IMLebanon

هل يتمكّن لبنان من إعادة ابتكار نفسه؟

EconomicFiguresStat
طوني رزق
يهدر اللبنانيون وقتهم في الخلافات الداخلية، ويبقى ذلك حائلاً دون النهوض بالبلاد. وفيما اللبنانيون يعبثون في السياسة خصوصاً، قَفزَت الدول الخليجية في الزمن تطوراً وازدهاراً. فما هو الخطأ الذي يرتكبه اللبنانيون ويطيح كل طموحاتهم وقدراتهم الطبيعية؟
لا اتفاق بين اللبنانيين على مدى سنوات طويلة، وفَوّتَ ذلك عليهم سلسلة طويلة من الفرَص وما يزال. وعلى رغم الاتفاق الأمني المعرّض لأيّ انتكاسة محتملة، فإنّ القيّمين على البلاد أخذوا الزعامات مقابل لعب دور إنقاذ البلاد من الانفجار الأمني دون غيره، وبات هؤلاء ماهرين في المشي على حافة الهاوية.

امّا ادارة البلاد اقتصادياً والعمل على تحقيق الازدهار والنمو وإتاحة الفرص أمام اللبنانيين لتحقيق طموحاتهم والعيش الكريم، فهي أمور اصبحت تصنّف من الكماليات التي يمكن تأجيلها سنوات وسنوات طويلة.

ومع الانقسام الحاد والعمودي بين اللبنانيين أصبح كل إنجاز أو نجاح لأحد الفرقاء خطراً على وجود الفريق الآخر، واصبحت هذه المعادلة هي التي تحكم التطور والاصلاح في لبنان.

ويعكس التصادم الذي يرافق مباريات كرة السلة، تحديداً وليس حصراً، والانفلات الذي ينهي كل حوار تلفزيوني سياسي مدى انحدار اللبنانيين نحو عدم قبول فكرة نجاح الآخر.

غير انّ اللبنانيين يتشاركون معاً في ضيقة العيش واللهاث وراء توفير الحد الادنى من الحياة العصرية، كما يتشاركون تأمّل نجاح الآخرين وتحديداً الدول الخليجية بإدارة بلادهم على النحو الذكي والفعّال الحاصل وبقوّة.

خصوصاً انّ هذه الدول كانت تعتبر لبنان مثالاً لها، لتصبح الآن المثال الذي يُقتدى من قبل لبنان. ولن ينهض لبنان ويخرج من منطقة الخطر الّا عندما يتعالى الفرقاء عن العرقلة والتأجيل والتحارب الداخلي ويتجاوزوا وضع اللوم على الخارج وعلى الآخر.

فهل يستطيع لبنان النهوض وإعادة ابتكار نفسه؟ وهل يتم تصحيح الخطأ في هذا البلد الصغير والوحيد الذي يتميّز بطابع ديموقراطي في العالم العربي أم يبقى الوطن قلقاً جداً ومتزعزعاً وفي حالة عنف، ويبقى مجموعة من الدويلات؟ انّ المجتمع الدولي يحاول مساعدة لبنان قدر المستطاع، فهل يساعد لبنان نفسه ليبقى ويزدهر كدولة ذات سيادة وحرية واستقلال؟

وعليه، يجب حصول التغيير لإتاحة الفرصة للنجاح والازدهار. انّ استعمال الديموقراطية درعاً للمحاربة وشَلّ البلاد بات لعبة جهنمية وشديدة الخطورة.

وترى النخبة انّ الطبقة السياسية والدينية في لبنان مُذنبة بتهمة التخلي عن مسؤوليّاتها و»المهاترات الخاصة» وباستمرار الهيمنة والتسلّط، وبالتالي حرمان الناس من القيادة الحقيقية المحترمة والمسؤولة.

إتجاهات الاسواق العالمية

في حين تتحرك أسعار الاسهم في نطاقات ضيقة في بورصة بيروت الرسمية مع غياب لأيّ اتجاهات واضحة، تحسّنَ وضع الليرة اللبنانية في سوق القطع الاسبوع الماضي مع انقضاء مرحلة توزيع الارباح في القطاع المصرفي، الأمر الذي يتمّ بالدولار الاميركي، ما خلقَ بعض الضغوط على العملة الوطنية عادت وانحسرت في نهاية الاسبوع الماضي.

امّا في الاسواق الخارجية فعادت أسعار الذهب للتراجع الى حدود 1200 دولار للأونصة بعد ان كانت تجاوزت الـ 1225 دولاراً سابقاً. كما تراجعت اسعار النفط الاميركي دون مستوى الـ 60 دولاراً للبرميل، وتراوحت أسعار نفط برنت في سوق لندن حول مستوى 65 دولاراً للبرميل.

وتأثرت هذه الاسواق بعودة الدولار للارتفاع مع إشارات جديدة من الاحتياطي الفدرالي الاميركي باحتمالات الانتقال أخيراً وبعد طول انتظار وتأجيل الى رفع أسعار الفائدة الاميركية.

تراجع اليورو مجدداً الى 1,1015 دولار وتماسكت العملة الاميركية فوق الى 121,50 يناً في اسواق الصرف مع استمرار البنك المركزي الاميركي في الاتجاه بعيداً بسياسة التحفيز الاقتصادي ومع المخاوف المستمرة بشأن اليونان والحديث عن احتمالات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.