Site icon IMLebanon

كل هذا التصعيد… الى أين؟ (بقلم رولا حداد)

hezeballah

ينطلق أسبوع حامٍ جداً على كل الأصعدة السياسية والأمنية، بعد عطلة نهاية أسبوع حفلت بتصعيد سياسي- إعلامي على أعلى المستويات. ففريق 8 آذار حسم أمره، ونواياه التصعيدية واضحة وتجلّت سواء بخطاب رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أم أيضاً بالخطابات العونية المرتفعة النبرة بدءًا بالعماد ميشال عون الذي يصعّد أمام جماهير يتم استدعاؤها الى الرابية تباعاً، بما يذكّر الجنرال بأيام قصر بعبدا، مع فارق كبير في الظروف والمعطيات والشعارات وحجم الجماهير، مروراً بجولة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في منطقة بعلبك الهرمل ورفعه شعاراً معبّراً مفادها أن “هذه الحكومة ليست أهم من لبنان”. وقابله كلام مرتفع السقف للأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري من عكار وتحذير لافت من “لقاء سيدة الجبل” شكّل ما يشبه جرس الإنذار.

هذا في السياسة، أما في الجوانب الأمنية فكان لافتا التصعيد الخطير الذي لجأ إليه “حزب الله” سواء عبر استنفار العشائر الشيعية في قضاء بعلبك أو عبر استنفار عصابات المخدرات بقيادة نوح زعيتر في ما يؤكد بما لا يقبل أي شك أن “حزب الله” أعلن التعبئة العامة رغم نفي الأمين العام السيد حسن نصرالله. في المقابل كان دخول الجيش الى قلب عرسال في مسعى واضح لتجنيب البلدة كأس المواجهة المرّ التي يحضر لها “حزب الله”.

وإذا كان واضحا بحسب المراقبين أن جلسة مجلس الوزراء الاثنين 1 حزيران لن تكون حاسمة في أي من الملفات التي ستؤجّل الى جلسة الخميس 4 حزيران، فإن الثابت هو أن هذا الأسبوع حاسم في طبيعة المواجهة السياسية والعسكرية التي ستأخذ منحى مختلفاً بالنسبة الى كل الأطراف:

ـ فالنسبة الى “حزب الله” يبدو واضحاً أنه حسم أمره لناحية فرض معركة عرسال كأمر واقع، سواء بمساعدة الجيش عبر توريطه أم من دونه حتى، تنفيذاً لأجندة إيرانية- أسدية واضحة في سياق خلق منطقة مذهبية صافية تمتد من الساحل العلوي في سوريا مروراً بالبقاع الشمالي في لبنان والقلمون السوري وصولا الى دمشق.

ـ أما في الجانب العوني فطبيعة المعركة مختلفة، وإن كان تأييد “حزب الله” ودعمه في كل معاركه من باب “تحصيل الحاصل”، إلا أن المعركة الأساسية تبقى بالنسبة الى “الجنرال” على رئاسة الجمهورية بما تقتضيه من ضرورة عاجلة بإزاحة العماد جان قهوجي من موقعه في قيادة الجيش مهما كان الثمن، ولو كان توريط الجيش اللبناني في معركة ذات طبيعة مذهبية، وبدرجة ثانية إن أمكن إيصال العميد شامل روكز الى قيادة الجيش. وفي هذا الإطار حدّد العماد عون والوزير باسيل عناوين الخطوات التصعيدية الممكنة، وأهمها أن “الحكومة ليست أهم من لبنان” وما يعنيه ذلك من إمكان الإطاحة بالحكومة أو تعطيلها على الأقل، إضافة الى الإصرار على زجّ الجيش في معركة عرسال من زاوية حشر العماد جان قهوجي تمهيداً لدفع “حزب الله” الى الضغط لمنع التمديد له.

ـ في المقابل يخوض تيار المستقبل المعركة في مواجهة سياسية مفتوحة عناوينها باتت واضحة: فلا تعيين قائد جديد للجيش قبل انتخاب رئيس جديد وفق الرسالة التي سلمها نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الى العميد شامل روكز، ولا تغطية لمعركة “حزب الله” في عرسال مهما بلغ الثمن. عند هذين الحدين لا ينفع سلاح تعطيل الحكومة في الضغط على “المستقبل”، كما أن قرار حماية عرسال متخذ وأي عودة عنه ستكون مكلفة جدا للتيار الأزرق.

في ظل هذه المعادلات الدقيقة جداً لا يبدو الأفق وردياً على الإطلاق، لا بل إن الأيام القليلة المقبلة تشي بتطورات قد تكون بغاية الخطورة… فإلى أين سيأخذ هذا التصعيد لبنان؟