قال السفير العراقي لدى الأردن جواد عباس، في تصريح خاص لـ “العربي الجديد”، إن الأردن والعراق سيجريان مباحثات رسمية في العاصمة بغداد، اليوم الثلاثاء، بشأن استيراد بلاده النفط عبر البواخر بحراً، بعد إغلاق المعابر البرية بين البلدين، عقب استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، على مدينة الرمادي.
وأضاف عباس أنه سيتم نقل نفط العراق من خلال ميناء جيهان التركي إلى ميناء العقبة الأردني، مشيراً إلى أن وفداً فنياً أردنياً من وزارة الطاقة سيبحث مع الجانب العراقي هذا الموضوع.
وقال عباس إنه سيتم الاتفاق في وقت لاحق على موعد وكميات النفط الخام التي سيتم توريدها.
وتعذر التصدير من خلال الصهاريج براً، بسبب المخاطر الأمنية على الطريق البري الذي يربط البلدين، وخاصة بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على أجزاء واسعة من محافظة الأنبار (غرب العراق).
وفي ما يتعلق بمشروع أنبوب النفط الذي اتفق الجانبان على مده في وقت سابق، أكد السفير العراقي أن الظروف الأمنية الصعبة حاليا في بلاده تحول دون تنفيذه، مشيرا إلى أن البلدين بحثا مؤخرا إمكانية تغيير مسار الأنبوب ليمر بمحاذاة الحدود السعودية باتجاه الأردن، لتجنب المخاطر الأمنية.
وحسب الدراسات التي أعلنتها حكومتا البلدين، في وقت سابق، فإن الأنبوب كان سيمر وسط العراق باتجاه المناطق الغربية التي تشهد اضطرابات ومواجهات مسلحة بين قوات الجيش العراقي، إلى جانب التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وتبلغ التكلفة المقدرة للمشروع 18 مليار دولار وبطول 1700 كيلومتر، وتعوّل عليه عَمّان في حل أزمة النفط والغاز لديها.
ويأمل الأردن إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي، كونه سيساعد على تخفيض فاتورة الطاقة التي تبلغ سنويا 6.5 مليارات دولار، وتوفير الوقود لغايات توليد الكهرباء بأسعار تفضيلية، فيما يتطلع إليه العراق كمنفذ تصدير مهم لتصدير النفط، من خلال ميناء العقبة المنفذ البحري الوحيد للأردن.
وخطط الجانبان سابقا لإنجاز المشروع بحلول عام 2017، لكنه سيتأخر إلى أجل غير مسمى، حسب مسؤولين في الأردن لـ “العربي الجديد”.
كما يضر تعطل أنبوب النفط بين الأردن والعراق، طرفا ثالثاً كان يضع المشروع نصب عينيه للتخلص من أزمة الطاقة لديه، هو مصر.
وكان مسؤول مصري رفيع المستوى، رفض ذكر اسمه، قد أكد لـ “العربي الجديد” في وقت سابق، أن بلاده مهتمة بأنبوب النفط العراقي الممتد في الأردن، في إطار سعيها إلى استيراد الخام العراقي لتكريره في المعامل المصرية.
ويحاول العراق الذي يمتلك ثالث أكبر احتياطي نفط بعد السعودية وإيران إيجاد منافذ بحرية جديدة لتصدير نفطه، عبر ميناء الأردن على البحر الأحمر، وأحد الموانئ المصرية على البحر المتوسط.
وكان العراق يورد للأردن 10 آلاف برميل نفط خام يومياً، لكن منذ شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي توقفت عمليات النقل بالصهاريج، بسبب المواجهات بين الجيش العراقي وداعش.