أعلنت مجموعة الأزياء العالمية “لوي فيتون” LVMH، عن دخولها في مفاوضات رسميّة لشراء الصحيفة الفرنسية اليومية “لو باريسيان” Le Parisien. الخبر الذي سرّبته صحيفة “لوموند” ظهر اليوم، جاء ليضع حداً للإشاعات التي تناقلتها وسائل إعلام محلية عديدة عن رغبة كبيرة لدى برنار أرنو، عضو مؤسس ورئيس مجلس إدارة الشركة الاكثر شهرة عالمياً والأقدم بين منافسيها، في شراء اليومية الفرنسية بعد أن اشترى اليومية الإقتصادية les échos صيف ٢٠٠٧.
تعتبر صحيفة “لو بارسيان” اليوم- التي تصدر تحت هذا الإسم في باريس، “وايل دو فرانس” وتحت مسمى “اليوم في فرنسا” Aujourd’hui en France، الجريدة رقم ١ من حيث عدد القراء ( تباع منها يوميا أكثر من نصف مليون نسخة ورقية). وقد حققت قفزة نوعية بعد استسلام جان هورنان الإدارة في أوكتوبر ٢٠١٣، ومؤخراً أعلن هورنان أنّ الإدارة تسير في خطة تطويرية تولي أهمية للموقع الإلكتروني على حساب النسخة الورقية، بهدف جذب عدد أكبر من المشتركين: “يجب أن نحقق رقما جديدا من حيث المشتركين-خاصة فئة الشباب- هدفنا اليوم هو ٢٥ ألف مشترك جديد خلال سنتين”.
وبحسب جريدة “لو بوان”، فإنّ ممثلين عن شركة LVMH، وآخرين عن مجموعة عائلة أموري (Amaury) التي تملك صحيفة “لوباريسيان” منذ العدد الأول لصدورها في ٢٢ آب ١٩٤٤، قد اجتمعوا عصر اليوم لإتمام الصفقة بعد عرض برنار أرنو، مبلغ ٥٠ مليون يورو الذي جاء بعد سلسلة عروض تلقتها الجريدة الباريسية من مجموعة “أكسيل سبينغر” الألمانية و”ميكوم” البريطانية ومؤخرا “روسيل” البلجيكية.
إقرأ أيضاً: سايكودراما عائلة “لوبان” تلهم الصحافة الفرنسية
ومن المرجّح أن يقفل ملف الصفقة بشكل كامل مع حلول شهر أيلول/سبتمبر القادم، وعليه فإنّ وزن “الايكو” و”لوباريسان” مجتمعتين سيصل إلى حوالي ٣٣٠ مليون يورو. وسيبلغ عدد زائري الموقعين أكثر من ١١ مليون شخص.
أما في ما يخصّ السياسة التحريرية التي تتبعها الجريدة الكائنة في سين-سان دوني، شمال شرق باريس، فيرى متابعون أنّ الصحيفة منذ صدورها في العدد الأول الذي حمل عنوان “انتصار باريس يشق طريقه”، تزامنا مع عمليات المقاومة الفرنسية في آب/أغسطس ١٩٤٤، تميّزت بالحياد السياسي مع ميل إلى الخط الديغولي تحديداً في خمسينات وستينات القرن الماضي. ويعيد هؤلاء الأمر إلى أنّ مالكي الصحيفة، أي أبناء فيليب أموري، الذي يملكون أيضاً صحيفة “l’équipe و France Football، أرادوا الحفاظ على إرث والدهم الأخلاقي الذي فضَل الإقتصاد على السياسة ولهذا فإنّ الفرنسيين يصفون “لو باريسيان” ب “المطبوعة الشعبية ذات القيمة العالية” ومن المستبعد أن تتغير تلك السياسة التحريرية في عهدة برنار أرنو ومجموعة “لوي فيتون”.