ذكرت اوساط واسعة الاطلاع في بيروت لصحيفة “الراي” الكويتية ان “قرار “حزب الله” بالانتقال من المهادنة الى المواجهة يأتي في سياق هجوم معاكس لمحور الممانعة في المنطقة بعد النكسات الخطرة التي تعرّض لها في اليمن والعراق وسوريا”.
ورأت أن الحزب الذي كان أطفأ محركاته في لبنان عبر تغليب خيار المهادنة حين سمح بتشكيل حكومة ربْط النزاع وانخرط في حوار مع خصمه الأساسي “تيار المستقبل”، “ينتقل الان الى مرحلة جديدة اكثر حماوة وتصعيداً”، ولفتت الى ان “التصعيد المتدحرج الذي كان لوّح به الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله يترافق مع توجّه ايراني لتعديل موازين القوى في العراق وسوريا عبر زجّ “الحشد الشعبي” في معركة استعادة الرمادي وتوريد المزيد من المقاتلين الى سورية لوقف انهيار نظام الرئيس بشار الاسد.
وفسّرت تلك الاوساط إسقاط “حزب الله” تحفّظاته الضمنية عن جنوح العماد عون نحو التصعيد في ملفات داخلية كالتعيينات الامنية ووقوفه خلفه، على انه “جزء من الهجوم المعاكس الذي يريد من خلاله الحزب إحداث وقائع داخلية جديدة تحاكي المرحلة الجديدة من الصراع في المنطقة”. وذكرت الأوساط ان “حزب الله” لم يكن متحمّساً في السابق لوصول العميد شامل روكز الى قيادة الجيش او التخلي في هذه المرحلة عن العماد جان قهوجي، كما انه لم يشاطر عون في الموقف من رفض التمديد مرتين للبرلمان، اضافة الى مسائل اخرى عدة”. وتعتبر الاوساط ان “هذا التحول في موقف الحزب، بالانتقال من المهادنة الى المواجهة، مردّه في الدرجة الاولى الى مأزق اقليمي عبّر عنه السيد نصرالله حين انتقل هو نفسه من الكلام عن الانتصار في سورية الى القول اننا نواجه خطراً وجودياً”.