Site icon IMLebanon

عودة «طريق الحرير» عبر توطيد العلاقات الاقتصادية

SilkRoad
باسكال صوما
كان الحضور الصيني والعربي الحاشد في اليوم الأوّل للدورة السادسة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين والدورة الرابعة لندوة الاستثمار، تحت عنوان «بناء حزام اقتصادي لطريق الحرير»، حدثاً يدعو الى التفاؤل وتجديد الآمال، على الرغم مما يمرّ به الاقتصاد اللبناني من أزمات متلاحقة، إلى جانب معضلة الشغور الرئاسي وفراغ المؤسسات. وإذ مضى على توقيع أوّل اتفاق مع الصين في العام 1955 ستة عقود، بدا رجال الاعمال الصينيون مهتمين بتوطيد هذه الشراكة وتوسيعها. وإذ كانت كلمة السفير الصيني جيانغ جيانغ، مقتضبة وقصيرة إلا أنه عبّر بابتسامة رضى، منوّهاً بانعقاد المؤتمر في العاصمة اللبنانية بيروت، آملاً النجاح للمؤتمر والخروج بتوصيات من شأنها تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدان العربيّة والصين. ويأتي المؤتمر بعد مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ في إنشاء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري، التي تشكل بعداً وسقفاً وحلماً جديداً لما يمكن أن تكون عليه آفاق العلاقات بين الدول العربية وأي كتلة اقتصادية عالمية كبيرة.
في هذا الإطار تؤمل معالجة الخلل في الميزان التجاري وتنويع واردات الصين من الدول العربية حتى لا تقتصر على المنتجات النفطية. هذا مع العلم ان الصادرات اللبنانية الى الصين تبلغ 60 مليون دولار، اما الواردات فتشكل 2.5 مليار دولار.
توسيع الشراكة
والافتتاح كان برعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، فعاليّات وتنظيم «الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربيّة»، إضافة إلى كل من جامعة الدول العربيّة، وزارة الخارجيّة والمغتربين، وزارة الاقتصاد والتجارة، وزارة السياحة، وزارة التجارة ووزارة الخارجيّة في الصين، اتحاد «غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان»، «اتحاد رجال الأعمال العرب»، المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان «إيدال»، إضافة إلى «المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدوليّة»، وذلك بدعم من «مصرف لبنان» والشريك الإستراتيجي «فرنسبنك» و»تجمّع رجّال وسيّدات الأعمال اللبناني ـ الصيني»، وبالتعاون مع مجموعة الاقتصاد والأعمال.
وحظي المؤتمر بمشاركة ما يزيد عن 300 شخصيّة صينيّة ومؤسسات تجاريّة وصناعيّة وماليّة ورجال أعمال ومستثمرين، فضلاً عن حضور 400 شخصيّة رسميّة قياديّة لبنانيّة وعربيّة رفيعة المستوى.
وأكد سلام أنّ «الصين باتت الشريك الأوّل للبنان، ولذا نأمل أن تتوسّع هذه الشراكة من خلال الحزام الاقتصادي لطريق الحرير».
وأشار إلى أنّ «لبنان يتطلّع لأن يكون شريكاً أساسياً في «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» بحكم موقعه الجغرافي من جهة وبحكم انتشار أبنائه في بلدان الاغتراب من جهة أخرى»، لافتاً إلى أنّ «لبنان على الرغم من الظروف التي مرّ ويمرّ بها استطاع الإبقاء على نسبة من النمو، وهذا ما يجعل لبنان شريكاً موثوقاً».
وشدّد على أنّ «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير يخدم مصالح الجميع، وذلك من خلال ربط المنتجين في الأسواق وسط منطقة شاسعة»، لافتاً إلى أنّ «لبنان يعتزم الانضمام إلى البنك الآسيوي للاستثمار».
رفع مستوى الاستثمارات
وأوضح نائب رئيس المؤتمر الشعبي الصيني Wang Zhengwei، «أننا نتطلّع لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والبلدان العربيّة، خصوصاً في ظل الإمكانيات التي تتمتّع فيها بلداننا»، مشيراً إلى أنّ «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الذي طرحه الرئيس الصيني، من شأنه أن يعزّز العلاقات الطيّبة التي لطالما كانت تجمع الصين مع البلدان العربيّة على مرّ العصور».
وختم بالقول: «نقترح لتطوير وتعزيز العلاقات بين الصين والبلدان العربيّة، أولاً دعم التعاون في قطاع الطاقة، وثانياً رفع مستوى الاستثمارات وهذه مهمّة رجال الأعمال العرب والصينيين، وثالثاً دعم التواصل في مجال البنى التحتيّة، ورابعاً تحسين آليات التبادل».
من جانبه، شدّد الرئيس الفخري للاتحاد العام للغرف العربية عدنان القصّار، على أنّ «منتدانا يحتل أهمية تاريخية، لما يجسّده شعاره «بناء حزام اقتصادي لطريق الحرير»، من طموحات تستهدف إحياء طريق الحرير القديم والارتقاء به وتوسيعه براً وبحراً الى مستوى حداثة القرن 21، إذ إنّ من شأن ذلك أن يعزز الآمال ويفتح الأبواب على مصراعيها لآفاق جديدة من التعاون الاقتصادي الاستراتيجي والمنافع المشتركة الكبيرة، وعلى وجه الخصوص بين الصين والعالم العربي».
وركّزت كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، التي ألقاها نيابة عنه مدير إدارة العلاقات الاقتصادية الدكتور ثامر العاني، على الأهميّة التي تمثّلها مبادرة «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير»، لافتاً إلى أنّ «هذه المبادرة جاءت لتعميق التعاون الاقتصادي بين الدول المطلّة على حزام الطريق».
أما نائب رئيس المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية CCPIT)(Yu Ping، فشدّد في كلمته على «ضرورة الاستمرار في تعزيز العلاقات العربيّة – الصينيّة على شتّى الصعد والمستويات»، متطرّقاً إلى «أهميّة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير في تعزيز التجارة الدوليّة»، معتبراً أنّ «العالم العربي بحكم موقعه الاستراتيجي شريك أسـاسي في هذا المشروع الحيوي».
بدوره، أوضح النائب الأول لرئيس «الاتحاد العام للغرف العربية» محمد شقير، أنّ «العالم العربي يحتل المركز السابع كشريك للصين، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 240 مليار دولار و ناهز الـ 300 مليار دولار العام 2014، لذا من الأهميّة بمكان وضع استراتيجيّة مشتركة لتطوير العلاقات وتعزيزها بشكل مستدام، وذلك عبر تنويع الشراكة لتطال القطاعات كافة»، داعياً إلى «معالجة الخلل في الميزان التجاري الذي يصبّ لمصلحة الصين من خلال تنويع الواردات».
كذلك ركز سفير دولة الكويت في بكين، ورئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس السفراء العرب المعتمَدين في الصين محمد صالح الذويخ على «تضاعُف حجم التبادل التجاري بين الصين والبلدان العربيّة في السنوات الأخيرة، حيث بلغ حجم هذا التبادل في العام 2014، 240 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 300 مليار دولار خلال العام 2015 الحالي».
ورأى رئيس «اتحاد رجال الأعمال العرب» حمدي الطبّاع أنّه «منذ تأسيس المنتدى العربي ـ الصيني دخل التعاون التجاري مرحلة جديدة من النمو والتدفقات، حيث شهد حجم التبادل التجاري نموّاً سريعاً، ليرتفع إلى قرابة 240 مليار دولار العام 2013، فأصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للـــعالم العربي ككـــل والشــريك التجاري الأوّل لتسع دول عربيّة».