضور الممثل جون سي ريلي الذي سبق أن مثل في “I’m just a gigolo”، قال أسيفيدو: “إنه لشرف كبير، وأهدي هذه الجائزة إلى جميع الفلاحين في كولومبيا، فهم أبطال ذلك البلد، وأطمئنهم بأنهم ليسوا وحدهم”.
– غرائب النسخة الـ68
ومن طرائف النسخة التي اختتمت للتو فعالياتها من مهرجان كان، أنه كان لطيفاً أن طلبت إدارة المهرجان من النجوم الحدّ والتقليل من صور “السيلفي”، لكونها “تؤخر البرنامج”.
كما كان لافتاً، حدوث “شوشرة” في المهرجان عقب دخول بعض النجمات بأحذية عادية، وهو ما اعترضت عليه لجنة السجادة الحمراء طالبة الدخول بـ”الكعب العالي”، وهو ما اعتبرته بعض النجمات يخالف “المساواة بين الجنسين”، وما دفع بعض النجوم الرجال إلى التهديد بلبس الكعب العالي تضامناً مع النساء المرتديات للكعب العادي.
يشار أيضاً إلى أنه ولأول مرة يبدأ المهرجان بعرض فيلم من إخراج امرأة، وهو فيلم (لا تيت أوت) للمخرجة إيمانويل بيركو، وبطولة الممثلة الفرنسية كاترين دينوف.
وفي الملصق الدعائي الرسمي للدورة الحالية، كرم المهرجان الممثلة السويدية إنغريد برغمان بحمل صورتها؛ وذلك تخليداً لذكرى الفنانة الراحلة التي كانت إحدى أشهر الممثلات في العصر الذهبي لهوليوود بأفلام مثل (كازابلانكا) و(سبيل بوند).