دعا تقرير دولي حكومات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى بذل مزيد من الجهود لمواجهة البطالة في صفوف الشباب، في ضوء أن أكثر من 35 مليون من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 16-29 عاما، في جميع أنحاء دول المنظمة التعاون الاقتصادي بدون عمل ولا تعليم ولا تدريب.
وحث التقرير الصادر عن المنظمة أمس الأول الحكومات عل بذل المزيد من الجهد لمنح الشباب بداية جيدة لحياتهم العملية ومساعدتهم على العثور على عمل.
وتأسست منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في عام 1961، وتضم في عضويتها 34 دولة من الدول المتقدمة التي تلتزم بالديمقراطية واقتصاد السوق، ويوجد مقرها في العاصمة الفرنسية باريس.
وتلتزم المنظمة بدعم النمو المستدام والتوظيف، ورفع مستوى المعيشة والحفاظ على الاستقرار المالي، ومساعدة البلدان الأخرى في التنمية الاقتصادية، والمساهمة في نمو التجارة العالمية.
وقال الأمين العام للمنظمة أنخيل غوريا، أثناء إطلاق التقرير في برلين «معالجة هذه المسألة ليست واجبا أخلاقيا فحسب، ولكن أيضا ضرورة اقتصادية.. عدد كبير جدا من الشباب يتركون التعليم دون اكتساب المهارات المناسبة، وحتى أولئك الذين يفعلون ذلك، يمنعون من استخدامها في الإنتاج. هؤلاء الشباب غالبا ما يواجهون مستقبلا صعبا ويحتاجون دعمنا».ويشمل التقرير نتائج المسح للمنظمة بشأن مهارات الشباب البالغ التي نشرت في عام 2013، ويخلق صورة تفصيلية عن كيفية اكتساب الشباب للمهارات واستخدامها، وكذلك الحواجز المحتملة التي يواجهونها في العمل على حد سواء.
ويظهر التقرير أن 10 في المئة من الخريجين الجدد لديهم مهارات ضعيفة في القراءة والكتابة، و14 في المئة لديهم مهارات ضعيفة في الحساب، كما أن أكثر من 40 في المئة ممن تركوا المدرسة قبل إتمام التعليم الثانوي لديهم مهارات ضعيفة في الحساب ومحو الأمية.
وأشار التقرير إلى أن العمل والتعليم أيضا منفصلان عن بعضهما، فأقل من 50 في المئة من الطلاب في برامج التعليم والتدريب المهني، وأقل من 40 في المئة من الطلاب في البرامج الأكاديمية في 22 دولة في المنظمة يشاركون في بعض أنواع العمل المستند إلى التعليم وقت إجراء المسح، موضحا أن الشباب الذين لديهم مهارات قوية يجدون صعوبة في العثور على عمل.
وقال إن العديد من الشركات تجد أن الأمر مكلف للغاية لتوظيف الأفراد الذين يفتقرون إلى الخبرة في سوق العمل.
وأوضح التقرير أن الشباب العاملين يمكن أن يواجه عقبات مؤسسية لتطوير مهاراتهم. فعلى سبيل المثال، يعمل واحد من كل أربعة شباب وفقا للعقود المؤقتة، وبالتالي يميلون إلى استخدام مهاراتهم بشكل أقل. كما تتراجع فرص حصولهم على التدريب مقارنة بالعاملين وفق عقود دائمة.
وقدم التقرير توصيات للحكومات لمساعدة الشباب فيما يتعلق بالعمل.
وتتمثل التوصية الأولى في توفير تعليم ذي جودة لجميع الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة الإبتدائية من أجل المساعدة في التخفيف من التباينات في مخرجات التعليم، وإعطاء كل طفل بداية قوية لتعليمه.
أما التوصية الثانية فتتمثل في أنه يجب على المعلمين ومديري المدارس تحديد الطلاب منخفضي التحصيل في وقت مبكر، لمنحهم الدعم الذي يحتاجونه لتحقيق الكفاءة الكافية في القراءة والرياضيات والعلوم، ومنعهم من التسرب من المدرسة تماما.
والتوصية الثالثة تلزم خدمات التوظيف العامة، ومؤسسات الرعاية الاجتماعية ونظم التعليم والتدريب، أن توفر شكلا من أشكال التعليم في صورة فرصة ثانية للتعليم أو التدريب.
وتقول التوصية الرابعة انه يجب على مقدمي التعليم وقطاع الأعمال العمل معا تصميم أطر المؤهلات التي تعكس بدقة المهارات الفعلية للخريجين الجدد.
وأخيرا تقول التوصية الخامسة بوجوب دمج التعليم القائم على العمل في برامج التعليم ما بعد الثانوية المهنية والأكاديمية على حد سواء.