يحاول كتاب «العولمة وتأثيراتها على الفقر والتنمية» لمؤلفه محمد صلاح غازي، رصد كافة أشكال وإفرازات تصاعد موجة العولمة في تسعينيات القرن العشرين، والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مبينا أثره الضخم على الفقراء، فملايين الناس باتوا أسوأ حالاً في الوقت الراهن، مما كانوا عليه في الثمانينيات من القرن ال20..
وذلك في الوقت الذي تساعد فيه العولمة التجار والشركات على فتح آفاق أرحب، كما توسع من الفجوة بين الأغنياء والفقراء.. وتزيد من انقسام العالم. ويشير المؤلف الى أن تقرير التجارة والتنمية الذي أصدرته منظمة «أونكتاد» يبين بوضوح وجود أدلة متزايدة على أن التفاوت أصبح ملمحاً ثابتاً للاقتصاد العالمي. وبدلاً من المساعدة على دمج الشعوب، فإن أنشطة العولمة تزيد من الهوة بينها.
انطلاقاً من ذلك، وفي فصله الأول المعنون بـ «الفقر والكفاح من أجل حقوق الإنسان» يرى المؤلف انه علينا أن نفهم هذه الانتهاكات الضخمة المنهجية، وذلك من خلال تعريف الفقر.
أما الفصل الثاني من الكتاب فإنه يستكمل مسيرة الطرح السوسيولوجي حول قضية الفقر في العالم، وذلك من خلال جدل التنمية الذي ظهر بعد اجتماع واشنطن.
ثم يطرق المؤلف في هذا الفصل قضية البحث عن الاستقرار الاقتصادي الشامل، ومن ثم الانهيار المالي كفشل خطير، ليقدم الحلول الجوهرية للإصلاح المالي الدولي السليم، مقدماً حلول درء الأزمة، وذلك من خلال فكرة «الفرص المتكافئة في الاستثمار».. والتي رأى الكاتب أنها لم تلق تحدياً على الإطلاق حتى الوقت الحالي.
ويخصص الفصل الثالث لدراسة تأثير الحصاد المتراكم للفقر والتنمية، من خلال تعريف الهجرة، وعرض النظريات السوسيولوجية في تفسير الهجرة.
ويفرد الكتاب موضوعات كاملة للهجرة وأثرها الاقتصادي، من خلال مجموعة من المحاور والموضوعات التفصيلية، منها : تفسير العولمة والهجرة الدولية، الهجرة الدولية ومجتمعات ما وراء الحدود القومية، الآثار الاجتماعية التي رصدها عن طريق الهجرة الدولية والعلوم الاجتماعية، الهجرة الدولية من خلال كونها تحدياً لنظريات وسياسات العلوم الاجتماعية.
