أكدت مصادر مطلعة أن تهديدات امين عام “حزب الله” حسن نصر الله الأخيرة التي تعمد الحزب تسريبها لصحافته لا تكمن خطورتها بالتحشيد المذهبي لشيعة لبنان فقط، وتخوين الخارجين عليه من أبناء الطائفة ونُخبتها، بل تتعداه إلى ما تحمله من رسائل اقليمية مُتزامنة مع تطورات عسكرية، على طرفي الحدود العراقية – السورية، موجهة مُباشرة إلى التحالف العربي بقيادة السعودية، مفادها استعداد الحزب لإسقاط المظلة الإقليمية – الدولية، التي تحمي السلم الأهلي في لبنان، ما يعني زجه في أتون المواجهة الإقليمية الدائرة مع إيران.
ونقل موقع “أورينت” الالكتروني السوري المعارض عن المصادر قولها، ان تلك المواجهة، لن تكون على حقيقتها الواضحة، أي “قومية” بين العرب وإيران، بل ستكون حرباً مذهبية “حتى النهاية”، تنتشر في أنحاء المنطقة العربية، وتطال مكوناتها الدينية والعرقية كافة، كما أنها ستكون حرباً بالوكالة عن إيران “وقودها” الشيعة العرب، إلا إذا اضطرت طهران للتدخل العسكري المباشر، تحت ذريعة حماية “الأقلية” الشيعية العربية.
واضافت ان زيارة علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الايراني علي خامنئي إلى بيروت، الأسبوع الماضي، لم تكن عادية، إذ يُعتبر مستشاراً شبه وحيد لخامنئي، من بين آلاف يحملون تسمية مستشار، فضلاً عن كونه “ناقل” رغبات المرشد، وأوامره الشخصية، ما يعني أن نصر الله، الذي تلقى أوامر “الولي الفقيه”، من ولايتي، هو الناطق “العربي” غير الرسمي بلسان خامنئي، وأخطر “أدواته” بالمنطقة.
وأكدت المصادر أن المخطط الإيراني دخل حيز التنفيذ فعلاً، حيث تزامنت زيارة ولايتي لبيروت، مع السقوط الدراماتيكي المفاجئ لمدينة الرمادي، عاصمة الأنبار، بعد انسحاب “مشبوه” للجيش العراقي، ثم سقوط مدينة تدمر عشية مغادرة ولايتي دمشق، تلاها تصريحات نصر الله بـ”يوم الجريح”، بعدها “مُصادفة” التفجير الإرهابي بمسجد للشيعة في القديح السعودية. كل ذلك، يؤكد تلويح إيران للتحالف العربي بقيادة السعودية، باستعدادها لإشعال حرب مذهبية، لا تستثني مجتمعات تلك الدول، فضلاً عن استمرار اشعال الحرائق “بخواصر” أمنها القومي، في اليمن والعراق وسورية وصولاً إلى الأردن.
واضافت المصادر ان إيران تُدرك عجزها عسكرياً ومالياً عن المواجهة المُباشرة مع التحالف العربي، المدعوم اقليمياً ودولياً، لذلك اختارت المُضي بسياسة تعميم الفوضى وتوحيد جبهاتها من خلال وكلائها خارج حدودها، بالمقام الأول، لكن من دون اغفال أن قواعد اللعبة الجديدة، التي فرضتها “عاصفة الحزم” لن توفر بدورها، نقل الفوضى إلى الداخل الإيراني، أو التحفز أكثر للصدام العسكري المباشر مع طهران.