Site icon IMLebanon

عرسال تحت السيطرة والجيش يطلق رسائل باتجاهات عدة!

 

شدد قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال جولة قام بها الخميس في مراكز فوج المدفعية في الكرنتينا على أنّ الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها البلاد والسجالات الداخلية بشأن الاستحقاقات والمواضيع المطروحة، لن تؤثّر إطلاقاً على إرادة الجيش في الحفاظ على مسيرة السلم الأهلي وحماية العيش المشترك، كما في مواصلة مواجهة التنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية.

وفي السياق، أكد مرجع عسكري لصحيفة “المستقبل” أنّ ما يُعلن من مواقف في الآونة الأخيرة بشأن الجيش ودوره وجهوزيته لا يعدو كونه “قرقعة سياسية لن يدخل الجيش فيها”، مشيراً إلى أن الوقائع في الميدان بخلاف ما يشاع تؤكد أنّ عرسال تحت السيطرة ولا داعي للقلق.

وأوضح المرجع العسكري أنّ طائرات المراقبة والرصد من نوع “سيسنا” وغيرها من طائرات الـ”درون” يتم تسييرها على مدار الساعة لمراقبة الجرود والحدود، جازماً بنتيجة الطلعات الجوية أنّ لا تطورات جديدة أو تغيرات في المنطقة الجردية اللبنانية بعد معركة القلمون بل على العكس من ذلك مئات المسلحين غادروا الجرود إلى القلمون للمشاركة في المعارك الدائرة هناك وبالتالي أصبح عدد هؤلاء المسلحين أقلّ والجيش يتولى رصدهم ومراقبة تحركاتهم وضربهم عند محاولة أي مجموعة منهم التقدم باتجاه عرسال.

وإذ لفت الانتباه إلى أنّ مساحة المنطقة الجردية كبيرة جداً من جرود عرسال حتى بريتال، أكد المرجع العسكري أنّ غرفة عمليات الجيش تتابع الوضع لحظة بلحظة هناك وتقوم الوحدات العسكرية بدورها المطلوب ميدانياً على أكمل وجه، مذكراً في هذا المجال بأنّ الجيش مكلّف أساساً من مجلس الوزراء بحفظ الأمن عند الحدود وفي كل لبنان ويقوم بواجباته على هذا الصعيد، وفي الوقت نفسه هو جاهز لتنفيذ أي قرار تتخذه الحكومة، مع الاستعداد دائماً لتقديم الشرح الكافي والوافي عن المعطيات الميدانية إذا ارتأى مجلس الوزراء الحاجة لذلك

من جهتها نقلت صحيفة “الأنباء” الكويتية عن مصدر عسكري لبناني رفيع، ان الامن في عرسال بيد الجيش اللبناني، ولا يقبل بمشاركة احد في امن البلد او حتى بالامن الداخلي في كل لبنان.

إلى ذلك، أوضَح مصدر عسكري رفيع لصحيفة “الجمهورية” أنّ “الجيش كان يقوم بدورية عاديّة بين حواجزه ومراكز انتشاره، ودخلَ بلدة عرسال ووصَل الى نقطة المستوصف”، لافتاً الى أنّ “الجيش موجود في عرسال، لكن ما حصل انّ الدورية كانت كبيرة ولاقت ترحيباً لدى الأهالي الذين نثَروا الأرزّ عليها ولاقوها بالهتاف”.

ونفى المصدر أن “يكون هذا الإنتشار رسالة سياسية الى أطراف الحكومة، بل هو رسالة موجّهة الى اهالي عرسال أوّلاً، مفادُها أنّ الجيش يَحميهم من ايّ هجوم، وهو بمثابة طمأنةِ للبنانيين جميعاً بأنّه لن يقبل بأيّ اعتداء على أيّ بلدة لبنانية، والأهم هو رسالة للإرهابيين بأنّ الجيش موجود وبجهوزيتِه التامّة ولن تكون عرسال ممرّاً أو مأمَناً لهم في حال فكّروا بمهاجمتها. كذلك فإنّ الرسالة الرابعة من هذا الانتشار هي أنّ الجيش لن يقبل أن يشاركه أحدٌ في السيادة على أراضيه”.

في سياق متصل نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر ميدانية حديثها عن سباق تعيشه منطقة البقاع بين التصعيد والحل السياسي – التفاوضي، لافتة إلى أن دخول الجيش إلى عرسال سبقه توزيع برنامج عمل لشيوخ العشائر في بعلبك والهرمل وغيرهما من المناطق حيث الأكثرية الشيعية، الذين سيعقدون سلسلة اجتماعات من المرجح أن تنتهي لدعوة “حزب الله” لحسم الوضع في جرود عرسال، من منطلق أنّهم لا يمكن أن يظلوا رهينة المسلحين المنتشرين في المنطقة.

واعتبرت المصادر، أن دخول الجيش إلى عرسال شكّل عنصر تنفيس للاحتقان الحاصل قد يفتح الطريق أمام إعادة تحريك المنحى التفاوضي لحل الأزمة التي تصدرت الاهتمامات اللبنانية أخيرا.

وأوضحت المصادر أن عددا من المطلوبين السوريين تركوا مخيمات النازحين بالتزامن مع دخول الجيش إلى وسط البلدة، واتجهوا إلى الجرود قبيل انطلاق أي مداهمات محتملة بحثا عنهم.