أوضَح مصدر عسكري رفيع لصحيفة “الجمهورية” أنّ “الجيش كان يقوم بدورية عاديّة بين حواجزه ومراكز انتشاره، ودخلَ بلدة عرسال ووصَل الى نقطة المستوصف”، لافتاً الى أنّ “الجيش موجود في عرسال، لكن ما حصل انّ الدورية كانت كبيرة ولاقت ترحيباً لدى الأهالي الذين نثَروا الأرزّ عليها ولاقوها بالهتاف”.
ونفى المصدر أن “يكون هذا الإنتشار رسالة سياسية الى أطراف الحكومة، بل هو رسالة موجّهة الى اهالي عرسال أوّلاً، مفادُها أنّ الجيش يَحميهم من ايّ هجوم، وهو بمثابة طمأنةِ للبنانيين جميعاً بأنّه لن يقبل بأيّ اعتداء على أيّ بلدة لبنانية، والأهم هو رسالة للإرهابيين بأنّ الجيش موجود وبجهوزيتِه التامّة ولن تكون عرسال ممرّاً أو مأمَناً لهم في حال فكّروا بمهاجمتها. كذلك فإنّ الرسالة الرابعة من هذا الانتشار هي أنّ الجيش لن يقبل أن يشاركه أحدٌ في السيادة على أراضيه”.
في سياق متصل نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر ميدانية حديثها عن سباق تعيشه منطقة البقاع بين التصعيد والحل السياسي – التفاوضي، لافتة إلى أن دخول الجيش إلى عرسال سبقه توزيع برنامج عمل لشيوخ العشائر في بعلبك والهرمل وغيرهما من المناطق حيث الأكثرية الشيعية، الذين سيعقدون سلسلة اجتماعات من المرجح أن تنتهي لدعوة “حزب الله” لحسم الوضع في جرود عرسال، من منطلق أنّهم لا يمكن أن يظلوا رهينة المسلحين المنتشرين في المنطقة.
واعتبرت المصادر، أن دخول الجيش إلى عرسال شكّل عنصر تنفيس للاحتقان الحاصل قد يفتح الطريق أمام إعادة تحريك المنحى التفاوضي لحل الأزمة التي تصدرت الاهتمامات اللبنانية أخيرا.
وأوضحت المصادر أن عددا من المطلوبين السوريين تركوا مخيمات النازحين بالتزامن مع دخول الجيش إلى وسط البلدة، واتجهوا إلى الجرود قبيل انطلاق أي مداهمات محتملة بحثا عنهم.