أكد وزير العدل اللواء أشرف ريفي ان هناك اماكن في لبنان تعجز الدولة عن دخولها او هناك محدودية لامكانياتها فيها. وأشار إلى وجود حالة شاذة من خلال وجود دويلة تمتلك قوة عسكرية مسلحة تسيطر على بقعة من الاراضي اللبنانية، وهي احيانا اقوى من الدولة لذلك “سنبقى نناضل حتي قيام الدولة الفعلية”، مؤكدا “ضرورة المشاركة في النضال حتى تسود الوحدة على كامل الأراضي اللبنانية”.
ريفي، وفي حديث لـ”لبنان الحر”، قال: “هناك بعض التباطؤ والخوف من بعض القضايا الدقيقة، لذلك هناك تقصير من جانب الضابطة العدلية. ودعا الامنيين والقضائيين ان يسقطوا من وزنهم بقايا “الاسد” والميليشيات والذهاب باندفاع وطني لبناني فقط لا غير، وقال لهم: “لا ترحموا احدا ولا تخافوا من احد ومارسوا واجباتكم تجاه الوطن”.
وعن عجزهم امام “حزب الله”، قال: “جزء عاجز وليس الكل، فنحن نقوم بواجباتنا كاملة، ولا شك ان المجرمين الخمسة سيساقون الى العدالة مهما كلف الامر، لان لا احد اقوى من العدالة لا الالهية ولا الارضية، ولدينا امل ان نصل الى مرحلة معينة من خلال العدالة الدولية”.
وأضاف: “حزب الله” يسيطر على بعض مفاصل الدولة ونحن سنبقى نناضل ولن نستسلم ونضالنا حضاري سياسي، ولن نقيم ميليشيا بوجه ميليشيا”.
في سياق منفصل، اوضح ريفي ان لا غياب عن الحكومة بل الجميع سيشارك حتى وزراء العماد عون في جلسة الخميس، وأكثر ما يمكن ان يحصل هو تعطيل للقرارات.
واذ نوّه بمهنية العميد شامل روكز ومناقبيته العالية، اعتبر ريفي ان إنتخاب رئيس للجمهورية يبقى الاولوية لأن عدم انتخابه جريمة بحق الوطن، وقال: “لم نر إهتمام عون برئاسة الجمهورية كما يهتم بقيادة الجيش، زمنيا رئاسة الجمهورية هي الأوْلى وبالتركيبة السياسية اللبنانية هي الاقوى وتستحق الاهتمام الاكثر”.
وأضاف: “نحن لا نعيش في جمهورية ميشال عون ولا يستطيع فريق سياسي فرض طلبه والاصرار عليه”، لافتا الى ان كل الدول التي تكون في حالة شبه حرب او الاستعداد لحرب او في ظروف امنية حساسة جدا لا تبدل قيادتها العسكرية او الامنية اذا لم يكن هناك مآخذ كبرى عليها”. وقال: “لا احد يريد التشكيك بكفاءة العميد روكز بل نقول ان نعالج الثغرة الاساسية الكبرى من بعدها الاصغر واساس كل الثغرات رئاسة الجمهورية”.
وردا على سؤال، اكد ريفي ان لبنان لا يمكن ان يكون جزيرة معزولة نهائيا لذلك “نحاول ان نحد تداعيات الاوضاع الاقليمية خاصة الوضع السوري على لبنان”، مذكرا بأهمية اعلان بعبدا الذي هو الوصفة السحرية لحماية البلد.
واكد ريفي ان لا امكانية لوصول عون الى رئاسة الجمهورية فنحن لم ننس تاريخه، وكل انسان يدعم المشروع الايراني لن نسمح له بالوصول الى هذا الموقع، لبنان لا يمكن ان يدور في فلك ايراني، ونحن لبنانيون وطنيون في الدرجة الاولى ونحن عرب ولسنا فرس، لذلك انبه عون انه ارتكب خطأ استراتيجيا على المستوى الاستراتيجي والاقليمي واللبناني.
ريفي الذي اعتبر أن “كل انسان تغيب عن جلسة انتخاب الرئيس يتحمل مسؤولية الفراغ والشغور الرئاسي”، لفت الى ان لا رئيس جمهورية على المدى المنظور، وثلاثة احداث كبرى في المنطقة يمكن ان تغيّر الواقع، وهي وضع اليمن، والوضع السوري الذي يمكن ان يتطور بشكل دراماتيكي، والحوار الايراني الغربي بشأن النووي الايراني، لافتا الى ان اي قضية او ملف ينتقل من واقع الى اخر يمكن ان يؤثر، واضاف: “يجب ان نناضل على المستوى الداخلي بكل طاقاتنا لندفع الامور دفعا لينتخب مجلس النواب رئيسا للجمهورية”. وقال: “انا نتاج 14 آذار ومع رئيس من 14 آذار”، داعيا عون الى ان يعيد جميع خطواته التي كانت مستفزة للطرف الاخر، لافتا الى انه ليس مرشحا توافقيا ويحتاج الى كثير من الوقت لكي تسامحه الناس وتغفر له اخطاءه التي ارتكبها بحق الطائفة السنية وبحق 14 آذار”. وأضاف: “لسنا من دون ذاكرة ولا تاريخ، حقنا ان نحاسب ولا ننسى ونسامحه في كلمتين، حقنا ان نأتي بمرشح يرى تطلعاتنا ويمثل برنامجنا السياسي اي سمير جعجع”، لافتا الى ان عون مرشح تصادمي وليس توافقياً.
اما عن موضوع عرسال، فاعتبر ريفي انه خطأ تاريخي اضافي يرتكبه “حزب الله” بحق الوطن وفي حق نفسه، لافتا الى ان “حزب الله” يقامر ويسير بإتجاه الخسارة ويريد جرّ الجيش اللبناني إلى المعركة، وبالتالي لن نعطي غطاء لسلوك “حزب الله”.
واذ اكد ان الرهان على الجيش اللبناني في حماية عرسال، قال وزير العدل: “تكوين قوة عسكرية ميليشياوية في البقاع هي وضعية شاذة نتجت عن مشاركة إيرانية في الدفاع عن نظام الأسد”.
واكد ان عرسال ستبقى خطاً أحمر وأي خطأ سيؤدي إلى مواجهة ستفجر البلد، وقال: “خيارنا الأول والأخير الجيش اللبناني وعرسال ليست متروكة لوحدها”.
ريفي قال: “نحن مؤسسات شرعية ودائما نعتمد على الجيش. وانتهت المقاومة عندما وجهت سلاحها إلى الداخل اللبناني وبدأت بالقتال في الداخل السوري، وبالتالي تحول حزب الله إلى ميليشيا ولم يعد مقاومة”.
ولفت إلى ان الدخول إلى عرسال البلدة، سيؤدي إلى خراب البلد، مشيرا إلى أن خطط انتشار الجيش تحفظ كل مواقع الجيش لعدم الاستفراد بها. وعن إنشاء لواء القلعة، قال: “هو استحضار للمشهد العراقي ومؤذ جدا للبلد، وبالتالي ما يسمّى بـالحشد الشعبي” لا يختلف أبدا عن داعش، وهما وجهان لعملة واحدة، لذلك آمل ان لا ترتكب هذه الخطيئة في لبنان.
واعتبر ان ظهر ما يسمى بلواء القلعة، هو خطوة اولى نحو تكوين “الحشد الشعبي” وهذه من اخطر الظواهر التي نراها في المنطقة العربية، وتؤدي إلى تأجيج الصراع السني الشيعي، معتبرا أن من يحاول تشجيعها سيدفع هو الثمن الأكبر.
وردّ ريفي على النائب محمد رعد، فقال: “لسنا عملاء لايران ولسنا مرتبطين بأي مشروع إقليمي، ونحن ندافع عن كل مناطق لبنان عبر المؤسسات اللبنانية الشرعية، ونحن وطنيون أكثر من محمد رعد، وبوجه العدو الاسرائيلي شكلت مقاومة نوعية عندما كنت مديرا عاما لقوى المن الداخلي. نحن يجب ان نعطي تفويضا للجيش اللبناني لحماية كل شبر من أراضي لبنان، وكل من خرج خارج الحدود كانت نهايته بشعة”.
وإذ اعتبر أن أهل عرسال واعون تماما لأي طابور خامس كي لا تخرج الأمور عن السيطرة، وهم جميعهم مع الجيش اللبناني، رافضاً كل الاتهامات بشأن حماية التكفيريين من قبل اهل عرسال، قال وزير العدل: “الجيش اللبناني يجب ان يحمي أهالي عرسال والنازحين السوريين وليس المقاتلين، هذا هو خيارنا، وطالما الجيش يقوم بواجباته فلا خوف، ولكن إذا قصّر الجيش، فحق الدفاع عن النفس حق مقدس، إذا تم الاعتداء من قبل حزب الله على عرسال البلدة، ولكن آمل ان لا يرتكب هذا الخطأ، لأنه يوضع لبنان بحالة حذر كبير، وستكون معركة عرسال الخطيئة الثانية لحزب الله بعد حرب سوريا.
وعن إيجابية الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، قال ريفي: “نحن نشتبك في الاعلام وايجابية الحوار اننا لا نشتبك على الأرض”.
وأضاف: “كمكون سياسي “حزب الله” بحاجة إلى الحكومة، والمؤشرات لا تدل على انه ينوي الإطاحة بها، ولكن إذا أراد فليطح بالحكومة فلن تكون آخر الدنيا. من هنا يجب انتخاب رئيس للجمهورية لتكوين باقي المؤسسات”.
وعن الوضع في سوريا، أكد أنه لو تركت الأمور من دون دعم ايراني ومن دون دعم روسي لكان سقط بشا الأسد. وشدد على أن القدرة الدفاعية والعسكرية للنظام لم تعد كافية لاستعادة أي نقطة خسرها، لكن الخوف من الانتقال إلى الخطة “ب”، أي أن يكتفي بدمشق، وتكوين خط الوصول بين دمشق والساحل السوري عبر القلمون وجرود عرسال.
وفي قضية ميشال سماحة، رأى ريفي ان كل إنسان وقع على هذا الحكم يجب أن يحاسب، وقال: “حكم ميشال سماحة كان حجة إضافية لوضع مشروع تقليص صلاحيات المحكمة العسكرية موضع التنفيذ. في الستينات والخمسينات انشئت المحاكم الخاصة، وهذه المحاكم سقطت في كل دول العالم، لذلك ساخوض معركة تقليص صلاحيات المحكمة العسكرية حتى النهاية مهما كلف الأمر وسأحاول إنشاء جهاز قضائي كامل. إذ لا يمكن الخروج بأحكام تكال بمكيالين أمام اللبنانيين، فليس هذا الوطن الذي نحلم به.
وعن تشكيل مجلس القضاء الأعلى، قال: خياري هو خيار مؤسساتي. في قوى الأمن رفعت المشاركة المسيحية من دون 30% إلى أكثر من 40 %، أنا وطني وانا فخور، ويجب ان تكون كل مؤسسات لبنان متنوعة.
وعن اللقاء بين الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون، قال وزير العدل: “لنا ثقة كاملة بجعجع ونغطي كل خطوة يقدم عليها، وأي خطوة يقوم بها موافقون عليها سلفا”. وأضاف: “كل شيء يقرّب اللبنانيين على خطوطنا العريضة ومنها تحييد لبنان، وعودة الدولة، واتفاق الطائف، هو مبارك. ونتمنى أن يساهم هذا اللقاء في تسهيل عملية انتخاب الرئيس، ونتمنى الوصول إلى شخص ثالث وفاقي يكون بين الاثنين، لأن الوضع الحالي لا يمكن أن يسمح بوصول احد المرشيحينن والدكتور جعجع واع لهذا الأمر.
وعن زيارته إلى منزل معن كرامي، أكد ريفي أنها رسالة سياسية ورسالة عائلية اجتماعية. وأضاف: “فيصل كرامي أخطأ بحق طرابلس عندما يؤكد كل مرة أنه حليف سوريا و”حزب الله” وسليمان فرنجية في السياسة، فنحن ضد خياراته السياسية. وفي استشهاد وسام الحسن، لم يعزني، بينما ان عزيته عند موت والده، فقدم المواقف السياسية على الانسانية. أما معن كرامي فيحافظ على الخط التاريخي الوطني لآل كرامي، ولم يذهب إلى أحضان سوريا و”حزب الله” وسليمان فرنجية. لذلك، أقول لفيصل كرامي خيارك السياسي لست راضياً عنه ولست موافقا عليه ويجب ان تعيد النظر به، وهذا ليس خيار طرابلس.
ريفي وصف علاقته بالرئيس نجيب مع ميقاتي على المستوى الشخصي بانها جيدة، ولكن سياسيا هناك فتور. وقال: “طرابلس لا تغفر لأي كان عندما يذهب إلى بشار الأسد وإلى “حزب الله”.
وعن قضية جوزف صادر، قال ريفي: “في ما خص وزارة العدل، الملف القضائي كان لا يحتوي إلا على “وريقة”، والملف اليوم يتكون بشكله الكامل، وهو الأساس لأي ملاحقة لاحقا”.
واكد أن لا خلاف مع وزير الداخلية نهاد المشنوق، وأضاف: “انا لا أقاتل لموقع معين، انا احمل قضية وانا صاحب مبدأ. وعندما كثر الحديث في إعلام 8 آذار طلبت من المشنوق الخروج واللقاء معاً وان نطل على الاعلاميين وننتقل إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي هو مرجعنا الأساسي.