عقد رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب اجتماعاً مع رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية – المصرية لرجال الأعمال محمد عبدالله الراجحي، لمتابعة تنفيذ الاتفاقات الموقعة خلال المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في آذار (مارس) الماضي في شرم الشيخ. وحضر الاجتماع نائب رئيس الجمعية سلطان الدويش وعضو مجلس الإدارة أحمد درويش وممثلة مجلس الغرف السعودية عبير الخولي.
وطلب الراجحي تذليل العقبات التي تواجه الشركات السعودية، مؤكداً أن الجمعية وشركاتها ستعمل على تنفيذ البرنامج الاقتصادي الذي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومنها زراعة أربعة ملايين فدان. وأضاف أن الجمعية عازمة على استصلاح 300 ألف فدان عبر 29 شركة سعودية ومصرية أعضاء في الجمعية لديهم خبرة تزيد على 30 سنة في مجال استصلاح الأراضي. واستصلحت تلك الشركات نحو ثلاثة ملايين فدان زراعي داخل المملكة وخارجها، وتمتلك مقومات وإمكانات تؤهلها للعمل فور استلام الأرض. وأكد الدويش أن هناك بعض القوانين الخاصة بتنظيم العمل تحتاج تعديلاً، مطالباً محلب بزيارة مشاريع الشركات السعودية في شرق العوينات والإطلاع عليها.
من ناحية أخرى طالب وزير التموين والتجارة الداخلية خالد حنفي بضرورة إنشاء تحالف استراتيجي بين مصر وروسيا، مشيراً إلى أن العلاقات الدولية الاقتصادية تغيّرت بين الدول ولم تعد تقتصر على التبادل التجاري. وأضاف خلال كلمته في «منتدى الأعمال المصري – الروسي»: «نتحدث عن تحالف يؤسّس على الاستفادة من المزايا التنافسية، في وقت تتحرك مصر بقوة لتغيير فلسفة التخطيط الخاصة بها وتوجهاتها، ووضع المعيار الجغرافي للمرة الأولى في البعد التخطيطي، وظهر ذلك بوضوح في مشروع قناة السويس الجديدة باعتبار أن مصر محور لوجيستي عالمي». وأضاف: «نفتح الباب أمام شركائنا للاستفادة من هذا التوجه لتكوين نقاط ارتكاز ضرورية، ومصر تتمتع بموقع جغرافي مميز ونحو 90 في المئة من أراضيها غير مستغلة حتى الآن، كما لم تستغل بعد الطاقات البشرية المرتكزة في الشباب والتي تقلص كلفة الإنتاج وتعطي ميزة تنافسية». ولفت إلى أن «العائد على الاستثمار في مصر يعد الأعلى ليس في المنطقة العربية فقط بل في الكثير من الدول، فضلاً عن أنها سوق كبيرة تضم نحو 90 مليون مستهلك، ما يعد قوة كبيرة للتجارة الداخلية والطلب الداخلي، كما أن الاتفاقات التي تعقدها مصر مع الدول توسع قاعدة مستهلكيها إلى أكثر من 1.6 بليون شخص».
وأثنى حنفي على مشاركة الجانب الروسي في مشروع المركز اللوجيستي لتجارة الحبوب والغلال، وهو أحد التطبيقات الأساس للتخطيط المكاني، وسيعمل على قيم مضافة وطاقات تخزينية والاستفادة من وفرات اللوجيستيات والبورصات السلعية وتجمعات لصناعات السلع الغذائية.
وشارك محلب في فعاليات الحوار الاقتصادي المصري – الروسي، بحضور وفد روسي ضم وزير الصناعة والتجارة و250 رجلَ أعمال يمثلون 150 شركة روسية. كما حضر عن الجانب المصري وزير التجارة والصناعة صلاح هلال وعدد من الوزراء ورجال الأعمال المصريين. وأكد محلب أن هناك «إرادة قوية لتطوير العلاقات بين البلدين، كما أن الوقت مناسب والفرص كبيرة والأبواب مفتوحة لتكثيف التعاون في شتى المجالات وتجاوز العراقيل». وأشاد بالاقتراح الروسي لإنشاء صندوق سيادي لتعزيز الاستثمارات الروسية في مصر، مشيراً إلى أن الصندوق سيوفر فرصاً استثمارية حقيقية، ومؤكداً أن الحكومة تعمل جاهدة لنسف البيروقراطية والقضاء على الفساد وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وأكد وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف، عزم بلاده استعادة التعاون الاستراتيجي مع مصر وتنفيذ المشاريع المشتركة التي تخدم مصالح البلدين، مشدداً على أن الوقت حان لتحقيق نقلة نوعية في علاقات البلدين والقفز بمعدلات التبادل التجاري التي ارتفعت إلى 5.5 بليون دولار عام 2014 نتيجة زيادة صادرات مصر الزراعية إلى روسيا. وأشار إلى أن من بين المجالات المطروحة للتعاون إنشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين.