Site icon IMLebanon

لقاء عون – جعجع وضع اللبنة الاولى للحوار المسيحي العام

 

رأت أوساط سياسية مسيحية معنية بلقاء “الرابية” بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون أن ثمة فريقا ثالثا يضاف الى المرحبين والمتحفظين هو فريق المتضررين او غير الراغبين بالتقاء الرجلين لاعتبارات وحسابات مصلحية داخلية ضيقة او لسوء تقدير الهدف، ذلك ان ما جرى، وخلافا لما فهم او أوحى البعض، هو مصالحة وضعت حدا لربع قرن من الخلافات السياسية والحزبية التي دفع الشارع المسيحي ثمنها غاليا، وليس تحالفا سياسيا.

الأوساط، وفي حديث لـ”المركزية”، أضاف: “الحوار المسيحي الذي انطلق مطلع العام يشبه الى حد ما الحوار الاسلامي بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” في أهدافه المرتكزة الى وقف التشنج وتنفيس الاحتقان لتحصين الاستقرار، الى جانب وقف التشرذم في الشارع المسيحي، وفق ما عبر بوضوح بيان “اعلان النيات” الذي جاء نتاج خمسة اشهر من المحادثات وجولات نقاش مستفيض غاصت في عمق الملفات الداخلية المسيحية وأرست أسسا لمصالحة مسيحية هدفها اولا وآخرا تعزيز الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة.

واشارت الى ان الحوار الاسلامي لم يرس تحالفا بين “لمستقبل” والحزب، وكذلك الحوار المسيحي اذ ان كل فريق سيبقى في موقعه السياسي وعلى تحالفاته الاستراتيجية مع فارق مهم يتمثل باتفاق الفريق المسيحي على وقف الخطاب المتشنج واستبداله بالنقاش الهادئ والبناء في مختلف الملفات السياسية، فتنسق المواقف منها لتكون مشتركة حيث الاتفاق، كما هي الحال بالنسبة الى جلسة “تشريع الضرورة” ومتباعدة حضاريا حيث الاختلاف.

هذا، وأكدت أوساط “القوات” و”التيار الوطني الحر” لـ”المركزية” ان لقاء الامس شكل اللبنة الاولى في هيكلية الحوار المسيحي الذي سيتمدد لاحقا الى مختلف القوى المسيحية من دون ان يستثني الا من يستثني نفسه، تمهيدا لوحدة الصف والكلمة تحت عباءة بكركي، كاشفة ان الخطوات ستتعاقب في هذا الاتجاه، اذ ان الدكتور جعجع عازم على تسليم بيان “اعلان النيات” الى القوى المسيحية كالكتائب والمردة وغيرها من خلال زيارات لموفدين من قبله لوضعهم في صورة ما اتفق عليه وشرح أهداف الحوار المسيحي. وقد يعمد العماد عون من جهته الى خطوة مماثلة.

وتتوقع الأوساط أن يجتمع مجددا امين سر تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ابرهيم كنعان ومسؤول جهاز الاعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” ملحم رياشي خلال الساعات القليلة المقبلة للشروع في المرحلة الحوارية الثانية، من دون ان تستبعد فرضية زيارة “رد أجر” من جانب العماد عون الى معراب.

وتعتبر ان “القنص” السياسي من بعض القوى المتضررة من الحوار المسيحي ليس في محله، مؤكدة ان لا حلول للازمات السياسية في لبنان الا من خلال الحوار والانفتاح على الاخر لان التمترس خلف المواقع المذهبية والطائفية والسياسية لم ولن يؤدي الا الى مزيد من التشرذم والانقسام في زمن أحوج ما نكون فيه الى الوحدة الداخلية لمواجهة موجات التطرف والاصولية والتكفير.

ودعت الأوساط الى التمعن في اهمية الحوار المسيحي الذي سيتوسع ليضم سائر القوى، من زاوية تزامنه مع الحراك الفاتيكاني والغربي في اتجاه لبنان بهدف تعزيز وجود المسيحيين وتثبيتهم في ارضهم، من خلال زيارة الكاردينال دومينيك مامبرتي، محافظ المحكمة العليا للتوقيع الرسولي في الفاتيكان لبيروت والانباء عن زيارة اخرى لوفد فاتيكاني الى المنطقة قريبا وما يتردد عن امكان ان يرسل قداسة البابا فرنسيس الى لبنان موفدا مقيما، في دلالة الى مدى اهتمامه بالمسيحيين في هذه البقعة من العالم، سائلة هل يجوز وسط كل هذه العناية الفاتيكانية بلبنان ان يبقى مسيحييوه مشرذمين متباعدين؟