ايفا ابي حيدر
تتوجّه الأنظار حالياً الى موسم الصيف السياحي، وتعلّق الفعاليات الاقتصادية أهمية على إنجاح هذا الموسم. وبما أن السياح الخليجيين لن يأتوا من حيث المبدأ، فان البحث عن السياح وصل الى الصين، فهل ينجح مسعى طلب السياح، ولو في الصين؟
بدعوة من الحكومة الصينية، يتواجد راهناً وفد من القطاع السياحي اللبناني في الصين، برئاسة رئيس اتحاد المؤسسات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر.
تعتبر الصين من أقوى البلدان في العالم على تشجيع السياحة الخارجية، ووفق المنظمة العالمية للسياحة، فإن السياحة في العالم تقوم على مليار و180مليون سائح،
والصين وحدها تسفّر نحو 120 مليون سائح صيني في العام، بمعنى آخر ان السياح الصينيين يشكلون 10 في المئة من سياح العالم. وتعود هذه النسبة الكبيرة من السياح الصينيين الى نظام الحكم في الصين «المغلق» نوعاً ما، اي ان الدولة توجّه سياحها الى بلدان معينة، فإذا قالت الدولة الصينية بتسفير مليون سائح صيني الى لبنان يتوجه مليون سائح صيني الى لبنان. انطلاقاً من هذه المعطيات، تبقى الآمال معقودة على الوفد اللبناني المتواجد اليوم في الصين، وهل سيعود باتفاق يسمح بفتح خط لبنان امام الصينيين؟
وإلى اي مدى سيتمكن الوفد اللبناني في الصين من فتح خطوط او الاستحواذ على اتفاق يتيح فتح السوق الصيني السياحي على لبنان؟ وهل من سبيل لتفعيل هذه السياحة؟
أسف الأمين العام لاتحاد المؤسسات السياحية البحرية جان بيروتي، لأن العالم اجمع يستقطب سياحاً من الصين باستثناء لبنان. ولفت في هذا الاطار الى أن لبنان وقّع منذ نحو 5 سنوات اتفاقية مع الصين لم نستفد منها حتى الان بأي سائح.
وعزا هذا الامر الى ان تفعيل هذا الاتفاق والافادة منه يحتاج الى مجهود سياسي كبير، وقال لـ«الجمهورية» أن هذا الموضوع يحتاج الى اتفاق ومتابعة ومجهود باتجاه الدولة الصينية. وطالب رئيس الحكومة القيام بمجهود في هذا الاطار نظراً لانعكاسه الايجابي على القطاع السياحي اللبناني خصوصاً والاقتصاد الوطني عموماً.
ولفت الى أن وزير السياحة حاول القيام بنشاط في هذا الاطار، لكن يبقى النشاط محدوداً، لافتاً الى أن الموضوع يجب ان يستحوذ على اهتمام من كل اطراف الحكومة.
وأوضح بيروتي رداً على سؤال، أنه لم يكن في عداد الوفد الصيني الذي زار لبنان في الاونة الاخيرة اي مسؤول في القطاع السياحي الصيني للبحث في هذا الموضوع.
الوضع السياحي
رداً على سؤال عن الوضع السياحي الراهن في لبنان والتوقعات بالنسبة الى موسم الصيف، قال بيروتي: حتى اليوم، تقارب نسب الحجوزات في خلال فصل الصيف الـ53 في المئة، وفي حال قرعت طبول الحرب فإن هذه الحجوزات يمكن ان تتدنى الى الصفر، اما اذا اوحينا للعالم بأن هناك توافقا في ما بيننا وجرى انتخاب رئيس للجمهورية فهذه الحجوزات يمكن ان ترتفع الى 100 في المئة على غرار ما حصل في العام 2009 و 2010، حيث بلغ مدخول القطاع السياحي نحو 8 مليار دولار، اما العام 2014 فلم نتخط الـ 3 مليار ونصف المليار دولار.
وأكد بيروتي ان المغتربين اللبنانيين يشكلون النسبة الاكبر من السياح، لافتاً الى «أننا في جهوزية كاملة لاستقبال موسم السياحة، علماً أن الموسم سيكون منقوصاً هذا العام لأن شهر رمضان يصادف في عز موسم الصيف، في شهري حزيران وتموز، علماً أن شهر تموز وحده يشكل 40 في المئة من الموسم السياحي.
وعن جولة الهيئات الاقتصادية الى دول الخليج، قال: هذه الجولة فادت أو حمت مصالح اللبنانيين المقيمين في دول الخليج اكثر مما ساهمت في جذب السياح الى لبنان. لأن الخليجيين لن يأتوا الى لبنان في حال لم يحصل وفاق سياسي، خصوصاً وأن لبنان لم يؤمن اي خطوة سبق للخليجيين أن طالبوا بها مثل انشاء مطار ثان أو مرفأ ثان يؤمن مغادرتهم لبنان بسلام في حال اي اضطراب أمني.