يجتمع خبراء صناعة الطيران العالميون في أبوظبي في القمة العالمية الثالثة لصناعة الطيران لمناقشة أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الطائرات بدون طير ودورها المستقبلي.
وتعرف الطائرات بدون طيار بأنها أنظمة طائرة يمكن برمجتها مسبقاً للقيام بمهام محددة، مع مستوى متقدم من التسيير الذاتي، تحت إشراف وتحكم فريق بشري ضمن غرفة العمليات. وتمثل هذه الطائرات خطوة كبيرة في التكامل بين أنظمة الكمبيوتر والحساسات والبرمجيات والأنظمة الميكانيكية. ويمكن لهذه الأنظمة المتحركة الانتقال جواً أو براً أو بحراً، وتشمل قائمة التطبيقات المحتملة لها النشاطات الإنسانية والبيئية والعسكرية.
واستُخدِمت الطائرات بدون طيار في مراحلها الأولى لتوصيل الطرود وصناعة الأفلام وغيرها من التطبيقات المدنية، ويتوقع لهذه التطبيقات أن تتوسع بشكل كبير في السنوات القادمة. وتتوفر اليوم مجموعة واسعة جداً من هذه الأنظمة، وتتمتع بمزايا متقدمة مثل الاكتشاف والتصنيف وجمع العينات والتحضير للمهام والمراقبة وغير ذلك.
ومع التطور الكبير الذي تشهده تكنولوجيا الطيران اليوم، يمكن للإمارات العربية المتحدة توظيف قطاع الطائرات بدون طيار بشكل فعال للاستخدامات المدنية. وتعكف بعض الهيئات الحكومية الإماراتية اليوم على دراسة إدخال هذه الأنظمة في الخدمة لتحقيق أهدافها ومسؤولياتها. وعلى الرغم من أن الحكومة الإماراتية قد قالت بأن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار تمثل مجالاً هاماً بالنسبة إليها على مستوى البحث والاستثمار، إلا أنها كشفت أيضاً عن مخاوف مرتبطة بإسائة استخدام هذه التكنولوجيا.
وكانت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي قد منعت بيع الطائرات بدون طيار التجارية بدوافع تتعلق بأمن الطيران وسلامة العاملين فيه، وكذلك بالحفاظ على خصوصية أفراد المجتمع. وأقدمت هيئة دبي للطيران المدني على خطوة مماثلة أيضاً في مرسوم يحدد الاستخدام المسؤول للطائرات بدون طيار والمفرقعات النارية وعروض الليزر وحزم الضوء المركز، والذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وفي يناير من العام 2015، تسببت طائرة بدون طيار للاستخدامات التجارية بتشويش جدي في مطار دبي الدولي، حيث اضطرت السلطات إلى إيقاف حركة الملاحة في المطار بشكل كامل لمدة 55 دقيقة بعد اكتشاف طائرة بدون طيار تعترض مسار الطائرات التجارية. وبعد هذه الحادثة، أصدرت السلطات الإماراتية قوانين جديدة تنظم استخدام الطائرات بدون طيار للأغراض التجارية. ووفقاً لهذه القوانين، يمنع استخدام الطائرات بدون طيار للأغراض التجارية أو الترفيهية دون الحصول على إذن مسبق من الهيئة العامة للطيران المدني بالإمارات.
ويمكن للطائرات بدون طيار أن تلعب دوراً إيجابياً في الاستخدامات العسكرية، حيث يمكن أن تسهم في تعزيز الفعالية وتقليل التكاليف وحتى التعامل مع المخاطر خلال المهام الخاصة. ونظراً لكون الطائرة بدون طيار فهي تسهم في تقليص الخطر على العسكريين في الحالات الحرجة، كما يمكن لها توفير إمكانية الوصول إلى المعلومات بسهولة ومراقبة المهام من مسافة آمنة.
وكمثال حي من القطاع، يمكن النظر إلى خبرة شركة ’تكسترون سيستمز‘ في مجال الطائرات بدون طيار على مدار العقود الماضية، والتي لا تنحصر في مجال تصميم هذه الطائرات وتصنيعها وحسب، بل تتعدى ذلك إلى مهام تدريب الفرق العسكرية وإطلاق الطائرات وتشغيلها وصيانتها للاستخدامات العسكرية والمدنية في جميع أرجاء العالم.