سجلت في شهر أيّار 2015، غالبية مؤشرات القطاع الحقيقي المتوافرة تراجعاً ملحوظاً قياساً على الشهر الذي سبق، وايضاً قياساً على الشهر عينه من العام 2014، في حين حقق النشاط المصرفي المعبر عنه باجمالي موجودات – مطلوبات المصارف التجارية معدل نمو مقبول بلغ 1.5 في المئة.
وكان من الواضح ان قطاعات الاقتصاد، لا سيما منها القطاعات المحفزة للنمو (سياحة، عقار، صادرات)، لا تزال تعاني من تداعيات الأزمة السياسية المحلية، وخصوصاً على مستوى حل الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، إضافة إلى ارتفاع وتيرة السجالات بين الأطراف الحكومية على خلفية التعيينات الأمنية، والوضع من عرسال، وإلى المسببات والمعطيات الداخلية، الضاغطة على الاقتصاد يمكن إضافة العامل الإقليمي المتفجر لا سيما عامل النزوح السوري المستمر إلى لبنان.
امام ما تقدّم بقي الاقتصاد اللبناني للشهر الخامس على التوالي من 2015 في دائرة عدم اليقين والتردد والضعف في آن معاً.
في غضون ذلك، تظهر الإحصاءات الصادرة عن إدارة الاحصاء المركزي انكماشاً شهرياً بنسبة 0.49 في المئة في مؤشر أسعار السلع الاستهلاكية في لبنان في شهر نيسان من العام 2015، مقارنة مع ارتفاع بلغ 1.15 في المئة في شهر آذار، بالإضافة إلى ذلك، انخفض مؤشر تضخم الأسعار بنسبة 3.74 في المئة على صعيد سنوي إلى 97.83 نقطة في شهر نيسان من العام 2015، مقابل 101.64 نقطة في شهر نيسان من العام 2014. وينسب هذا الانخفاض بالاخص إلى الانكماش في أسعار الماء والغاز والكهرباء بنسبة 15.35 في المئة (تثقيل بنسبة 11.90٪) وتراجع كلفة النقل بـ12.07 في المئة (تثقيل بنسبة 13.10٪)، ترافقاً مع تقلص كلفة الاتصالات بنسبة 23.76 في المئة (تثقيل بنسبة 4.60٪)، الأمر الذي طغى على الارتفاع بنسبة 5.80 في المئة في أسعار الألبسة والأحذية (تثقيل بنسبة 5.40٪) والتحسن بنسبة 4.51 في المئة في كلفة التعليم (تثقيل بنسبة 5.90٪) على سبيل الذكر لا الحصر.
وتظهر ميزانية مصرف لبنان ارتفاعاً بـ859.27 مليون دولار في الموجودات بالعملة الأجنبية خلال النصف الأوّل من شهر أيّار 2015 إلى 38.59 مليار دولار، مقابل 37.73 مليار دولار كما في نهاية شهر نيسان. بالتوازي تبين ميزانية مصرف لبنان زيادة في قيمة احتياطات لبنان من الذهب بـ145.71 مليون دولار خلال النصف الأوّل من شهر أيّار 2015 إلى 11.24 مليار دولار.
اما على صعيد سنوي، فقد ارتفعت الاحتياطات بالعملة الأجنبية لدى مصرف لبنان بنسبة 6.11 في المئة مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه في منتصف شهر أيّار من العام السابق، والبالغ حينها 36.37 مليار دولار. من جهة اخرى انخفضت محفظة احتياطات الذهب لدى مصرف لبنان بـ0.79 مليار دولار (6.55٪) على صعيد سنوي ليكون بذلك قد ارتفع إجمالي الاحتياطات (ذهب وعملة اجنبية) بـ1.44 مليار دولار على أساس سنوي إلى 49.83 مليار دولار، كما في النصف الأوّل من شهر أيّار من العام 2015، مقابل 48.39 مليار دولار في منتصف شهر أيّار من العام 2014، تشكّل هذه الاحتياطات نسبة 71.77 في المئة من الدين العام الإجمالي و85.17 في المئة من صافي الدين العام، كما تغطي حوالى 137 شهراً من خدمة الدين.
من جهة أخرى، شهدت حركة الشحن عبر مرفأ بيروت بعض التراجع خلال شهر نيسان من العام 2015، مسجلة انخفاضاً شهرياً بنسبة 4.52 في المئة إلى 643.7 ألف طن، مقابل 674.3 ألف طن في شهر آذار. اما على صعيد تراكمي، فقد تراجعت حركة الشحن العام بنسبة 13.66 في المئة سنوياً إلى 643.7 ألف طن، مقابل 674.2 ألف طن في شهر آذار، اما على صعيد تراكمي، فقد تراجعت حركة الشحن العام بنسبة 13.66 في المئة سنوياً إلى 2.455 ألف طن خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2015، مقابل 2.843 ألف طن خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2014. وقد انخفض عدد البواخر بنسبة 16.17 في المئة على صعيد سنوي إلى 565 باخرة لغاية شهر نيسان 2015، مقابل 674 باخرة سجلت خلال الفترة نفسها من العام المنصرم.
في مقلب آخر بقيت حركة التداول في بورصة بيروت خجولة نهاية الأسبوع مع تسجيل زيادة طفيفة في عدد الأسهم المتداولة إلى 641.089 سهم، مقابل 626.226 سهم في الأسبوع السابق. وقد استحوذت الأسهم المدرجة التابعة لبنك بيبلوس على حصة الأسد (25.57٪) من مجموع الأسهم المتداولة. كذلك ازدادت القيمة التداولية للأسهم لتتخطى عتبة الـ12.34 مليون سهم، مقارنة مع 7.29 مليون سهم في الأسبوع الذي سبق.