كشفت أوساط شيعية موثوقة معارضة لـ”حزب الله” في بيروت، عن أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله “أطلق منذ الخامس من الشهر الجاري النفير العام الذي أسماه في خطابه الاخير “التعبئة العامة” لمحاربة “التكفيريين”، داعياً كل مشارب الشعب اللبناني السياسية والطائفية الى الالتحاق بهذه التعبئة، وواضعاً خريطة الطريق لحرب داخلية شيعية يعتقد انها قادرة على تغيير وجه لبنان وتحويله نهائياً إلى القاعدة الاولى المتقدمة لإيران في الشرق الاوسط باتجاه اسرائيل والمتوسط”.
وقالت الأوساط الشيعية لصحيفة “السياسة” الكويتية ان نصرالله أبلغ مستشار علي خامنئي الذي زار لبنان، الأسبوع الماضي، أنه “لم تعد مستحيلة السيطرة على مفاصل الدولة اللبنانية بالقوة والسلاح، خصوصاً أنه “ضامن” حيادية الجيش اللبناني الذي يدرك قائده العماد جان قهوجي وقياداته الاخرى انه سيصاب بشبه دمار كامل وبالتحلل والانشقاق، إذا دخل في حرب مع “حزب الله” و”حركة أمل” والأحزاب والتنظيمات الملحقة بالاستخبارات السورية والايرانية، كما أن نصرالله ضامن أيضاً عدم أهلية الشارع السني في بيروت وصيدا والبقاع وطرابلس وعكار في دخول حرب داخلية جديدة بوجود قوة “حزب الله” الصاروخية خصوصاً، كما انه قادر على تدمير المناطق المسيحية في الجبل والساحل اللبنانيين الغربيين، ثم احتلال معظمها بعد إحداث خراب هائل فيها, وفتح طريق البحر والجو لسفر المسيحيين الى الخارج”.
وكشفت الأوساط أن نصرالله أبلغ في اجتماع عقده لفاعلياته السياسية والعسكرية في ضاحية بيروت الجنوبية قبل أسبوعين، “أن 150 دبابة سورية تقف على حدود لبنان الشمالية بانتظار الأوامر للانضمام الى قوات “حزب الله” داخل لبنان، فيما سيدعمه بشار الاسد بسلاحه الجوي أيضاً على امتداد الاجواء اللبنانية، مع إدراكهما العميق أن العالم لن يحرك ساكنا لإنقاذ “الديمقراطية اللبنانية الوحيدة في المنطقة”، كما أن آلافاً من المتطوعين الايرانيين الموجودين داخل سورية والعراق، سيستديرون نحو لبنان للقضاء على معارضي دويلة حسن نصرالله والولي الفقيه”.
وأكدت الأوساط أن نصرالله “ناقش مع قياداته العسكرية والسياسية والامنية حجم القوتين السنية والمسيحية على الساحة اللبنانية، معرباً عن اعتقاده انه على الرغم من ان أعداد هاتين القوتين قد تبلغ ضعف اعداد عناصر “حزب الله”، إلا أن الفارق النوعي في التسلح الذي ساهم حتى الآن طوال اربع سنوات في عدم سقوط نظام الاسد، سيشتت القوى الميليشاوية المسيحية والسنية في غضون ستة اسابيع رغم أطنان الاسلحة التي مازالت تنهمر عليها من الدول العربية والاوروبية، خصوصاً من دول عربية وخليجية ومن ألمانيا وفرنسا وايطاليا واليونان للمقاتلين المسيحيين”.
وبإطلاع جهات عسكرية وروحية لبنانية على معلومات الأوساط الشيعية، أكد أحد كبار رجال الدين الموارنة في الولايات المتحدة لـ”السياسة” أن “هذه المعلومات تتقاطع مع معلومات لمجلس الامن القومي في واشنطن تم إبلاغها لفريق الحكومة اللبنانية المنضوية تحت لواء قوى “14 آذار”، كما تم إبلاغها الى الاحزاب والتيارات السنية والمسيحية الحليفة للولايات المتحدة واوروبا ودول الخليج العربي، مرفقة ببدء تزويد هذه القوى السلاح عن طريق المخازن الاميركية في الخليج ومصر وإسرائيل وبعض الدول الاوروبية”.